سلق البرنامج الإذاعي: شاعر على الهواء

> «الأيام» اديب قاسم:

>
اديب قاسم
اديب قاسم
إعداد برنامج إذاعي ليس عملية اعتباطية إن كنا نهيئ من وراء إعداده اتجاهات للحياة تربوية أو نفسية أو ذهنية، فتكون عملية (غير استعراضية) نجند لها الطاقات الفكرية والأدبية والعلمية لإنزال قيمة حقيقية مما تهدف إليه عمليات التوعية لتقوية أنسجة الحياة.

غير أني ومن خلال تجربة صغيرة رضيت أن أشرك نفسي في غمارها، عندما رشحني الشاعر والأديب الأستاذ عبدالله باكدادة، لتقديم مداخلة عبر الهاتف في برنامجه الإذاعي الموسوم (شاعر على الهواء) الذي يذيعه البرنامج الثاني.. أدركت حينها أن ثمة قصوراً كبيراً قد أخل إلى حد (الفجاجة) بنمط الإنتاج البرامجي المتوخى فيه ألا يكون (نمرة) في حلقة استعراضية على المسرح، جرت العادة أن يؤديها المكلف في القيام بهذا الدور (بغير نفس) أي دون رغبة حقيقية في تأكيد أهمية ما لديه من قيمة فكرية أو إبداعية.

برنامج (Program) يعني خطة مرسومة ذات محتوى أو مغزى يراد منه أن يبلغ غاية ما تتجسد في احتياجات الحياة.

و(شاعر على الهواء) كان قد استضاف الأديب عبدالرحمن عبدالخالق، رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع عدن ليدير معه معد البرنامج نقاشاً على الهواء في أدب الأطفال المتصل بأغنية الأطفال الشعبية، وليحرك من حول هذه المادة كوامن الإبداع المعاصر في الأغنية التي يكتبها مؤلفو أغنية الطفل، وإثارة المهتمين بهذا الأدب. غير أن هذا الاتجاه في البرنامج لم يكن ليتحقق، فيمضي إلى تلك الغاية.. والسبب هو الفراغ الذهني للمعد من خلفيات بتلك المادة الثقافية التي لم يكن يملك منها غير الأسئلة التي خلت من كل نقاش أو بحث في تضاعيف الحديث.. والشيء المثير للشفقة وبدا عادياً تماماً.. أن الأستاذ عبدالله باكدادة، كان بالأساس قد أجرى الحديث مع شخصية أدبية غير الضيف، فشرع بالحديث مع تلك الشخصية التي تقيم في صنعاء وهو د. علي حداد، باحث عراقي كان قد تركز اهتمامه في أدب الأطفال اليمني (جانب الفولكلور)، وفتح أمامه الطريق ليفرغ ما في جعبته من نماذج كان قد ضمنها كتاباً له وهي المادة التي جمعها من محافظة إب.. مجرد عرض لتلك النماذج استغرق الجزء الأكبر من وقت البرنامج، وبقية الوقت توزع في لفتات سريعة إلى الضيف المتواجد أمامه في الاستوديو (ماذا لديك؟) ثم عود إلى بدء باتجاه د. علي حداد، وفقرة أدلت بها الأخت نجيبة حداد، من صنعاء (هل لديك ما تقولينه؟).. ويتداخل عنصران من خارج الموضوع لا يربطهما رابط بمادة البرنامج.. ويجيء حديثي عبر الهاتف (اقرأ نصاً من نسجك.. هات نصوص من أغنيات الأطفال الشعبية) وعودة أخيرة إلى د. علي حداد، وينتهي وقت البرنامج.

ماذا ربحنا من مجرد (هوامش) حديث؟ .. وكانت قراءات (لا تقيم حواراً) لنصوص مفككة، لتدل على أن البرنامج قد انصب على مادة تخص أدب الأطفال، ولتدل على أن القصد في البرنامج أن يتحدث شخص واحد (غير الضيف) وأن يقف الآخرون من حوله مجرد ديكور، لأنهم يحملون هوية تدخلهم (كأسماء) في أدب الأطفال.. سلق!

استمعت إلى حوارات عبر قنوات فضائية عربية.. وأصغيت إلى نقاشات في محطات إذاعية عربية وأجنبية، فما وجدت إلا عالماً من جنس المادة موضوع البحث، أو أديباً متبحراً في عباب بحر الأدب الزاخر، يقف نداً على مائدة النقاش لمن حوله من أهل الأدب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى