إيران تعزز مواقعها النووية

> فيينا «الأيام» مارك هاينريك:

>
صورة التقطة بالأقمار الصناعية تبين منشأ تتانز النووية
صورة التقطة بالأقمار الصناعية تبين منشأ تتانز النووية
قال مركز امريكي للبحوث إن إيران وسعت منشآتها الخاصة بتحويل اليورانيوم في اصفهان وعززت منشأة تخصيب اليورانيوم المقامة تحت الأرض في نطنز في غمرة بواعث قلق متزايدة بخصوص احتمال لجوء الولايات المتحدة إلى العمل العسكري.

وتصدر الحديث عن هجوم امريكي قائمة اهتمامات وسائل الاعلام الدولية منذ افاد تقرير لمجلة نيويوركر هذا الشهر بأن واشنطن تبحث خيار استخدام اسلحة نووية تكتيكية لضرب مواقع إيران النووية تحت الأرض.

وقال الرئيس الايراني الأسبق اكبر هاشمي رفسنجاني امس الاحد إن أي هجوم تشنه الولايات المتحدة على ايران بسبب برنامجها النووي سيزعزع الاستقرار في المنطقة.وحذر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ايضا من أن التدخل العسكري الامريكي في إيران ليس الحل الأمثل لتسوية الازمة النووية في حين دعا سناتور أمريكي بارز لمحادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وايران.

وقال معهد العلوم والامن الدولي الامريكي في رسالة بعث بها لوسائل الاعلام بالبريد الالكتروني وارفق بها صورا ملتقطة بالاقمار الصناعية ان ايران شيدت نفقا جديدا كمدخل لمحطة اصفهان حيث يتم معالجة اليورانيوم قبل تخصيبه.

واضاف المركز الذي يرأسه ديفيد اولبرايت الخبير النووي ومفتش الاسلحة السابق في الامم المتحدة "هذا المدخل الجديد يشير لمنشأة جديدة تحت الارض او توسعة للمنشأة الموجودة." كما وزع المعهد اربع صور التقطت بالاقمار الصناعية بين عام 2002 ويناير 2006 وقال انها تظهر قاعتين تحت الارض في محطة نطنز تدفنان تحت طبقات متعاقبة من التربة ثم ألواح من الخرسانة على ما يبدو فطبقات اخرى من التربة ومواد اخرى.

وذكر المعهد ان الصور تبين حاليا ان القاعتين على عمق ثمانية امتار تحت الارض.

وجاء التقرير بعد أسبوع من إعلان إيران انها خصبت اليورانيوم لاستخدامه في محطات توليد الكهرباء للمرة الأولى مؤججة بذلك الخلاف الدبلوماسي بخصوص مخاوف الغرب من أنها تنفذ مشروعا سريا لصنع قنابل نووية. وتقول إيران إنها لا تريد سوى الحصول على الطاقة النووية.

ودعا مجلس الامن الدولي الذي يملك صلاحية فرض عقوبات طهران لوقف انشطة التخصيب وطلب من محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان يقدم تقريرا بخصوص استجابة ايران في 28 ابريل . واصرت إيران على موقفها خلال زيارة البرادعي الأسبوع الماضي.

ووصف الرئيس الامريكي جورج بوش التقارير التي تحدثت عن خطط لتوجيه ضربة عسكرية امريكية الى ايران بانها "محض تكهنات خيالية" وقال انه ما زال يركز على العمل الدبلوماسي لنزع فتيل المواجهة مع طهران.

لكن محللين يقولون إن إيران ليست مستعدة للمخاطرة.وابلغ اولبرايت رويترز في اتصال هاتفي من واشنطن بان ايران "تتخذ احتياطات غير عادية لحماية منشاتها النووية. ولكن الحديث المتزايد عن القضاء على البرنامج النووي الايراني من الجو سطحي للغاية." ورغم نفي بوش فقد قال رفسنجاني إن طهران لا تستطيع استبعاد احتمال لجوء واشنطن لعمل عسكري.

وقال رفسنجاني الذي يرأس مجمع تشخيص مصلحة النظام خلال زيارة لسوريا "نشدد في الوقت نفسه انه لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة ولا مصلحتنا." واضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع "الضرر لن يمس ايران وحدها بل المنطقة والجميع." وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان طهران ما زالت تسعى لحل دبلوماسي للأزمة. ولكنه أضاف "يتعين على امريكا أن تدرك انها ليست في وضع يسمح لها بخلق أزمة أخرى في المنطقة" في اشارة على ما يبدو الى العراق.

وفي واشنطن قال العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ ريتشارد لوجار انه يتعين على الولايات المتحدة ان تجري محادثات مباشرة مع ايران بشأن برنامجها النووي وتتريث فيما يتعلق بالعقوبات. وأضاف في مقابلة مع محطة تلفزيون (ايه.بي.سي.) "نحن بحاجة الى تحقيق تقدم اكبر على الصعيد الدبلوماسي" قبل التحرك نحو العقوبات.

وقال عنان لصحيفة (آ.بي.ثي) الاسبانية اليومية إن الوضع "متوتر للغاية" بالفعل ولا يحتمل مزيدا من التصعيد.واضاف في مقابلة نشرتها الصحيفة امس"ما زلت اعتقد أن افضل حل هو الحل الذي يتم التوصل اليه من خلال التفاوض ولا أرى ان القيام بعملية عسكرية يمكن ان يحل اي شيء." وتابع "آمل أن تسود الرغبة في التفاوض وأن يكون الخيار العسكري مجرد تكهنات." وفي خطاب بثه التلفزيون لملايين المشاهدين في اكثر من 65 دولة في نهاية قداس عيد الفصح ضم البابا بنديكت صوته لأصوات المطالبين بحل دبلوماسي للازمة.

وقال في إشارة واضحة إلى إيران "بخصوص الأزمة الدولية المتعلقة بالطاقة النووية فلنأمل أن تتوصل جميع الأطراف لحل مشرف من خلال المفاوضات الجدية والصادقة." وكتب ريتشارد كلارك الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب بالبيت الأبيض في صحيفة نيويورك تايمز امس الأحد أن أي حرب أمريكية مع إيران قد تلحق اضرارا بالمصالح الأمريكية اكبر من حرب العراق.

وفي مقال شارك في كتابته ستيفن سايمون وهو مسؤول سابق بوزارة الخارجية عمل ايضا مع مجلس الأمن القومي قال كلارك إن رد فعل إيران سيكون على الأرجح "استغلال شبكتها الإرهابية لضرب اهداف امريكية في شتى انحاء العالم بما في ذلك داخل الولايات المتحدة." وقالت جماعة ايرانية متشددة امس الاحد ان 200 ايراني تطوعوا خلال الايام القليلة الماضية للقيام "بمهام استشهادية" ضد اهداف امريكية وبريطانية اذا تعرضت ايران لهجوم. رويترز...شارك في التغطية خالد عويس في دمشق وفيليب بوليلا في مدينة الفاتيكان وكريس ميتشود في نيويورك وجيم وولف في واشنطن وباريسا حافظي في طهران

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى