العرب ينضمون الى الضغوط الدولية على حماس لدفعها الى الاعتراف باسرائيل

> القاهرة «الأيام» منى سالم :

>
وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار
وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار
بدأت اول جولة لوزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار بداية غير مبشرة اذ انضم العرب الى الضغوط الدولية التي تمارس على حركة المقاومة الاسلامية حماس لدفعها الى الاعتراف باسرائيل وطالبوها بالاعلان رسميا عن قبول مبادرة السلام العربية.

وكان الزهار بدا امس الاول السبت في القاهرة اول جولة خارجية له منذ توليه منصبه الشهر الماضي بهدف كسر طوق العزلة المفروض على حكومة حماس ومحاولة الحصول على دعم مالي عربي لتعويض المعونات الغربية التي تم تعليقها والتي تزيد عن 500 مليون دولار شهريا,غير ان البداية لم تكن مبشرة.

فقد قاطع المسؤولون المصريون الوزير الفلسطيني ورفضوا استقباله رسميا كما لم يتلق اي وعود محددة بدعم مالي من الدول العربية خلال لقاء مع سفرائها المعتمدين لدي الجامعة العربية الذين دعوه الى قبول المبادرة العربية.

واعتذر وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط عن مقابلة نظيره الفلسطيني متعللا ب "ضيق الوقت" رغم انه متواجد في مصر.

ورغم ان الزهار حاول التقليل من اهمية هذا الموقف الا ان المحللين يعتبرون انها رسالة واضحة من القاهرة الى حماس بانها ستواجه عزلة عربية وليس فقط دولية اذا ما استمرت في مواقفها "الايديولوجية" وخاصة رفضها الاعتراف باسرائيل.

وقال الزهار للصحفيين ان امتناع نظيره المصري عن استقباله ليس له اي "بعد سياسي" مؤكدا ان "العلاقات مع مصر علاقات جذرية واستراتيجية".

ونفى ان يكون المسؤولون المصريون وضعوا شروطا معينة لاستقباله,وقال لم يطلب مني (الوزير المصري) شيئا".

ولكن الزهار، الذي عقد مساء امس الاول السبت لقاء غير رسمي مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان المسؤول عن ملف النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي في الرئاسة المصرية، لم يقنع احدا.

وقال الخبير في شؤون النزاع العربي-الاسرائيلي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام عماد جاد لوكالة فرانس برس ان "تهرب المسؤولين المصريين من مقابلة الزهار ينطوي على رسالة واضحة وهي ان حماس ستعزل عربيا ايضا وليس دوليا فقط لو لم تتبن مواقف براغماتية وخاصة في ما يتعلق بالاعتراف باسرائيل".

وتابع ان "المصريين يقولون انهم يريدون افاقة حماس التي ما زالت متمسكة بمواقفها الايديولوجية وافهامها انه ما لم تعلن اعترافها باسرائيل والقبول باستئناف المفاوضات على اساس خارطة الطريق فانه لن يتسنى مساعدتها لكسر العزلة الدولية المفروضة عليها ومواجهة خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف ايهود اولمرت لترسيم حدود اسرائيل من جانب واحد".

واضاف ان "مصر ودولا عربية اخرى لا تريد اغضاب الولايات المتحدة وتحاول ان تدفع حماس الى وضع تجد فيه ظهرها للحائط حتى تضطر للقبول بالاعتراف باسرائيل".

واشار المحلل السياسي الى ان عددا من الدول العربية ومن بينها مصر "تنظر لحماس كجزء من التنظيم الدولي للاخوان المسلمين وترى انها اذا فشلت في تجربة الحكم سيكون مثالا حيا على عدم قدرة الاخوان على تولي السلطة واذا تم دفعها الى مواقف براجماتية فسيتم نزع مصداقية الحركات السياسية الاسلامية امام قواعدها الشعبية".

واكد جاد ان "الزهار ابلغ بشكل واضح من ممثلي الدول العربية ان الاعتراف بالمبادرة العربية التي تنطوي على اعتراف باسرائيل هي السبيل الوحيد للحصول على دعم سياسي ومالي عربي".

وتنص مبادرة السلام العربية التي اعتمدت في القمة العربية في بيروت عام 2002 على التطبيع الكامل للعلاقات بين كل الدول العربية واسرائيل مقابل الانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة عام 1967.

واشار جاد الى انه رغم قرار القمة العربية الاخيرة في الخرطوم باستمرار الدعم للسلطة الفلسطينية بواقع 55 مليون دولار شهريا الا انه لم يتم تحويل شئ للسلطة الفلسطينية حتى الان.

وكان الزهار، الذي تواجه حكومته ازمة مالية شديدة، تحدث امس الاول عن "نية حقيقية لدى اخواننا العرب لتقديم دعم" مالي لحكومته الا انه لم يشر الى اي تعهدات محددة في هذا الصدد.

والمح الى شروط للدعم المالي العربي استمع اليها خلال لقائه بالسفراء العرب مؤكدا انه يتعين "علينا (حكومة حماس) ان نوفر لهم الالية التي يتاكدون بها من الشفافية" في ما يتعلق باستخدام المساعدات المالية.

وبسبب قطع المساعدات الغربية لم تدفع بعد الحكومة الفلسطينية مرتبات شهر اذار/مارس ل 140 الف فلسطيني.

وفي الرياض قال مصدر دبلوماسي فلسطيني ان الزهار سيزور المملكة العربية السعودية الاثنين لاجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين تتركز على المساعدة المالية,كما يزور الزهار الكويت والاردن والبحرين وماليزيا في اطار جولته. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى