احذروا من المشعوذين!

> أحمد عبدربه علوي:

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
لا يمر يوم الاّ وتطالعنا فيه الصحف بأخبار القبض على دجالين ومشعوذين نجحوا في خداع ضحاياهم والاستيلاء على أموالهم مقابل حل مشاكلهم المستعصية، وآخر ما ورد بهذا الشأن أن اجهزة الامن بمدينة صنعاء - حسبما جاء في صحيفة «الجمهورية» في عددها رقم 13294 الصادر يوم الخميس الموافق 9 مارس 2006م - ضبطت مشعوذاً نصب على عدد من الضحايا بمبالغ مالية كبيرة وعدد كبير من الجنيهات الذهبية على أساس أن يعالجهم من بعض الامراض العصبية والنفسية التي يعانون منها، وجرى التحقيق مع الشخص المضبوط في عدة قضايا نصب واحتيال من هذا النوع تمهيداً لإحالته إلى أجهزة القضاء.

والحقيقة أن المرء يقف عاجزًا عن فهم سر سقوط هذا العدد الهائل من الضحايا في المناطق اليمنية وغيرها، رغم كل التحذيرات من خطورة نوع جديد من الدجالين تخصص في خداع الموسرين وذلك بإيهامهم بقدرته على زيادة ثرواتهم وذلك بتسخير الجن ليتولوا هذه المهمة.. بعدها يتعرض الموسرون من الناس لعملية نصب ويستيقظون من سباتهم بعد فوات الأوان وبعد الاستيلاء على مبالغ مالية كبيرة منهم، وقد استغل هؤلاء المشعوذون قدرتهم على الايحاء والتمثيل وبث الرعب في قلوب مريديهم من السذّج اثناء عملية تحضير الجن. وسبق أن قرأنا عن أحد رجال الاعمال من الأغنياء الكبار الذي خدعه مجموعة من النصابين وأوهموه بقدرتهم على تحويل ملايين بالبنوك من نقود محلية الى دولارات، وشرب هذا الغني العجوز التمثيلة وصدقها وعاش في نشوة لم يستطع ان يداريها. وطلب منه المحتالون مبلغا كبيرا لإحضار الزئبق الأحمر، وهو الوجبة المفضلة للجني الذي يصبح عبداً ذليلاً ويأتمر بأمر من يقدمها له، ودفع الغني المبلغ ليكتشف بعدها أنه بنى قصوراً على أمواج البحر وأنه سقط فريسة لمجموعة من النصابين.

وهناك قصة الثري الذي ظل يحلم بالانجاب، وهمس في أذنه احد أصدقائه وطلب منه التوجه لأحد المشعوذين (وسرّه مخفي)، وحصل الدجال على مبلغ كبير مقابل تحقيق الحلم ودفعها المسكين عن (طيب خاطر)، بعدها أمره الدجال بالسفر الى خوخة على شاطئ البحر الأحمر في عز الشتاء وطلب منه الاستحمام في مياه البحر فجراً .. وإذا فعل فسينال المراد، ونفذ الثري الوصية وسافر في الشتاء الى خوخة بمحافظة الحديدة ونزل البحر وكاد أن يتجمد لكبر سنه، بعدها أصيب بالشلل.

أما المدرسون الثلاثة فقد أصيبت أمهم بمرض عضال وفشلوا في علاجها وتوجهوا بها الى مشعوذ بمدينة ذمار.. وأفهمهم الدجال أن الجني يسكن في جسد أمهم العجوز ولن يخرج إلا بضربها بالسوط والحزام، وانهال المدرسون الثلاثة للأسف على أمهم بالضرب حتى فارقت الحياة، وتم إحالتهم للمحكمة الابتدائية (قضية جنائية).

وكل ما نخشاه ان تصبح الشعوذة أمراً واقعاً لا يمكن الاستغناء عنه ويتم نشر إعلانات بوسائل الإعلام المرئية والمقروءة عن قدرة «مبروك الساحلي» و«مبخوت الهيثمي» و«محمد العوبلي» في استدعاء الجن الأحمر والازرق والبرتقالي لحل مشاكل الفقراء الغلابى بأجر زهيد، أو عن شركات أو جماعة لتحضير الجن.. ولو حدث ذلك لا قدر الله.. ساعتها اعطني عقلك.. فاحذروا من المشعوذين الدجالين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى