نبيل أحمد قائد .. الفنان التشكيلي اليمني الذي وصل إلى عقول وأفئدة الشعب المجري

> «الأيام» متابعات:

> في مقال للناقد والمؤرخ لتاريخ الفن المجرى، مدير متحف مدينة صولنوك للفن أ. د. لاسلو تالاش. خص به الفنان التشكيلي اليمني المقيم في جمهورية المجر في مدينة صولنوك منذ بداية التسعينات من القرن المنصرم، كان تناول المستوى المرموق الذي وصل إليه هذا الفنان التشكيلي القادم من اليمن في بلد الاغتراب، وأسلوبه في تشكيل لوحاته البديعة التي استطاع بها أن يصل إلى عقول وأفئدة الشعب المجري. ذلك ما أشعرني بسعادة بالغة لا حدود لها بهذا الفنان الذي ينتمي الى اليمن، حين وصفه الاستاذ تالاش ضمن مقاله النقدي الذي نشرته إحدى الدوريات التي تعنى بالفنون التشكيلية هناك، وترجمه عن المجرية إلى العربية أ. د. أحمد عائض عمران، وأعادت نشره صحيفة «الثورة» في بلادنا في ملحقها الثقافي في العدد 13214 الصادر في 15 يناير لسنة 2001 . يقول أ. تالاش: «قد تكون من عجائب الصدف أن فنانين تشكيليين نمساويين وفرنسيين، قدموا إلى هنا - إلى المجر- قبل أكثر من مائة وخمسين عاماً ليخلدوا على قماش لوحاتهم معالم هذه الطبيعة ومناظرها - معالم مدينة صولنوك التي تقع على ضفاف نهر التيسا». ثم يستطرد «وها هو نبيل أحمد قائد يأتي إلى هنا من اليمن ليصنع الشيء نفسه». وفي سياق مقاله يقول ايضاً: وهنا وداخل أسوار حي الفن- حيث إن للمدينة حياً خاصاً بالفنانين يصل عمره إلى أكثر من مائة عام - ترعرع ونما الكثير من الفنانين المبدعين الذين أسسوا مدارس خاصة للفن التشكيلي، خرجت دائرة تأثيرها بعيداً عن اسوار المدينة، حيث أصبحت تمثل لبنات مهمة للغاية في جسم الفن المجري والاوروبي بشكل عام. ونبيل قائد أتى إلى هذا العالم المعتز بهذا المجال. وبفضل موهبته الأصيلة أثبت وجوده ووجد لأقدامه موقفاً على الأرض.

هذه الشهادة من باحث كهذا وبمكانته الرسمية والعلمية وفي بلد أوروبي كالمجر عن هذا الفنان اليمني الأصيل، يجب أن تؤخذ بالجدية وبالاهتمام.. لأن تقييمه له إنما ينطلق من فهم حقيقي لتاريخ اليمن وأصالته وحضارته، وهو القائل «اليمن هي تلك البقعة الكائنة جنوب الجزيرة العربية، والتي يعتبرها أهلها هبة الله لهم، والتي اطلق عليها اليونان ومن بعدهم الرومان باسم العربية السعيدة، وأن حضارة وفن ذلك البلد يرتكز على تاريخ يمتد آلاف السنين، ومذكور في الإنجيل أيضاً».

ومن بالغ سعادتي أيضاً أن أهداني هذا الفنان الاصيل الذي بدأ يأخذ مكانته نحو العالمية في بلاد المجر، قرصاً مدمجاً يحتوي على عدد غير قليل من صور للوحاته التي أزعم، بل أجزم أنه قد تخطى بها حدود المحلية شكلاً ومضموناً وتقنية في أسلوبه في تشكيل لوحاته التي نستطيع أن نرى من خلالها قدراته الفنية العالية المستوى.. حتى أصبحت تمثل اتجاهاً من اتجاهات الفن التشكيلي المجري امتداداً نحو الاوروبية حسب تعبير د.تالاش.

عند استعراضي لعدد من لوحاته المتنوعة على شاشة الحاسوب لموضوعاتها التي تجمعها مدرسة واحدة هو مؤسسها من حيث استخدامه لدرجات الألوان وتضادها بصورها المختلفة في جل لوحاته،أدركت أنني أقف اليوم أمام فنان جعل خطوطه القوية تكتسح اللوحة، تجذبك وتبهرك وجوه شخصياته الشعبية المتنوعة ذات التعابير الروحية، التي يستمدها من ذاته، المليئة بالطيبة والصدق وبخلفيات لها تنقلك سائحاً مسافراً إلى كل ارجاء الوطن بمناطقه ومعالمه.. مزارعون، بدو، حضر، نساء، أطفال ورجال كل في حالته التقليدية أينما كان، في السوق، في البيت، على الأرض التي يفلحها، في حفلات الاعراس.. عالم يستمد بهاءه من البيئة اليمنية برموزها وألوانها الساخنة الجريئة والمتناسقة، وتكويناتها التي تأخذك إلى عوالم من الرومانسية والتاريخ وعبق الحضارة.. فاليمن بالنسبة إليه هو الأصل والاصالة على حد تعبيره. فهو يرى فيها معيناً لا ينضب، استطلاع من خلال فنونها وعمرانها وإنسانها أن يجسدها في كل أعماله، غير تلك ذات المزاج الأوروبي الذي تأثر به بحكم إقامته.

تحية لهذا الفنان المبدع وتهنئة له من القلب لما حققه من نجاحات في مجال الابداع في بلد الاغتراب.. حتى اعتبره أهل المدينة التي يقيم فيها من الشخصيات الاجتماعية لها وفي عام 2002 اختاره سكان المدينة «صولنوك» ضمن شخصيات اجتماعية عشر، فأصبح مرموقاً عند أهلها بعد أن أجمعوا على أنه سفير الفن لبلاده وبما يتمتع به من روح ثقافية ووطنية عالية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى