استئناف الحوار في لبنان لكن الامال ضئيلة

> بيروت «الأيام» نديم لادقي :

>
رئيس مجلس النواب نبيه بري يتحدث مع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله
رئيس مجلس النواب نبيه بري يتحدث مع الامين العام لحزب الله حسن نصرالله
استأنف الزعماء السياسيون في لبنان امس الاثنين حوارهم بغية انهاء الازمة السياسية في البلاد وسط تحذيرات من ان الفشل في تسوية القضايا الشائكة سيلحق الضرر بالاقتصاد المتعثر ويوسع من هوة الخلافات.

وقالت مصادر سياسية ان الفرص ضئيلة جدا في توصل الزعماء الى اتفاق حول قضيتين اساسيتين هما نزع سلاح حزب الله وتنحية الرئيس اميل لحود المؤيد لسوريا بينما يمكن تحقيق بعض التقدم في مسائل خلافية اخرى.

وقال الزعيم المسيحي المعارض لسوريا سمير جعجع عقب انتهاء الجلسة الصباحية للحوار "النقاشات صعبة ليست سهلة,هناك بعض البوادر جيدة ولكن هناك نقاطا اخرى النقاش فيها صعب.. صعب.. صعب."

وتحلق حول الطاولة المستديرة امس زعماء مسلمون ومسيحيون مؤيدون ومعارضون لسوريا.

وكان مؤتمر الحوار الوطني وهو أكبر تجمع من نوعه منذ نهاية الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان في الفترة من 1975 الى 1990 قد تأجل فجأة في السابع من مارس اذار بعد خلاف على تصريحات شديدة اللهجة من زعيم مناهض لسوريا خلال زيارته الى واشنطن.

لكن بدا ان فترة الاستراحة لم تساعد كثيرا في تقريب وجهات النظر المختلفة بين سياسيين مؤيدين لسوريا واخرين معارضين لها على الرغم من التحذيرات من ان الفشل قد يدخل البلاد في ازمات سياسية واقتصادية اعمق.

وفي تصريحات لجريدة السفير اليومية قال رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي دعا الى الحوار "يجب ان ينجح وان نسعى بكل امكاناتنا من اجل منعه من الفشل وهذه مسؤولية الجميع لان المؤتمر يشكل فرصة ثمينة للانقاذ الوطني."

وحذر رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وأحد اعضاء التحالف المعارض لسوريا من ان اقتصاد البلاد لا يحتمل المزيد من الإنتكاسات.

وقال السنيورة "الاقتصاد تأذى كثيرا وأي تأخير سيزيد المشاكل على اللبنانيين واذا لم نتفق اليوم سنتفق بعد ايام او اسابيع او اشهر لكن كل تأخير سيزيد الكلفة على لبنان واللبنانيين."

ويرزح لبنان تحت وطأة دين عام يتجاوز 36 مليار دولار وهو ما يقارب ضعف الناتج المحلي الاجمالي. ويعتمد لبنان على مؤتمر للمعونة يعقد في بيروت في وقت لاحق من العام الجاري لتخفيف اعباء الدين ودفع عجلة الاقتصاد.

وشددت القوى الامنية من اجراءاتها الامنية في محيط البرلمان في وسط بيروت حيث يعقد مؤتمر الحوار.

وكان مقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري قبل 13 شهرا قد ادخل البلاد في اسوأ ازمة سياسية ادت الى سحب القوات السورية من لبنان عقب وجود استمر ثلاثة عقود بعد نزول مئات الالاف من اللبنانيين الى الشوارع والى فوز تحالف مناهض لدمشق في الانتخابات العامة.

واعقبت اغتيال الحريري سلسلة انفجارات واغتيالات استهدفت سياسيين واعلاميين مناهضين لسوريا.

ومسألة تنحية لحود من بين القضايا الشائكة على طاولة الحوار,ويتعرض لحود لضغوط متزايدة من قبل السياسيين المناهضين لسوريا لدفعه للتنحي عن منصبه لكنه يؤكد انه سيبقى حتى اخر لحظة من ولايته التي مددت ثلاث سنوات اضافية في عام 2004 تحت ضغط سوري.

وقال جعجع وهو ماروني مثل لحود "هذا الموضوع لا يحتمل اي تأجيل ونتمنى ان يحل على طاولة الحوار واذ لم يحل سنكمل (الضغط للاطاحة بلحود) بالطرق المتوفرة."

وتعتبر النقطة الاكثر اثارة للخلاف هي قرار الامم المتحدة حول اسلحة حزب الله. ويقول بعض اللبنانيين ان الحزب الشيعي يجب ان يتخلى عن اسلحته وينخرط في العمل السياسي فقط ولكن البعض الاخر يعتبر حزب الله مقاومة مشروعة ضد اسرائيل.

وبدا الحوار وكأنه على حافة الانهيار بعد كلام الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي ترك المؤتمر للاجتماع بمسؤولين رفيعي المستوى في الولايات المتحدة ودعا من هناك الى نزع سلاح حزب الله.

ودفع كلامه الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله الى الانسحاب من الجلسة,لكن نصر الله وجنبلاط وقادة اخرين بينهم زعماء مسلمون ومسيحيون مناهضون لسوريا عادوا الى طاولة الحوار.

ومن المتوقع ان يتوصل القادة السياسيون في لبنان الى اتفاق يقر بان مزارع شبعا لبنانية الامر الذي من شأنه ان يعطي بعض الشرعية لاحتفاظ حزب الله باسلحته لكنهم مازالوا منقسمين حول كيفية تحرير هذه المزارع.. بالقوة المسلحة أم عبر القنوات الدبلوماسية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى