الأخفش ورويدا .. غنج وخشافة دون ثقافة

> «الأيام» منصور نور:

> برنامج (سهرة وسمرة) الذي أعدته الفضائية القطرية، وببث مشترك مع الفضائية اليمنية، مساء الخميس 20/4، لوحظ الجهد الذي بذله مقدم السهرة لإيصالها إلى بر الأمان واندهاشه من الإجابات التي يسمعها وكان لبيباً وتحاشى الوقوع في ( الورطات). السهرة استضافت الأصوات عبدالرحمن الاخفش ورويدا رياض، والشاعر حسن عبدالله باحارثة، وسبق أن استمعت للفنان الاخفش في عرس آل مطهر الرضي بصنعاء وهو يجيد أداء اللون الصنعاني والكوكباني إجادة حسنة وأمام احترامه للجمهور وحبه له إلا أنه لم يكن موفقاً في أداء أغاني الفنان محمد سعد عبدالله (من بلي بالهوى) ومن قبل في أداء أغاني الفنان محمد سالم بن شامخ، لأن بن سعد وبن شامخ والفنان محمد جمعة خان رحمهم الله يمتازون بنقاء الصوت وروعة الأداء، وهناك بون شاسع بين ترديد الأغنية والاندماج الروحي والادراك لمعاني الكلمات والتشبع بالاحاسيس والمشاعر الموسيقية، بدلاً من الابتسامة وتدوير الرأس كالمروحة (أبو ميز)، وكيف يبتسم المغني والجو العام للأغنية (من بلي بالهوى) حزين، والتجربة في مثل هذه الأعمال لا مانع منها بشرط الحفاظ على نكهة العمل الفني وألا توثر على مكانة الفنان المؤدي وسط جمهوره وقد استصعب هذا الأمر على الفنانة وردة الجزائرية عندما غنت من أغاني الفنان أبوبكر سالم بلفقيه، وحباً للأخفش ولبن سعد وبن شامخ يتوجب علينا أن نقول إن الاحساس مهم جداً حتى على مستوى احتكاك الريشة بأوتار العود، ناهيك عن ضعف الالتقاء والاندماج في العُرب، أي توظيف الصوت وتراجيفه كما يقول أهل المغرب، بين مستوى الاخفش وروائع محمد سعد عبدالله وإتقان مخارج الكلمات ونقاوة الأداء بهدوء وتعايش كامل مع أجواء الأغنية، وهناك أغنية قدمها الاخفش على لحن من التراث (الهاشمي قال) وهي من كلمات العلامة السيد عبدالرحمن العراشة، وقد حرص الأخفش على ذكر ملحن ومؤلف الاغنية التي يقول فيها «زيدني كاس خامس وسادس من ودادك» وضرب لنا مثلاً العلاقة التي جمعت رياض السنباطي وأحمد رامي، والأطرف أين أم كلثوم هل هي الأخفش؟ وهل كان موفقاً في ذكر هذا العلاقة هنا؟ هل بلغنا المستوى الذي يسمح لنا بمقارنة أنفسنا بهما؟ أرى أن هذا لن يتفق معك فيه الاستاذ والشاعر الغنائي عباس الديلمي لتواضعه الجم ولم يقبل أن يشبه على حساب علاقة أحمد رامي بالسنباطي، لأن الديلمي قدم أعمالاً جميلة وموقعه لا يسمح أن يجاري مغزى هذه المقاصد، وأين نحن من روائع رامي وإبداع السنباطي؟ ويكفي الديلمي فخراً أن أعماله قدمت بألحان الموسيقار السوري عرفة وبصوت الفنانة أمل عرفة، وتعامل مع علي الآنسي والسمة والسنيدار وأيوب والحارثي الكبير.

الصوت رويدا رياض،قدمت أغنية (إلاما.. إلاما زماني) من لحن هندي غناها محمد جمعة خان ومحمد سالم بن شامخ ومحمد سعد وحمودي عطيري وبأي مقاييس نقول إنها من التراث.. أم إننا نقلد مؤسسات الانتاج للتهرب من الحق الأدبي لمبدعينا؟ ولماذا يخجل فنانونا من ذكر من يغنون أغانيهم ويحفظون حقوقهم؟! وقدمت أيضاً أغنية (شفت ناقش الحنة) للمرحوم العزاني وكلمات الشاعر بو مهدي، وأغنية (أتت هند تشكو) وليست من التراث إنها كلمات الشاعر إلياس خوري ولحن محمد جمعة خان، والسؤال لماذا الجهل المطبق علينا ألا يكفي أن نغني لفنانين كبار ومؤلفين لا نعطيهم حقهم الأدبي، ألا يكفي المآسي والمعاناة التي تعصف بأسر المبدعين.. أين حقوقهم المادية قبل الأدبية؟

تحية للشاعر حسن باحارثة وتألقه في قصيدتيه (معاناة زوج) و(معاناة زوجة) اللتين أمتعنا بهما، وضمنهما بعد الإضافة والتعديل في مجموعته الشعرية (على بساط الدان) 1998م، وتحية لمقدم السهرة ومعدها وأصوات الكورال والفنان عازف القانون محمد صالح.

أقول لرويدا رياض وغيرها من الأصوات: الثقافة الفنية مهمة جداً للحفاظ على بريق الشهرة والوصول إلى النجومية، والفنان بدون ثقافة وتاريخ الفن لا يساوي شيئاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى