مع الأيــام..حادثة الاعتداء على الجندي صائل .. انتهاك للحقوق

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
الجندية شرف وكرامة لأنها ترتفع بالمنتمي إليها إلى مصاف أرقى بين أقرانه من المنتمين إلى المهن الأخرى، وحري أن لا تدنس معانيها الكبيرة والجليلة المرتبطة بحماية حياض الأوطان وبذل الدماء رخيصة من أجل صون العرض والأرض من الأعداء. كما لا ينبغي أن تمتهن معانيها المندمجة في أقدس الواجبات ..الدفاع عن الأوطان، بتغير الأغراض والأهداف لتصبح وبالاً على الناس باستخدام القوة الممنوحة لها في غير اتجاهها، كأن تستأسد على أهل الدار بدلاً من العدو القابع وراء الجدار، وبالتالي (أسد علي وعلى العدى نعامة).

وفي التعامل القانوني في إطار الضبط والربط للمنضوين في سلك الجندية والأمن تحفظ الكرامة عالية حتى للمخالفين وتجري عليهم الأحكام النافذة بعيداً عن الامتهان والتحقير، لأن الفرد المنضوي في الجندية (الجيش أو الأمن) وأياً تكون رتبته تظل له هيبة وكرامة هذه المؤسسة فيحاكم ضمن قوانينها بالمعايير القانونية اللائقة. لكن ما تعرض له الجندي عبدالله جمع صائل من انتهاك لحقه العسكري، ناهيك عن الإنساني من خلال الأمر له من قائد كتيبته بالانبطاح ثم أمره للكتيبة بالمرور على جسده ووقوف هذا القائد على جسد الجندي وإلقائه كلمة في الجنود، مطالباً إياهم بالأخلاق والانضباط حسب ما قاله الأخ د. ناصر محمد الخبجي، عضو مجلس النواب لصحيفة «الأيام» يوم 7 مارس الحالي، يعتبر إخلالاً لكل القيم النبيلة في المؤسسة العسكرية وفي منظومة القوانين السائدة في الوطن، ناهيك عن الأخلاق والشرف والدين.

وهذه ثاني حادثة من هذا القبيل يتعرض لها الجندي عبدالله جمع صائل، بعد تعرض الجندي عبدالله عبدالقوي القعقوع لحادثة مسيئة لا أخلاقية بإهانته وإذلاله من قبل قائد عسكري أمام زملائه.

والقعقوع وصائل كلاهما من ردفان وهي المنطقة التي سجلت قصب السبق في الدفاع عن الثورة اليمنية السبتمبرية وقدمت الشهداء الأبطال لحماية الثورة والجمهورية الوليدة، وكان لها شرف تفجير ثورة أكتوبر وانخرط أبنائها في كل مراحل الثورة مدافعين ومناضلين لا يبخلون بأرواحهم من أجل الأهداف التي قامت من أجلها الثورة. وعندما انخرطوا في صفوف القوات المسلحة كغيرهم من أبناء اليمن إنما جاء من عقيدة راسخة تضع الوطن في أسمى المراتب وتحميه وتفديه بأغلى ما لدى الإنسان .. الدماء.

إننا لا نريد لمناشدة الأخ د. الخبجي أن تذهب أدراج الرياح، وهي التي اختتمها بالتوجه إلى فخامة الأخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الدفاع «بالتحرك السريع والتحقيق في القضية واتخاذ الإجراءات القانونية إزاء ما تعرض له الجندي ورفع الظلم عنه ومحاسبة مرتكب هذه الجريمة».

إن هذه الجريمة لا تلحق ضرراً فردياً بالمجني عليه (عبدالله صائل) بل هي تتعدى ذلك إلى تشويه سمعة ومكانة المؤسسة العسكرية برمتها، وبحقوق الإنسان في الوطن عامة، وقد رأينا كيف وقفت الدنيا ولم تقعد لحوادث التعذيب وانتهاك الحقوق التي تعرض لها معتقلو (أبوغريب) من قبل قوات الاحتلال الأمريكي، فما بالنا في حادثة مسيئة تنتهك الحقوق بين أفراد المؤسسة العسكرية الواحدة والوطن الواحد!!

إنها حالة شاذة ولا ريب، وعلاجها ينبغي أن يكون عادلاً ومنصفاً وسريعاً..سريعاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى