هدرة قات .. والدوائر الخدماتية

> طه أمان:

>
طه أمان
طه أمان
المعروف أن القات هو القاسم المشترك للجمع بين الأصدقاء والجلوس لساعات طوال دون ملل أو كلل، هذا هو الشعور السائد، كما اعتقد بين ماضغي (القات). وفي تلك الساعات (الهنيئة) بمفعول القات، يتم الطرق إلى مواضيع جمة وشيقة وتعالج فيها مشاكل البلاد والعباد وتطرح المقترحات والحلول وهناك من يبدي المبادرة بالاتصال بالأخ المحافظ.. والآخر يبدي استعداده للاتصال بالإخوة المسؤولين في صنعاء بحكم عمله أو عمل أحد أقربائه أو أصدقائه هناك.. وعندما تحين مغادرة الجميع (تنفل المشدات) وتنفل معها كل ما دار من نقاش أو حديث أو معالجات!

المشكلة هنا ليست في جلسات (القات) بين الأصدقاء.. بل أن هذه الجلسات أخذت طابعا آخر.. الطابع الرسمي، وذلك بعقد جلسات إدارية لمعظم نوادينا الرياضية أو غيرها من الدوائر الرسمية.. والميزة الحسنة في هذه الجلسات هو الحضور المكثف وغير العادي للأعضاء.

أما جدول أعمال الاجتماع حتى وإن كان يفوق العشرين نقطة، بالإضافة إلى قراءة ومناقشة المحضر السابق، فإن الحرص على استكمال جدول الاجتماع بإيجابية غير عادية حتى وإن تخلل بين نقطة وأخرى حديث جانبي يكون أحد الحاضرين قد تفوه به.. وبقدر ما يمر الوقت لطيفاً ومريحاً لماضغي (القات) حتى ولو كان إلى وقت متأخر من الليل، فإنه يمر رتيباً كئيباً على الذين لا يمضغون القات مثل العبد لله والذين يحضرون هذه الاجتماعات على مضض حتى لا يحتسب عليهم غياباً.

إن عقد مثل هذه الاجتماعات في هذه الأجواء (القاتية) يعتبر ظاهرة غير مستحبة، كون النقاش والقرارات التي تتخذ ليست إلا (هدرة قات) تنتهي بعد القيام من المجلس (ونفل المشدات) .. ترى إلى متى سوف تستمر هذه الظاهرة السلبية؟!

الدوائر الخدماتية
معظمنا تعرض لكثير من نكد العيش الذي يتمثل في متابعاته المستميتة في الدوائر الخدماتية من كهرباء وماء وبلدية وأراض وإنشاءات.. وتكون متابعاته في معظم هذه الدوائر إن لم تكن كلها محلك سر، ومشكلة أو قضية الفرد منا مع هذه الدوائر قد تتطلب من الزمن اليومين أو الثلاثة أيام، ولكن وبكل ألم يدخل المواطن في دوامة «تعال بكره»، والتي تمتد إلى أيام طويلة متعبة ومقلقة .. وهكذا دواليك، متكبداً أتعاب المواصلات وضياع الوقت والحسرة والألم!

والشيء الجيد أن مدراء هذه الدوائر يحددون أياماً من كل أسبوع لمقابلة المواطنين للبت في قضاياهم، ولكن مع الأسف وبدلاً من الالتزام بذلك فإن المواطن وبكل ألم يفاجأ أن معظمهم يتغيب عن الحضور أو يكون في اجتماع داخل المكتب.

إن سياسة (السبع دوخات) التي تنتهجها هذه الدوائر مع المواطن بحاجة إلى معالجات ناجعة وحاسمة لا بد منها لخدمة المواطن الذي لا حول له ولا قوة.

إنني أناشد المدراء العامين في المديريات أن يعيروا هذا الموضوع جل اهتمامهم، وأن يتم النزول المستمر من قبلهم إلى هذه الدوائرلتلمس هذه الظاهرة السلبية عن كثب، ووضع النقاط على الحروف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى