الصين ماضية في اصلاحاتها الليبرالية بالرغم من التفاوت الاجتماعي

> بكين «الأيام» فرنسوا بوغون :

>
رئيس الوزراء الصيني وين جيباو
رئيس الوزراء الصيني وين جيباو
بالرغم من التفاوت المتزايد وتصاعد التوتر الاجتماعي، اكد رئيس الوزراء الصيني وين جيباو امس الثلاثاء في كلمة ذات نبرة شعبوية ان بلاده مصممة على المضي في الاصلاحات الليبرالية.

وقال وين خلال مؤتمر صحافي عقده عند اختتام الدورة السنوية للبرلمان الصيني في بكين ان "التراجع ليس الحل".

واوضح "علينا المضي في الاصلاحات والانفتاح. علينا البقاء على طريق الاشتراكية على النموذج الصيني"، مضيفا "بالرغم من الصعاب التي تنتظرنا، لا يمكننا التوقف".

وصادق البرلمان الصيني في ختام دورته السنوية امس الثلاثاء بغالبية ساحقة بلغت 97% و87% من اعضائه الثلاثة الاف تقريبا على الخطة الخمسية الجديدة للحكومة لفترة 2006-2010 وموازنتها للعام 2006.

وتنص الخطة الحادية عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على خفض التفاوت الاجتماعي وتطوير المناطق الريفية وقد صوت عليها 2815 من اصل مندوبي البرلمان ال2891 المجتمعين منذ الخامس من اذار/مارس في بكين، لقاء خمسين صوتا معارضا و26 بطاقة بيضاء او لاغية.

وقال المسؤول الثاني في النظام الشيوعي "اننا عند نقطة تاريخية جديدة,وما حققناه حتى الان ليس سوى الخطوة الاولى".

وسياسة الانفتاح والاصلاح التي اطلقها دينغ هسياوبينغ في نهاية 1978 بعد حقبة الثورة الثقافية (1966-1976) وما تخللها من اضطرابات، اتاحت للعملاق الاسيوي ان يتحول الى الاقتصاد الاكثر حيوية في العالم,غير ان بروزه الاقتصادي ترافق مع تباين اجتماعي متزايد.

واقر وين جياباو بهذا الصدد بوجود "تناقضات"، مستخدما في ذلك تعبيرا مستوحى من المعجم الماركسي. وقال "ان الصين تشهد مرحلة نمو اقتصادي سريع، مرحلة يسجل فيها نشوء تناقضات مختلفة".

وتابع ان "المشكلة الاكثر ماسوية التي واجهتها منذ ثلاث سنوات هي انني لم اتمكن من تسوية المشكلات التي تهم الناس بشكل افضل مثل الصحة والتربية والاسكان والامن"، مؤكدا مجددا تعاطفه مع الشعب ومشكلاته.

لكنه اضاف ان "رؤساء الوزراء الصينيين يعتمدون مبدأ يقول ان الاعتراف بصعوبة يخفف من صعوبتها ونمضي قدما بدون التراجع وبدون الاقرار بالفشل".

ورأى في المقابل ان على النظام "توعية الشعب وارشاده" حتى يتم التعبير عن المطالب "المنطقية" "بصورة شرعية".

وذكر رئيس الوزراء بين الاشخاص العاديين الذين يؤكد الحرص على مصالحهم الفلاحين الذين عانى بعضهم في الاونة الاخيرة من ممارسات موظفين محليين فاسدين لم يترددوا في مصادرة اراضيهم بدون دفع تعويضات عادلة لهم، ما غذى مشاعر الاستياء في الارياف.

وقال الزعيم الشيوعي "علينا احترام حقوق الفلاحين وعلى الاخص حقهم في استغلال الارض التي يستأجرونها بصورة مستقلة".

واضاف "علينا احترام ارادة الفلاحين وتجنب اصدار تعليمات ادارية قسرية".

واعتبر ان من الخطوات المهمة التي يتحتم على الصين انجازها تحديث اريافها التي يقيم فيها 900 مليون صيني من اصل عدد اجمالي للسكان قدره 3،1 مليار نسمة، والتي تعتبر مناطق فقيرة.

وشدد وين على ضرورة "بناء ريف اشتراكي جديد وتصنيف العمل في الزراعة والمناطق الريفية في طليعة اولويات عملية التحديث".

وقال "اذا تخطينا هذه المرحلة بشكل جيد، فان ذلك سيساهم الى حد بعيد في تشجيع الطلب الداخلي في الارياف وبناء الاقتصاد الصيني على اسس اكثر متانة".

واقر ب"نقاط فشل" بلاده على صعيد البيئة التي اضحت على حد قوله "مشكلة كبرى تعترض تنمية الصين".

وقال وين "لقد فشلنا في تحقيق هدفنا" بهذا الصدد.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى