ثورة العقل والمنطق

> طه أمان:

> ليس بين الكائنات الحية كائن لا يتناوله قانون النشوء والتطور ولا يؤثر فيه.. بل ليس في نظام الكون قانون أعم من هذا القانون، فهو يشمل كل شيء.. وأن المخلوقات الحية كلها تتدرج في نشوئها وتتحول بالتدريج طبقاً لعوامل البيئة والوراثة.

وإذا تذكرنا ذلك علمنا أن بقاء أي شيء في نظام هذا الكون على حاله انما هو أمر مستحيل.. فلا بد من التدرج والتحول كما تقتضي سنة البيئة.. وما نراه اليوم من مظاهر الحياة والعمران لا يمكن ان يكون مشابهاً لما كان عليه اجدادنا في الماضي.. ومن طبيعة الانسان أنه يحب التغيير والتحول ولا يميل إلى الاقامة على حالة واحدة، لأنه يرى في ذلك مدعاة إلى الملل والسآمة!

على أن من الناس من يثورون على كل ما هو قديم بحجة أنه لا يلائم قانون التحول والتدرج الذي أشرت إليه، ولأن روح التقدم والنشوء تتطلب من المرء أن يجاري تيار الرقي الجارف فينزع عنه الثوب القديم ويولي وجهه شطر الجديد من كل شيء، وهذا ما يعبرون عنه بقولهم «ثورة المجددين».

ومن دواعي الأسف انه وإن يكن لهذه الثورة مظاهر تدعو إلى الغبطة والابتهاج.. إلا أن لها ايضاً نواحي تبعث على الأسف.. وفي الانظمة القديمة كثير مما يصلح لعصرنا الحاضر ويجدر بالبقاء.

إن تيار التطور جارف.. وليس في العالم قوة تستطيع صده أو الوقوف في وجهه. سواء أثار المجددون على القديم أم لم يثوروا.. فإن التحول نحو ما هو اصلح للبقاء وأكثر انطباقاً على مقتضيات البيئة انما هو قانون الازلية التي لا سلطان للانسان عليها بوجه من الوجوه ولا تتأثر بما يبذله البشر في سبيل التحكم بها.

ومهما تكن الحقيقة فإن الواقع يثبت لنا أن ثورة المجددين لا يمكن أن تنتهي إلى نتيجة محمودة إذا حاولوا القضاء على كل ما هو قديم بحجة أنه ليس في ذلك القديم ما يصلح لهذا العصر.. بينما في الانظمة والتقاليد القديمة ما يصلح لنا وسيظل يصلح لاولادنا وأحفادنا.. فكل ثورة عليها إنما هي ثورة على العقل والمنطق.. ولا بقاء إلا للاصلح.

كلمات للتأمل

- لا يزال جمود المعتقدات والاعراف يسكن عقولنا!

- إن في تقاليد كل عصر وكل جيل ما هو صالح وما هو طالح، والعاقل من استعمل الحكمة.

- في القديم كثير مما هو قريب جداً من مقتضيات الجمال.

- اشعر بانتكاس عواطفي تجاه من يمتلك الاشياء بكثرة.. ويفتقد الاحساس الجميل بأهمية هذه الاشياء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى