> قال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس السبت انه سيطلب من الرئيس الامريكي جورج بوش الاسبوع المقبل الضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا الحدودية لتمكين حكومته من بسط سلطتها على كامل الاراضي اللبنانية.

ومن المقرر ان يلتقي السنيورة احد اعضاء قوى تحالف الغالبية المناهضة لسوريا ببوش في واشنطن يوم الخميس المقبل,ويتوقع ان يجري محادثات مع مسؤولين امريكيين اخرين قبل لقائه مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في نيويورك.

وقال السنيورة في مقابلة مع رويترز اجريت في مكتبه في وسط بيروت انه يتوقع من الولايات المتحدة ان تقدم دعمها الحقيقي لبنان وهذا سيساعد لبنان على اعادة تثبيت وتعزيز سيادته واستقلاله.

اضاف السنيورة ان هذا سيسمح للحكومة المحافظة على دورها في المنطقة "كمنارة للديمقراطية".

ويقول لبنان ان مزارع شبعا الحدودية هي ارض لبنانية تحتلها اسرائيل وان الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 لم يكن كاملا مما سمح لحزب الله بمواصلة هجماته على القوات الاسرائيلية هناك.

وتقول اسرائيل والامم المتحدة ان مزارع شبعا سورية,واوضح السنيورة انه سيدفع باتجاه وجهة النظر اللبنانية التي تقول بلبنانية المزارع خلال المحادثات التي سيجريها في واشنطن ونيويورك.

وقال رئيس الوزراء انه ذاهب "ليقدم للرئيس بوش قضيته..على اسرائيل الانسحاب من مزارع شبعا ووقف انتهاك اجوائنا ومياهنا."

واشار الى ان مثل هذا الانسحاب سيكون خطوة جوهرية باتجاه تعبيد الطريق للحكومة "لتصبح الطرف الوحيد الذي يحتكر حمل السلاح في البلاد".

وقال هذا سيكون عاملا هاما في مساعدة لبنان على الوصول لاجماع بين جميع مواطنيه بخصوص تحديد استراتيجية للدفاع عن لبنان.

ولعبت الولايات المتحدة دورا كبيرا في الضغط على سوريا لسحب قواتها من لبنان العام الماضي بعد شهرين من اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري.

وكررت واشنطن دعمها لحكومة السنيورة ولتحالف قوى الغالبية الذين حققوا فوزا العام الماضي في اول انتخابات برلمانية تجرى منذ 30 عاما في غياب هيمنة سورية مباشرة.

غير ان القوى المناوئة لسوريا سجلت فيما يبدو تراجعا بدأ في الاشهر القليلة الماضية في ظل تركيز الاهتمام العالمي بالتوتر المتصاعد في العراق وايران.

وقال السنيورة انه من المهم للغاية ايضا السعي للحصول على تأييد الرئيس بوش كي لا يصبح لبنان باي شكل كرة في ملعب الاخرين او ساحة لنزاعاتهم.

والتقى الزعماء السياسيون اللبنانيون المؤيدون لسوريا والمناهضون لها في مؤتمر الحوار الوطني اوائل شهر مارس اذار الماضي وهو أكبر تجمع من نوعه لحل أسوأ ازمة تشهدها البلاد منذ انتهاء الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.

واحد القضايا المطروحة على الطاولة هو نزع سلاح حزب الله المدعوم من سوريا وايران. ويقول حزب الله المسلم الشيعي ان سلاحه يبقى ضروريا لتحرير مزارع شبعا والدفاع عن لبنان ضد التهديدات الاسرائيلية.

ودعا قرار لمجلس الامن صدر عام 2004 الى نزع سلاح الميليشيات في لبنان,ويتابع مبعوث للامم المتحدة تطبيق القرار والتحقيق في مقتل الحريري.

وكان تقرير مبدئي للامم المتحدة قد خلص الى توريط مسؤوليين سوريين ولبنانيين في مقتل الحريري. ونفت سوريا اي دور لها.

وقال السنيورة انه سيناقش مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان التقدم الذي يتم تحقيقه لانشاء محكمة دولية لمحاكمة المشتبه بهم في اغتيال الحريري وما يتوجب على لبنان لاثبات لبنانية مزارع شبعا.

وقال السنيورة ان المسؤولين السوريين لم يحددوا له بعد موعدا لزيارة دمشق ومناقشة هذه القضايا كتوطيد العلاقات الدبلوماسية.

واضاف "نحن حريصون للغاية على وضع هذه العلاقة في قالبها الصحيح هذا سيكون لمصلحة البلدين ونحن نؤمن انه يجب عمل شي ان اجلا ام عاجلا."

(شارك في التغطية علاء شاهين) رويترز