وتلـك الأيــام..الخريجون أولاً

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
ها هي مواسم الانتخابات على الأبواب، شهور معدودة وتحل علينا انتخابات المجالس المحلية و الرئاسية، وها هي الأحزاب على مختلف توجهاتها ورغم ما تقوله تستعد لخوض غمار العملية الانتخابية، لأن الكل يريد نصيباً من الكعكة، وبالرغم من أن بلادنا في بداية المشوار لهذه العملية الا أنها تجربة جيدة على أقل تقدير يتعلم منها الناس أبجديات اللعبة الديمقراطية، حيث يذهب الناس كالعادة الى لجان الانتخابات ويلقون أوراقهم في الصناديق تحت ضغط الوعود والأحلام الوردية ثم يعودون إلى بيوتهم، وحتى الآن المستفيدون من هذه العملية هم المرشحون الفائزون والفائز يأخذ كل شيء والخاسر يخسر كل شيء كما يقولون.. ومع ذلك لا زال الأمل موجوداً بأن هذه التجربة ستؤتي أكلها يوماً ما، وإضاءة شمعة خير من أن تلعن الظلام.

لا شك أن حكومتنا كالعادة ترصد مئات الملايين لإنجاح هذا الكرنفال الانتخابي، حيث يصرف على القائمين على هذه العملية الذين يستغلون المناسبة ويقومون بتسجيل الأقرباء والأصدقاء ضمن فرق اللجان الإشرافية رغم أن هؤلاء الأقرباء من العاملين في الجهاز الحكومي ويحصلون على رواتب شهرية، بينما يتجاهلون من هم أحق ونقصد بهؤلاء خريجي المعاهد والجامعات اليمنية الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة رغم مرور السنين على تخرجهم فهؤلاء يحتاجون أن تفتح لهم الدولة ذراعيها وتعطيهم الفرصة أولاً في مواسم الانتخابات مادامت الظروف لم تتوفر بعد لتوظيفهم، حتى يشعروا بأنهم حصلوا على شيء من هذا الوطن ويشعروا بإنسانيتهم ويستفيدوا استفادة ولو مؤقتة.. وشيء خير من لا شي.

وفي الدول الأخرى ومنها المجاورة تحصل هذه الشريحة على إعانة حتى يتم توظيفها. إن المواطنة لا تعني أن يكون المواطن مجرد رقم في سجل التعداد السكاني ومثل ما هنالك واجبات هناك حقوق ولو أعطينا هؤلاء الفرص المتاحة حتى وإن كانت مؤقتة حتماً ستخفف عنهم جزءاً من معاناتهم وتشعرهم بأن خير الوطن للجميع.

إن التجاهل والحرمان والبطالة واليأس قد سببت لهذا البلد مشاكل كبيرة، فكثير من أبنائه لم تتوفر لهم وسائل الحياة الكريمة وتقدمت بهم الأعمار دون أن يجدوا وظيفة ولا مسكناً يستقرون فيه ووصل بعضهم إلى مرحلة الإحباط وحملتهم عواصف اليأس والحرمان إلى المجهول وإلى تورا بورا وجوانتانامو ومناطق أخرى من العالم.

إن التوجيهات الأخيرة من قبل اللجنة العليا للانتخابات بإعطاء الفرصة لخريجي الجامعات للعمل ضمن اللجان الانتخابية لاقت استحسان قطاع واسع من الناس وخاصة الخريجين وحبذا لو يتم الالتزام بهذه التوجيهات بعيداًَ عن العوامل الحزبية وحب الذات الأنانية أو أي عوامل أخرى، والتعامل مع هؤلاء على أساس أن المواطن يمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى