لأنها عدن ومن أجل عدن.. أسال عن:غياب الفكرة والرؤية الإخراجية الضائعة في (مهد الكنان)..!

> «الأيام» مختار مقطري:

> للأسف الشديد.. لم تكن عدن - مبدعة الفن اليمني وأم المسرح الأولى على مستوى اليمن والجزيرة والخليج العربي - لم تكن في مستوى يشرف تاريخها الفني المشرق والعريق، وبدت خالية من الفن والفنانين وهي تحتفل بالعيد الوطني الـ(16) للجمهورية اليمنية في الحفل الذي نظمه مكتب الثقافة واحتضنته قاعة فلسطين للمؤتمرات الدولية مساء السبت 20/5 بعمل فني يتيم وفقير فنياً أسموه مجازاً بـ(لوحة شعرية غنائية استعراضية) حملت عنوان (مهد الكنان)، كتب أشعارها وصاغ ألحانها الإعلامي المتميز صلاح بن جوهر وأخرجها المخرج المتميز أيضاً جميل محفوظ، فلا الشعر ارتقى إلى مستوى المناسبة وبدأ كشعر كتب للأطفال ليحفظوه عن ظهر قلب دون دراية بخلوه من البناء الفني والصور الشعرية الجميلة ووضوح الفكرة والموضوع ليصلح لتقديمه في لوحة فنية على خشبة المسرح، فالنص كله عبارة عن فقرات لا ترابط بينها ولا انسجام ابتعدت معظمها عن روح الشعر، وقد نضطر مستقبلاً لتحليل ذلك و الاستشهاد عليه، أما الألحان فقد صيغت من أجل الرقص دون اعتبار للفكرة في كل فقرة وجميعها ألحان شعبية مألوفة وبعضها مسموع في الأذن من قبل.

ولأن النص لم يكتب وفقاً لبناء فني محكم ومترابط المشاهد فقد ضاعت الرؤية الإخراجية للمخرج إن كان ثمة إخراج، وكان أليق بالمخرج لو اكتفى بكلمة (إشراف).. ثم زاد التكرار الرتيب من الفتور والملل .. راقصون ثم ممثلون ثم مطربون.. أما الرقصات فكانت حركات وتشكيلات شاهدناها في الكثير من اللوحات الفنية .. والممثلون (قاسم عمر، جمال كرمدي، محمد ناجي) فهم ممثلون لا يمثلون بل يدخلون ليلقوا عبارات لا تربط بين المشهد الفائت والمشهد التالي، والديكور لم يكن أكثر من عبارة مجسمة ملونة (22 مايو) وكأن الجمهور حضر ليتعلم كيف يكتب هذه العبارة أو حضر وهو لا يعرف أن الحفل أقيم لهذه المناسبة، إضافة إلى حزمتي بالونات ملونة تتدليان من سقف خشبة المسرح ذكرتني كل حزمة بالصور التي أشاهدها في البرامج العلمية عن الجينات المورثة وانقسام الخلايا، وإلا ما علاقة البالونات (المنفوخة) التي انهمرت في المشهد الأخير من سقف الخشبة بموضوع العمل إن كان للعمل موضوع أصلاً؟

وأجمل ما فأجاني في العمل التلميذات الصغار من مدرسة فاطمة الزهراء بالمعلا اللواتي رقصن بتلقائية ولكن بانسجام مع الإيقاع وحيوية متدفقة، إضافة للغناء الجميل لمحمد هذبول وعيدروس الجعدني وأحلام كرد في حين ضاع جمال داؤود. ثم الحضور الجماهيري الكبير الذي جعلني أبدأ في تغيير رأيي السابق عن صلاحية قاعة فلسطين لإقامة الحفلات والعروض المسرحية. ولي عودة إلى هذا الموضوع.

أخيراً تجدر الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي كان يبذلها المشرفون على قاعة فلسطين وفي مقدمتهم الفنان رامي نبيه مدير القاعة الذي ذكر في تصريح لـ «الأيام» أن القاعة تم إعادة تجهيزها مؤخراً بأجهزة صوتية حديثة وأجهزة للتوثيق بفضل تعاون وسخاء الأخوة وزير الثقافة ومحافظ عدن ووليد دماج، المدير التنفيذي لصندوق التنمية في وزارة الثقافة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى