علي سعيد.. فنان علمنا كيف الحب يكون!!

> صالح حسين الفردي:

>
علي سعيد
علي سعيد
كنت ضمن آلاف المودعين له إلى مثواه الأخير بمقبرة الشحر مؤخراً، ذلكم هو الفنان الشامل المبدع القدير علي سعيد علي المصلي، الذي ظل طوال حياته الفنية والإبداعية طاقة متميزة ومتفردة عزفت على كل الألوان والفنون الغنائية والتراثية والشعبية، حداً بلغ بها أن أصبحت ظاهرة فنية شبابية نجحت في مزج الخلطة السحرية للتراث والمعاصرة، التي عجز عنها الكثيرون ممن سنحت لهم فرصة الدراسة التخصصية، في حين لم يلتفت إلى هذا المبدع الكبير وهو يبدأ خطواته الأولى في مشوار الفن والإبداع.

لقد كان الراحل المبدع مدركاً لأهمية التراث والعمل على تجذيره في دواخل عشاقه الصغار، ونجح نجاحاً كبيراً في تكوين فرقة رقص شعبية خاصة حملت مسمى أخيه الراحل سالم سعيد وظل زمناً يرعى هذه الفرقة البذرة ويسقيها من عرقه ويلهمها بفكره وخطراته الفنية والحركية والإيقاعية حتى أصبح كل منهم بارعاً في أدائه لكل ألوان الرقص الشعبي والبحري بحضرموت، وتلمح حين تراهم يتراقصون خيالاً مبثوثاً في كل حركة وسكنة، يجولون بها وينتزعون إعجاب الحضور، وهذا الصنيع يجعل الراحل بحق ظاهرة فنية أدركت رسالتها الفنية وعملت على نشرها وتأصيلها، وهو ما يضع كل أعضاء الفرقة أمام مسؤولية أخلاقية وفنية بالحفاظ على هذا النفس (السعيدي) وأن يعملوا على إبقاء ذكراه حية في القلوب من خلال عدم الانسياق مع معاول الهدم وضاربي النصال، الذين سيزدادون شراسة في الأيام والأشهر والسنين القادمة لإنجاز ما فشلوا فيه وهو بين ظهرانينا، يقود، ويعلم بفن واقتدار نادرين.

وعلى الرغم من أنني لم أكن من القريبين الخلص إليه، ولم أجالسه إلا لماما، وفي فترات متباعدة إلا أنني، كنت أرى في وجهه البراءة والصدق والتلقائية والتواضع التي يتحلى بها المبدعون الكبار الكبار، وهذه الخصال، ولاشك، وسعت مساحة الحب والتقدير لهذا المبدع الكبير في عطائه وخلقه وبساطته، وما يروى عن مواهبه القيادية لكل زملائه كثير كثير، ويكفي فقط أن يلتزم شفاهة فيجد الكل قد انصاع واستجاب لما يطلبه ويدعو إليه، هذه الجوانب التي غيبها الموت، ترجمت حباً حقيقاً يوم وداعه الأخير، فلم تجد شوارع الشحر وأزقتها متنفساً من محبيه البسطاء الذين قدموا من كل مدن وقرى حضرموت ليحظوا بالنظرة الأخيرة على من غرس الحب وعلمه حتى الرمق الأخير من حياته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى