أقصوصة الحاجة صفية

> «الأيام» محمد أبوبكر الحداد:

> لم تصدق الحاجة صفية أنها الآن أمام بيت أقاربها بجوار مسجد السلام، بعد غيبة في عدن قاربت الخمسة عشر عاماً اعتصرتها، وهي تربي أولاد ابنها الذي يعمل في المصرف اليمني.

البيوت نفسها (السدة والحيوة والضيق وفوقهن المجالس) مع علمها أن كثيراً من أهالي الديس قد تنازلوا بباحات الهوية، لتلك القوالب المغلقة التي لا تبرد في صيف، ولا تدفئ في شتاء. الشوارع مسفلتة، والأعمدة مضاءة، وأسوار المدارس عالية. أما المساجد الحديث فقد ارتفعت مآذنها شامخها تناطح السحاب. لم تصدق أذنيها عند تأكيد السائق جازماً أنه لا يكذب، وأنه ليس غريباً عن هذه المدينة. فما كان منها إلا أن تمتمت بكلمات لم تستوعبها الشابة الجالسة بجوارها.

انتزعت رجليها لتضعهما على رصيف الشارع حافيتين، لتعرف هل هي في حقيقة أم في خيال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى