في أربعينية غزير العطاء .. المخرج المسرحي الكبير فيصل علي عبدالله

> «الأيام» محمد حسين بيحاني:

> أسطر هذا الموضوع في أربعينية غزير العطاء ورائد الحركة المسرحية اليمنية الحديثة المخرج المسرحي فيصل علي عبدالله رحمه الله، من أجل الكتابة بأحرف من نور، ومن عبق الرياحين بمبدعيها، صانعي سجلها في التاريخ الإبداعي اليمني، بالبصمات المعمدة بفن الإبداع المسرحي الحديث.

إن خشبة المسرح تعني لفقيدنا الراحل(فيصل) فن الالتزام بالموقف والكلمة بالمعنى الواسع للكلمة كشكل من أشكال التعبير عن المشاعر والأفكار والأحاسيس البشرية، ووسيلته في ذلك(فن الكلام) و(فن الحركة) مع الاستعانة بمؤثرات أخرى، كالرسم والديكور والإضاءة والملابس والمكياج، حيث تبقى القضية الأهم هي البناء، وما يقدمه هذا البناء المتكامل من رسالة على خشبة المسرح. و خلال فترة دراسته في القاهرة ووجوده فيها، قام بتقديم وإخراج عملين مسرحيين (ثورة بلدنا) و(الكنز) سجل فيها من فن الكلام وفن الحركة على الخشبة وقائع الحياة كما تحدث، ووضعها في الحرفية والتقنية الفنية (للمزانسين) لفن الإخراج في سلسلة من اللوحات، دون أن يخضعها البتة لذلك البناء الدرامي، والذي صيغ بحداثة لفن الكلام أي الإلقاء وفن الحركة خلال التطور المنطلق له في الجديد والحديث على خشبة المسرح، لا يحرف لا الوقائع ولا الكلمات، وهو لا يسجنها في وحدة مسرحية وفي نزاع مكشوف.

كما كان له اكتشافه الكبير في أنه أضفى الحسم على نسيج سيكولوجي، أي أن الحوار لفن الكلام والإلقاء يتوقف عموماً كي يفسح الإطلالة لفن الحركة الغنية بالمعاني. إنها تجربة ناجحة ورائدة وثمة ظاهرة إبداعية فريدة في هذه الفترة ذات الإبداع العالي يكون عنوانها الريادة في الجديد والحديث لفن الخشبة والمسرح والجمهور.. الريادة والجديد والنجاح لفن المسرح والتجريب على خشبة المسرح اليمني وموضوعها الغزير من العطاء لفقيدنا فيصل رحمه الله.

وعلى سبيل المثال لغزير العطاء من الروائع وتلك الكلمات الشعرية والملحمية الغنائية العاشقة بحب وإخلاص وطني حتى النخاع من أجل الدفاع عن الثورة الأم 26 سبتمبر اليمنية الخالدة، وملحمة حصار السبعين يوم «الجمهورية أو الموت»: يا ليلة عادت ترانيم الصباح

ما مات عشاق الحياة

من القصيدة الغنائية (الوصية) لشاعر اليمن الكبير فريد بركات أطال الله في عمره.. ألحان وغناء الفنان الكبير الراحل محمد عبده زيدي رحمه الله، الذي شارك بالعمل المسرحي والغنائي الملحمي (السبعين) الذي قدمه وأخرجه المرحوم فيصل علي عبدالله بالذكاء الفني اللماح على صهاريج عدن التاريخية في الطويلة كشهادة وامتداد للتاريخ اليمني القديم و المعاصر.

اتفق الجميع على إبداعاته كمخرج مسرحي فنان ونزاهته وإخلاصه ، وزاهده في كل شيء. وكان مخرجاً مسرحياً ملتزماً ومبدعاً جريئاً.. وكان حرباً على الفساد ومدافعاً عن الديمقراطية والحرية حتى آخر يوم في حياته.

رحم الله فقيدنا المخرج المسرحي الكبير فيصل علي عبدالله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى