صدامات بين مسلمين واقباط يرفضون الرواية الرسمية حول اعتداءات الاسكندرية

> الاسكندرية «الأيام» ملك لبيب :

>
تشييع جثمان الضحية نصحي عطا الله جرجس
تشييع جثمان الضحية نصحي عطا الله جرجس
وقعت صدامات أمس السبت في الاسكندرية بين اقباط ومسلمين اسفرت عن اصابة 15 شخصا بجروح وذلك عشية الاعتداءات التي استهدفت ثلاث كنائس في هذه المدينة واوقعت قتيلا والتي نسبتها السلطات الى مختل عقليا وهي الرواية التي يرفضها الاقباط.

وافادت صحافية في وكالة فرانس برس ان مئات الاشخاص شاركوا في جنازة الضحية نصحي عطا الله جرجس التي تحولت الى ما يشبه التظاهرة، والتي كانت متوجه من كنيسة القديسين الى المقابر عندما وقعت صدامات بالعصي بين مسلمين واقباط.

والقيت حجارة على الموكب من المباني الواقعة في شارع مجاور للكنيسة.

وقال المصدر في وزارة الداخلية ان ما لا يقل عن 15 شخصا اصيبوا بجروح وتم احراق اربع سيارات.

وتدخل رجال الامن على الفور للفصل بين المجموعتين لكن الصدامات استمرت واستخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق الحشود قبل ان يعود الهدوء.

وقالت مراسلة فرانس برس ان مسلمين رشقوا بالحجارة مبان غالبية سكانها من الاقباط، كما احرق مخزن قطن لتاجر قبطي.

وتدخل رجال الامن على الفور وقسموا الموكب الجنائزي الى قسمين لمحاصرة المتظاهرين الذين شاركوا في الصدامات.

وكان رجل دين قبطي تلا صباح امس رسالة باسم كنائس الاسكندرية اعتبرت فيها ان الاعتداءات تاتي في سياق "مخطط ارهابي يستهدف كل الكنائس مع اقتراب الفصح".

وانتقد العديد من الاقباط السلطات لتقاعسها,وقال المسؤول القبطي في حزب الوفد الجديد الليبرالي منير فخري عبد النور لفرانس برس "انا لا اصدق ايا من السيناريوهات المتداولة في الصحف. هذا لا يصدق وهو غير مقبول".

وافادت وزارة الداخلية المصرية ان رجلا يبلغ من 25 عاما يدعى محمود صلاح الدين عبد الرازق ويعاني من "اضطرابات نفسية" هاجم المصلين في الكنائس الثلاث موقعا ضحية وخمسة جرحى امس الاول الجمعة.

وكانت مصادر في الشرطة المصرية افادت ان مهاجمين ارتكبا الاعتداءات بالسلاح الابيض ما اسفر عن وقوع قتيل و12 جريحا وان الشرطة قامت بتوقيف شخص ثالث كان يتهيأ للقيام باعتداء مماثل.

ووضع عبد الرازق في الحبس الاحتياطي لمدة اربعة ايام,وافادت وكالة انباء الشرق الاوسط بانه متهم "بارتكاب جريمة متعمدة وباقتحام دار عبادة وبحيازة سلاح ابيض دون ترخيص".

وقال كريم وهو قبطي حضر للمشاركة في تشييع الضحية نصحي عطاالله جرجس البالغ من العمر 78 عاما لوكالة فرانس برس "هناك صحف تتحدث عن مختل عقليا. انا لا اصدق كلمة مما تقول,هذه دعاية تهدف الى اسكاتنا وجعلنا نعتقد ان الامر يتعلق بحادث فردي".

وندد نواب الاخوان المسلمين في الاسكندرية بالهجمات في بيان جاء فيه "تعتبر الكتلة ان هذه الجريمة اعتداء على شعب مصر كله مسلميه واقباطه (...) وتدعو اجهزة الشرطة المصرية الى ضرورة توفير الحماية الامنية الكافية لكل المنشآت الدينية".

واضاف بيان الاخوان "نحذر من سوء استغلال هذا الحادث المؤسف للنيل من وحدة النسيج المتماسك بين المواطنين المصريين".

وتم تعزيز الحماية حول كنائس الاسكندرية ولاسيما كنيسة القديسين التي شيع فيها الضحية.

وقامت قوات مكافحة الشغب بضرب طوق حول الكنيسة ولم تسمح سوى للمصلين بدخولها.

وبحسب الكنيسة القبطية يشكل الاقباط 10% من المصريين البالغ عددهم 73 مليون نسمة، بيد ان الاحصاءات الرسمية تشير الى ان نسبتهم تقارب 6% من السكان.

وقال جرجس مينا "كنا دوما مسالمين بيد اننا نتعرض مع ذلك للسحق من قبل المسلمين". واضاف الشاب البالغ من العمر 30 عاما "ان لم تقم الدولة بحمايتنا،فسنفعل بذلك بانفسنا".

وليست اعتداءات الجمعة الحادث الوحيد الذي يرتدي طابعا طائفيا في الاسكندرية,ففي 21 تشرين الثاني 2005 اصطدم 5000 متظاهر مسلم بالشرطة امام كنيسة القديس جرجس في مسيرة احتجاج على نشر قرص مدمج لمسرحية اعتبروها معادية للاسلام,وقتل يومها ثلاثة متظاهرين وتعرض 60 آخرون للاصابة.

واكد منير فخري عبد النور ان "الوضع خطير جدا. ويجب ان نواجهه بالكثير من الحكمة لا كما تفعل الحكومة".

واعتبر ان الاعتداءات تعكس "ازمة اجتماعية عامة". واضاف ان "الحقد تفاعل بين الطائفتين ويجب علينا مواجهة المسالة بدل ان ندعي انها غير موجودة".

واعرب عبد النور عن خشيته من ان تتحول الحادثة الى ذريعة "لتبرير الابقاء على حالة الطوارئ" التي اعلنت عقب اغتيال الرئيس انور السادات عام 1981.

واعتبرت الولايات المتحدة ان الاعتداءات "غير مقبولة" وطالبت الحكومة المصرية باتخاذ التدابير للتخفيف من حدة التوتر بين المسلمين والمسيحيين. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى