(الحضارم في الأرخبيل الهندي)

> «الأيام» محمد أحمد باسنبل:

> صدر عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر في مطلع هذا الشهر كتاب (الحضارم في الأرخبيل الهندي) للأستاذ الدكتور مسعود عمشوش. ويضم هذا الكتاب الذي يقع في 173 صفحة من الحجم الكبير دراسة عن «صورة المولدين الحضارم في الأرخبيل الهندي» تكمن أهميتها في أنها تقدم قراءة تحليلية ونقدية للنص الذي يتناول فيه المولد حامد القادري (كفاح أبناء العرب ضد الاستعمار الهولندي في إندونيسيا) وكتاب المستعرب الهولندي فان دن بيرخ: (حضرموت والمستوطنات العربية في الأرخبيل الهندي)، وتعرية للمنطلقات الأيديولوجية التي اعتمدها المؤلف في كتابته. كما يتضمن كتاب (الحضارم في الأرخبيل الهندي) أول دراسة لنص (رحلة جاوه الجميلة) الذي يقدم فيه الشاعر المؤرخ صالح بن علي الحامد وصفا لجزيرة جاوه في الثلاثينات من القرن العشرين ورصدا دقيقا لحياة المهاجرين الحضارم المقيمين هناك. ويحتوي الكتاب كذلك على دراسة عن (فتاة قاروت) التي ألفها المهاجر أحمد عبد الله السقاف في جاوه سنة 1929، والتي يجمع النقاد اليوم على أنها أول رواية يمنية. ومن المعلوم أن هذه الرواية تصوّر بعض الجوانب من حياة المهاجرين الحضارم في الأرخبيل الهندي، وتبيّن العراقيل التي كان المستعمِرون الهولنديون يضعونها حينئذ أمام المهاجرين الحضارم وأبنائهم المولدين الذين كانوا يسعون إلى الاندماج في المجتمع المحلي.

وبالإضافة إلى تلك الدراسات يضم الكتاب ترجمة كاملة للجزء الثاني والمهم من كتاب (حضرموت والمستوطنات العربية في الأرخبيل الهندي) الذي يتناول فيه فان دن بيرخ طباع المهاجرين الحضارم، والطرق التي يستخدمها الحضارم في التجارة، ومصادر دخلهم الأخرى، ومواقفهم وتطلعاتهم السياسية، وعلاقتهم بحضرموت، وتأثيرهم في السكان المحليين واندماجهم فيهم.

ولا شك في أن هذا الكتاب يعدّ مرجعا مهما سيستفيد منه الباحثون والمهتمون بدراسة الهجرة اليمنية بشكل عام؛ سواء أكانوا مؤرخين أو سياسيين أو علماء اجتماع. وقد قام الدكتور صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر- جامعة عدن بوضع تقديم للكتاب عبر فيه عن أمله في «أن يحذو جميع الأساتذة اليمنيين الملمين باللغات الأجنبية حذو الدكتور مسعود عمشوش، ويبادروا إلى ترجمة كل ما كتبه الأجانب عن اليمن. فالصورة التي يرسمها لنا الأجانب يمكن أن تساعدنا على الكشف عن بعض مكوّنات تاريخنا وواقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وإبراز بعض الحقائق التي قد نتردد نحن في الإفصاح عنها بشكل مباشر».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى