نحو عدن.. من بغى الحرفوف يركض..!

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
عندما جرى الانفتاح وتبدلت الاحوال في مصر الشقيقة لم تكن المنهجية بحجم الموضوع يومئذ وتجيب عن كل الاسئلة في استغلال الأموال والأفكار والأعمال القادمة الى مصر، مع أن هذا البلد كان لديه قسط وافر من الخبرة في العلاقة مع المال العربي والمساعدات والتوظيفات وإدارة المشاريع.. هذه هي الصورة يومذاك .. ويومذاك ايضاً في عدن الزاهرة كان البؤس يتحول حراً ولا يردعه أحد وثقافة الانغلاق هي السائدة رغم ما عاشته عدن من تراث انفتاحي سباق في المنطقة الممتدة من قناة السويس الى نيروبي وهضبة الدكن وجنوب شرق آسيا ومثلت معلماً ومدرسة لا يستغنى عنها في تاريخ المدن التجارية والثقافية ايضاً ومدن انتعاش المال، لما بها من تجارة وشركات واستثمارات عابرة للقارات منذ مشارف القرن الماضي والاربعينيات منه، وعندما سقطت وتيبست عروقها وهرب الرجال والمال والأفكار، وسكت ميناء عدن وهبطت أسهمه في الشراكة العالمية، انتظرنا طويلاً حتى نستعيد من الموقف توازنه وتزول الأسباب، ومكثنا ما يكفي بين حبس الأنفاس حتى لا نخطئ في تحديد النتائج وقراءة المستقبل.

ودارت عجلة الزمن وحولها دار السؤال الى أين يذهب ميناء عدن التليد؟! وما هي الأفكار بشأنه؟ وتكاثرت حزمة من الآراء، وقلنا عدن منطقة حرة ولا ندري ما معنى ذلك. وتأرجحت الفكرة وجاءت شركات واستغل البعض منها غباءنا وضعف المعلومات والترويج الخاطئ وبالونات الكلام وكذا عجزنا عن فهم كيفية التوظيفات والشراكة للموانئ والتعاقدات مع الشركات الناجحة والمجربة، ومضى زمن طويل لم نعرف فيه إلا حرب الاتهامات من خنادق المنتفعين من بقاء ميناء عدن على ما هو عليه، وظهور الرشى ربما، واتضح أننا لن نحل المعضلة في يوم وليلة طالما مراكز القوى الخفية تضغط على ميناء عدن ومثله ميناء المكلا ومشاريع الاسمنت وظلت لدينا أسئلة ما الذي ينتظر ميناء عدن؟ نضجت التجربة وتعلمنا من الوقت وتدفقت المعلومات لدينا وجاءت الأموال أولاً إلى حضرموت ودخلت التوظيفات خليج عدن، قبل ميناء عدن، ومع هذا جرى حديث في (الزقاق الخلفي)، بأننا في حضرموت نبيع البحر ولم يكتف المترصدون بالقصاصات بل وزعت المقالات في منشورات بالمئات في المكلا، ومضينا.. وعززت الأموال القادمة من صدق النوايا ولم نطو البحر ولا تهرب الجبال، بل عندما تأخر بناء المصفاة بحضرموت وضع المزاد لآخرين، وهذا جعل المعنيين يركضون ويعودون قبل اغلاق الباب، وكل المنطقة هي السؤال الاساسي: متى يظهر ميناء عدن ويدخل المنافسة؟ في موقع تجرعنا بسببه الاستعمار والصراع والتمزق ولازلنا في دائرة التآمر على ما نعتقد.

ما حولنا تغير ونحونا يتجه الآخرون، وتبدل التوازن في الصراع في المنطقة فمن بوابة واحدة يخرج منها النفط وهي الخليج العربي، سيظهر البحر العربي والبحر الأحمر كبوابة جديدة قادمة لنفط الخليج والسعودية وحتى ايران، عدن أولى المحطات وأنبوب بحر العرب القادم من السعودية محطة جديدة وشراكة واستثمار وتبادل، وكل هذا يتم في ما يطلق عليه (استراتيجية الأنابيب) حيث سيصل النفط إلى عدن وباب المندب والمكلا وسيحوت والقادم من عين السخنة إلى سيدي كرير على البحر المتوسط وعن طريق أنبوب يمتد من خور فكان إلى بحر العرب، وفي ظل هذه النوايا القادمة فعلاً إلينا يختفي قوم خلف الستارة ويطلقون البالونات والإشاعات والاستفادة من تجميد تطوير عدن، وما إن أصبحنا وجها لوجه مع شركة دبي العالمية ورغبة الجانب اليمني في الاتفاق معها وهذا ما أكدته المصادر والمؤشرات وخرجت الشركة الكويتية من المنافسة، ونحن لسنا بصدد الحكم، فهذا يخص الدول والسياسة، ولكن إلى متى ننتظر، ونجعل من عدن كبش فداء للنزاعات وهو سبب لنفور الآخرين منا.

كفى تحريكاً للأمور بصورة لا تخدم لا عدن ولا بحر عدن ولا تاريخ عدن! كل التنافسات مقبولة وما بين المتنافسين الحظوظ ولا تتوقف، ربما أرادت الحكومة اليمنية حسم الأمور ورأت الموضوع بمنظور السياسة، وربما رأت الدبلوماسية الرئاسية الموقف بعيون أوسع، وإنما الهدف يجب أن يمضي وأن لا نرمي الأحجار ويتوقف الزمن لمجرد بعض الأقاويل .. تحركت حولنا الموانئ وازدهرت مدن ونحن في كل ليلة نظلم عدن.. إننا نرى أن يسارع المعنيون أغلبية أم أقلية في جعل شركة دبي للموانئ تباشر وتعيد وجه الوطن عدن.. ألم يقل الشاعر العربي:

يا رايحين إلى عدن

معكم حبيبي راح ليعيد لي وجه الوطن و....

وما بيننا وبين شركة دبي العالمية ما قاله المثل الحضرمي (من بغى الحرفوف يركض له) والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى