مؤتمر الحوار اللبناني يتابع اعماله في اجواء هادئة تؤذن بتحقيق اختراقات هامة

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

>
القادة السياسيون اللبنانيون أثناء مناقشتهم اوضاع البلاد
القادة السياسيون اللبنانيون أثناء مناقشتهم اوضاع البلاد
تابع القادة السياسيون اللبنانيون حوارهم في المسائل الخلافية التي ما زالت تتصدرها قضية مزارع شبعا بعد ان انتهى بحثهم امس الاول الاثنين الى وعود بالاعلان عن "قرارات مهمة" امس الثلاثاء.

وقد وصل المتحاورون الى مقر مجلس النواب قبيل الظهر وسط اجراءات امنية مشددة ولم يتغيب منهم الا النائب غسان تويني لاسباب صحية.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري للصحافيين مساء امس الاول الاثنين اثر انتهاء الجلسات "لن اقول شيئا الان وغدا اعطيكم اجواء ايجابية ومادة دسمة"، وذلك خلافا لما درج عليه من تقديم موجز يومي عن مضمون الجلسات.

وقال سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية لدى خروجه من البرلمان "غدا ستسمعون قرارات مهمة",على غرار العديد من المشاركين وصف الحريري الاجواء التي استؤنف فيها الحوار بانها "ممتازة".

وقال "سنصل ان شاء الله الى حلول حول كل النقاط الخلافية (...) في الاسبوع الماضي ساد جو سيء اوحى بخلافات جذرية في كل الامور (...) عدنا والاجواء ليست فقط ايجابية انما اخذنا قرارات مهمة سنعلنها ان شاء الله غدا".

وتركز البحث امس الاول الاثنين على البند المتعلق بالعلاقات بين لبنان وسوريا متخطيا البند الثاني (القرار 1559) بسبب استمرار التباينات بشانه وفق معلومات متطابقة مصدرها اوساط المشاركين.

واكدت هذه المصادر ان مسألة تنفيذ القرار الدولي 1559 بقيت حتى مساء الاثنين الرقم الصعب على طاولة الحوار ان بالنسبة الى تنحية رئيس الجمهورية اميل لحود او اثبات لبنانية مزارع شبعا في المحافل الدولية، رغم التوافق المبدئي على ضرورة نزع السلاح الفلسطيني الموالي لسوريا والموجود خارج نطاق مخيمات اللاجئين.

فقد انجز المتحاورون "تفاهما اوليا" على بند العلاقات السورية اللبنانية يستند الى اتفاق الطائف للوفاق الوطني (1989) والبيان الوزاري للحكومة الحالية اللذين ينصان على اقامة علاقات طبيعية وصحية.

كما يقضيان بالا يكون لبنان ممرا او مقرا لاستهداف سوريا، وبالا يحكم لبنان ضد سوريا انما لا يحكم من دمشق، اضافة الى التمثيل الدبلوماسي وترسيم الحدود.

وفي موضوع السلاح الفلسطيني الموالي لسوريا والموجود خصوصا في بلدة الناعمة الساحلية (جنوب بيروت) وفي قوسايا على الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا توصل المتحاورون الاسبوع الماضي الى "موقف موحد يقضي بان تنفذ الحكومة قرارها بانهائه وبتشكيل لجنة لهذه الغاية واعطاءها مهلة اشهر".

وكان القادة المسلمون والمسيحيون الموالون لسوريا او المناهضون لها قد عادوا الى طاولة الحوار امس الاول الاثنين بعد ان علقوا اعمالهم بسبب خلاف خصوصا على قضية مزارع شبعا ادى الى سجالات حادة بين الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط احد قادة الاكثرية النيابية المناهضة لدمشق وحزب الله الشيعي حليف سوريا حول اثبات لبنانيتها.

وبدأ مؤتمر الحوار في الثاني من آذار/مارس وعلى جدول اعماله ثلاثة بنود يتعلق اولها بالتحقيق الدولي في اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري والثاني بالقرار الدولي 1559 والثالث بالعلاقات اللبنانية-السورية.

وتوصل المتحاورون منذ اليوم الاول الى اجماع على بند التحقيق في اغتيال الحريري بما فيه اللجوء الى محكمة ذات طابع دولي وتوسيع مهمة لجنة التحقيق لتشمل الاعتداءات التي وقعت بعد اغتيال الحريري في 14 شباط/فبراير 2005.

من ناحيته اعرب مصدر دبلوماسي عربي عن تفاؤله بنتائج الحوار خصوصا بشان مزارع شبعا والعلاقات مع سوريا.

وقال المصدر امس الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان "الموقف العربي الداعم لترسيم حدود مزارع شبعا بين لبنان سوريا سيساعد على توصل المتحاورين الى حل وسط".

بذلك يشير المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته الى اول موقف عربي من نوعه دعا الى ترسيم الحدود في منطقة مزارع شبعا "في اطار العلاقة الاخوية والصحيحة بين لبنان وسوريا" وفق البيان الذي صدر اثر اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في 4 اذار/مارس.

وذكر بالدعم الدولي لهذه القضية والمتجلي في محادثات موسكو بين وزير الخارجية وليد المعلم وكبار المسؤولين الروس اضافة الى الممثل الخاص للامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود-لارسن.

واشار الدبلوماسي العربي الى ان بيان وزراء الخارجية العرب نفسه تبنى اقامة علاقات اخوية ندية بين لبنان وسوريا، رغم انه لم لم يذكر سوريا بالاسم، مما "سيسهل البت في هذه النقطة بين المتحاورين".

وكان وزراء الخارجية العرب في اكدوا في اجتماعهم "حق لبنان في اقامة علاقات مع الدول الشقيقة والصديقة على اساس الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال والمصالحة الوطنية والمساواة والندية".

وعكست الصحف اللبنانية تفاؤلا بنتائج ايجابية واختراقات,واكدت "النهار" ان استئناف الحوار في "اجواء هادئة" بعد التصعيد بين جنبلاط وحزب الله هو "انجاز بحد ذاته".

ورأت "السفير" في التوافق المبدئي على بند العلاقات بين لبنان وسوريا "محاولة لاعطاء دفع سياسي" للبند المتعلف بالقرار 1559 متوقعة ان يتهم ربط التفاهم النهائي حول مزارع شبعا وسلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني بالموضوع الرئاسي.

وكتبت "الديار" ان "الوحي العربي والدولي هبط فهدأت الجلسات وبدأت الايجابية".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى