«الأيام» موقف الكلمة في صحافة الالتزام

> عامر علي سلام:

>
عامر علي سلام
عامر علي سلام
استطاعت صحيفة «الأيام» بعد معاودة صدورها في بداية التسعينات من القرن العشرين أن تعيد لذاكرة الصحافة اليمنية وتاريخها نبض الكلمة الصادقة في الصحافة الأهلية المستقلة، واتخذت خطاً في نوعية الطرح والتناول بحيث تحافظ وتحفظ لنفسها رؤيتها لكثير من قضايا الرأي العام وتعطي للقارئ الكثير دون أن تأخذ منه سوى المتابعة والحرص على قراءتها وتناولها بكل ما فيها كل صباح.

وهي الصحيفة التي تأسست عام (1958) وكان لصاحبها وعميدها الأستاذ محمد علي باشراحيل -رحمه الله- الفضل في إرساء قواعدها الملتزمة بالحقوق والواجبات.. حقوق الكلمة، وواجباتها تجاه قرائها، لأن الصحافة أولاً وأخيراً موقف.

وسيجد أي باحث اليوم وخلال الخمسة عشر عاماً الماضية في دراسته لاستقراء واستبيان واقع الصحافة اليمنية الحديثة، أن صحيفة «الأيام» استطاعت في هذه السنوات الوجيزة أن تخلق قاعدة عريضة من القراء.

كما استطاعت ودون فخر أن تكون الصحيفة اليومية الأكثر مبيعاً.. والأكثر انتشاراً في اليمن وفي الإقليم العربي المحيط بها.. بل إن موقعها الإلكتروني وتصحفها عبر الإنترنت.. خلق لها رواجاً خارجياً في عواصم أوربية وآسيوية مختلفة.

هذا النجاح الذي تشهده «الأيام» لم يأت من فراع الكلمة.. ولا تعصب الرأي، ولا من اختيار العناوين اللافتة للنظر في صفحتها الأولى في مطلع كل يوم، بل جاء من خلال التزامها الواقعي في البحث عن قضايا ونبض الحراك بين الناس!! فهي دون كسل أو تقاعس تتناول أخبار المحافظات اليمنية دون تمييز أو خلط.. وتضع القارئ في الصورة مما حدث أو يحدث، وعليه أن يتأكد من أي مصدر آخر صدق أخبارها أم لا ؟!! وسيجد أن كل خبر في «الأيام» له وقع الحقيقة وصدى المصداقية من قريب أو بعيد، وذلك تعبيراً عن التزامها بالموضوعية والحيادية دون التشهير أو المبالغة.. لأنها غنية كل الغنى من أن تحظى بمكانتها عند قرائها من خلال الصعود على أكتاف وأخطاء الآخرين!

وقد استطاعت «الأيام» مؤخراً أن تفتح العديد من الملفات الحيوية وتطرق الكثير من القضايا التي يحتاج إليها الرأي العام وبجهود وتواصل الناشرين الأستاذين هشام وتمام باشراحيل.. استطاعت أن تجذب إليها ومن خلال «منتدى الأيام» الأسبوعي العديد من الجهات المسؤولة وتبحث معها بموضوعية للتحدث عن قضاياها ومجال التحديث أو التغيير والمتابعة في عملها وتطلع القارئ على أهم المستجدات والتصورات والحلول التي نوقشت في معالجة الكثير من القضايا اليومية لبعض المرافق الخدماتية بالذات (كالتعليم، الصحة الكهرباء، المياه، التأمين.. الخ)، كما كان لوجود وتجاوب محافظ عدن (السابق ) د. يحيى الشعيبي وقع لأهمية هذه اللقاءات التي تدل على التناول الصريح والصادق والحريص وبكل شفافية.. والالتزام بحرية التعبير وصدقه تجاه قضايا (الرأي العام) -قضايا المواطنين!

نعم.. أصبحت «الأيام».. عنواناً لموقف الكلمة.. وصرحاً ملتزماً بقضايا الناس وحقوقهم.. ومنبراً متواضعاً بإمكانيات محرريها في المحافظات اليمنية، وبتواضع كتابها .. الذين هم في الأصل عبارة عن تنوع فكري شامل بمختلف مشاربهم.. يتناولون قضايا مجتمعهم دون الإسفاف أو التجريح أو التقليل أو التنقيص في حق أي جهة أو أي صحيفة أو أي شخصية يمنية كانت أو أجنبية.

لأنها صحيفة ارتأت في الالتزام بالحقوق الصحفية عنواناً لعملها اليومي، لذا نجد لها هذا القبول من مختلف فئات الشعب ودون تمييز في مستوياتهم أو انتماءاتهم الفكرية والسياسية.

وعندما نكتب في «الأيام».. فإننا نكتب للحضور المتميز فيها، نكتب لأنها علمتنا كيف نكتب؟؟ ولمن نكتب؟! ومتى نكتب؟!، بل إنني ومن خلال تجربتي في الكتابة الصحفية في «الأيام» منذ عام (1993)، عندما فتحت لي ذراعيها وجدت أن للكتابة الصحفية في الأيام وقعاً خاصاً.. ينبغ أولاً وأخيراً من أنها مدرسة في التناول الصحفي.. وصرح متجدد في خلق رأي عام يتفاعل مع قضاياه اليومية والحياتية.

ولا عجب أن نجد بين الحين والآخر من يكيل لها الاتهامات أو يشكك في مصداقيتها.. لأنها ترتفع كثيراً عن مصالح المنتفعين من الصحافة..، ولأنها وبكل تواضع استطاعت أن تلف حولها القلوب القارئة بحنين الوطن.. واستطاعت أن تأخذ العقول لتتفتح في سماء ورحابة الرأي والرأي الآخر وبشفافية العصر ودون مغالاة ودون القفز على الواقع ومعطياته وبحسب وإمكانية تطور الصحافة اليومية في اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى