نتائج انتخابات قبرص تقوي الاتجاه المعارض لخطة الامم المتحدة لتوحيد الجزيرة

> نيقوسيا «الأيام» مينيلاوس حجيكوستيس :

> اعتبر المراقبون ان نتائج الانتخابات التشريعية في قبرص التي فاز فيها أمس الأول الأحد الائتلاف الحكومي بزعامة الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس عززت موقفه المعارض لخطة الامم المتحدة لاعادة توحيد الجزيرة.

وفي حين انخفضت نسبة الاصوات التي حاز عليها الحزبان الرئيسيان في الائتلاف الحاكم مقارنة مع الانتخابات الماضية، فقد ارتفعت نسبة المقترعين لحزب الرئيس القبرصي "ديكو" (يمين وسط) الذي شكل راس حربة الفريق المعارض لخطة الامم المتحدة لاعادة توحيد الجزيرة في الاستفتاء الذي جرى قبل سنتين لتصل الى 9.17% من الاصوات مع تقدم نسبته 3% مقارنة مع الانتخابات الماضية عام 2001 وهو ما سمح له بالحصول على 11 مقعدا في البرلمان.

وحل الحزب الشيوعي "اكيل" الذي يشكل احد اركان الائتلاف الحاكم في المرتبة الاولى رغم انه سجل تدنيا مقارنة مع الانتخابات الماضية في عدد المقترعين له وفاز
ب 18 مقعدا، كما قال مصدر رسمي، اي 2،31% من الاصوات. وفاز حزب المعارضة اليميني "ديسي" ب 18 مقعدا ايضا، وحل بعد اكيل في عدد الاصوات، بحصوله على 33،30%، مسجلا بدوره تدنيا بالمقارنة مع نتائج انتخابات 2001 (ناقص 7،3%).

ويكون الائتلاف الحاكم حصل بذلك على 38 مقعدا اذا ما اخذت المقاعد الاخرى التي حصلت عليها الاحزاب الاصغر المشاركة فيه بعين الاعتبار.

وقال المحلل تيم بوتير لفرانس برس "اذا كان بابادوبولوس وضع لائحة امنيات أمس الأول الأحد تتضمن النتائج المفضلة التي يتمنى تسجيلها فمن الارجح انه حقق كل امانيه,لديه كل الاسباب التي يمكن ان تدفعه للشعور بالغبطة والثقة".

وتوحي نتائج الانتخابات التشريعية ان بابادوبولوس سيخوض غمار الانتخابات الرئاسية بعد سنتين وهو واثق من قدرته على الفوز بولاية ثانية من خمس سنوات مع تجديد الثقة بنهجه المتشدد لموضوع التوحيد.

بيد ان بوتير يحذر من ان الرئيس القبرصي لا يجب ان يبالغ في تقدير قوة موقعه في اي استئناف محتمل للمفاوضات المتعلقة باعادة توحيد الجزيرة وفقا لخطة الامم المتحدة التي وضعها امينها العام كوفي انان.

وقال "يمسك (بابادوبولوس) الان بسيف ودرع قويين في يده ولكن اذا اراد ضمان الحصول على التغييرات التي يريد ادخالها على خطة انان فعليه الا يتخطى الحدود ويستعمل التفويض القوي الذي حصل عليه في الانتخابات".

وقال زعيم حزب "اكيل" ديميتريس خريستوفياس ان نتائج الانتخابات اظهرت عدم صحة التوقعات التي تحدثت عن خسارة كبيرة سيمنى بها الحزب بسبب انقسامات داخلية عانى منها على خلفية النقاش الداخلي المتعلق بخطة الامم المتحدة.

وقال نائب رئيس "ديكو" نيكوس كليانثوس ان نتائج الانتخابات تشكل "مكافاة" لبابادوبولوس ولموقف الحزب "الواعي والصلب" في ما يتعلق بالمسالة القبرصية.

وبلغ عدد القبارصة المسجلين على اللوائح الانتخابية 500 الف ناخب وسجل عدد المرشحين رقما قياسا مع بلوغه 487 مرشحا,وشاركت مرشحة قبرصية تركية في الانتخابات للمرة الاولى منذ اربعة عقود.

كما تمكن 270 ناخبا قبرصيا تركيا يقيمون في الشطر الجنوبي من الجزيرة من التصويت للمرة الاولى منذ العام 1963 عندما اراد قادة قبارصة يونانيون تعديل دستور تم تبنيه في 1960 سنة حصول قبرص على استقلالها من بريطانيا من طرف واحد علما ان الدستور ينص على تقاسم السلطات بين القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين.

وترشحت الشاعرة القبرصية التركية نيشي ياسين على لائحة "الديموقراطيين الموحدين" وهو حزب يساري صغير يؤيد بقوة خطة انان. بيد ان الحزب لم يتمكن من الحصول على 8،1% من الاصوات وهو الحد الادنى الذي يحدده النظام الانتخابي القبرصي للحصول على تمثيل في البرلمان ليفقد بذلك المقعد الوحيد الذي حصل عليه في الانتخابات الماضية.

وصوتت الغالبية الكبرى من القبارصة اليونانيين ضد خطة الامم لمتحدة لتوحيد الجزيرة في الاستفتاء الذي جرى عام 2004 علما ان الخطة حظيت بدعم القبارصة الاتراك.

وقبرص مقسمة منذ 1974 عندما اجتاح الجيش التركي شمال الجزيرة ردا على انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون تدعمهم المجموعة العسكرية التي كانت حاكمة في اثينا بهدف الحاق الجزيرة باليونان.

وتعترف الاسرة الدولية بالجمهورية القبرصية في الجنوب، ولا تحظى "جمهورية شمال قبرص التركية" سوى باعتراف انقرة.

وشكل استحقاق الاحد اول انتخابات في الشطر الجنوبي من الجزيرة في البحر الابيض المتوسط منذ الاستفتاء حول خطة التوحيد ومنذ ان انضمت قبرص الى لاتحاد الاوروبي في ايار/مايو 2004.

وشدد بابادوبولوس على انه مستعد لاطلاق مفاوضات جديدة حول التوحيد بينما اعلن امين عام الامم المتحدة كوفي انان والعاصمة الاميركية واشنطن عن دعمهما لاطلاق محادثات سلام جديدة.

واعتبر رئيس حزب الديموقراطية الاوروبية برودروموس برودرومو ان "الية السلطة انتصرت". واضاف برودرومو الذي فقد حزبه مقعده الوحيد في البرلمان "خرج تاسوس بابادوبولوس من هذه الانتخابات وهو القائد الاقوى في لائتلاف المتعدد الاحزاب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى