البرازيل تستهل رحلة الدفاع عن لقبها بمواجهة صعبة أمام كرواتيا

> برلين «الأيام الرياضي» د.ب.أ:

>
المدرب البرازيلي (بيريرا) في لحظة حوار مع رونالدو حول طريقة اللعب في مباراة اليوم
المدرب البرازيلي (بيريرا) في لحظة حوار مع رونالدو حول طريقة اللعب في مباراة اليوم
في العاصمة الالمانية برلين ووسط حضور جماهيري هائل ينتظر أن يشغل جميع مدرجات الاستاد يستهل المنتخب البرازيلي لكرة القدم رحلة الدفاع عن لقبه في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا بلقاء نظيره الكرواتي في موقعة صعبة اليوم الثلاثاء ضمن مباريات المجموعة السادسة في الدور الاول للبطولة.

وعلى عكس ما كان متبعا في الماضي لم يخض المنتخب البرازيلي حامل اللقب المباراة الافتتاحية للبطولة بعد أن كسر الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) هذه القاعدة ومنح المنتخب الالماني صاحب الارض شرف اللعب في المباراة الافتتاحية.

ويخوض المنتخب البرازيلي المباراة أمام كرواتيا بشعار "لا بديل عن الفوز" لانه الوحيد الذي ترضاه جماهير السامبا البرازيلية في كل مكان بالعالم خاصة وأن الفريق يخوض البطولة هذه المرة للدفاع عن اللقب كما أنه المرشح الاول للفوز باللقب.

وبغض النظر عن هذا وذاك فإن كل الظروف مهيأة للمنتخب البرازيلي للفوز باللقب هذه المرة أكثر من أي مرة سابقة بما في ذلك المرات الخمس التي فاز فيها باللقب سابقا.

ويدرك الفريق الكرواتي ذلك ويعرف صعوبة موقفه في مواجهة راقصي السامبا خاصة وأن الفائز في هذه المباراة يقترب كثيرا من الدور الثاني نظرا لان الفريقين الاخرين بالمجموعة وهما اليابان وأستراليا ليسا بنفس القوة. ولذلك يسعى الفريق الكرواتي هو الاخر لاقتناص نقاط المباراة الثلاث أو على الاقل نقطة التعادل.

وكان المنتخب البرازيلي الذي توج بلقب كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان ليكون اللقب الخامس له في بطولات كأس العالم قد حسم مشواره في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 بشكل أكثر سهولة من أي مشاركة سابقة له في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم والتي تضم عشرة منتخبات ليخوض كل فريق 18 مباراة في التصفيات.

كذلك أحرز المنتخب البرازيلي لقب بطولتي كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 2004 وكأس العالم السابعة للقارات 2005 بألمانيا.

والمنتخب البرازيلي هو الفريق الوحيد الذي شارك حتى الان في جميع بطولات كأس العالم السابقة وعددها 17 بطولة كما أنه الفريق الاكثر هيمنة على عرش الساحرة المستديرة والاكثر جذبا لتشجيع عشاق اللعبة من مختلف الجنسيات.

ورغم فوز الفريق بلقب كأس العالم 2002 أجبر المنتخب البرازيلي على خوض التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 اثر تغيير قواعد البطولة ليشارك حامل اللقب في التصفيات للمرة الاولى في تاريخ كأس العالم.

ولكن المنتخب البرازيلي لم يجد صعوبات كبيرة في التصفيات وشق طريقه بنجاح ويسر حيث احتل صدارة جدول التصفيات بفارق الاهداف أمام منافسه التقليدي العنيد المنتخب الارجنتيني وذلك على عكس الصعوبات الكبيرة التي واجهها راقصو السامبا في تصفيات كأس العالم 2002 عندما كان الفريق مهددا بالغياب عن البطولة للمرة الاولى في التاريخ.

ومع وجود مايسترو خط الوسط رونالدينيو نجم فريق برشلونة الفائز بلقب الدوري الاسباني في الموسمين الاخيرين وبدوري أبطال أوروبا في الموسم الاخير أيضا يجد الفريق البرازيلي القائد الرائع القادر على توجيه الفريق من داخل الملعب وقيادته للفوز.

منتخب كرواتيا الذي يوصف بأنه (عنيد) قد يفعل شيئا رغم أنه يلعب ضد بطل العالم
منتخب كرواتيا الذي يوصف بأنه (عنيد) قد يفعل شيئا رغم أنه يلعب ضد بطل العالم
كما يتمتع المنتخب البرازيلي بوجود مدير فني قدير هو كارلوس ألبرتو باريرا الذي قاد الفريق من قبل للفوز بكأس العالم 1994 في الولايات المتحدة.

وتكمن قوة باريرا حاليا في قدرته على نزع روح الانانية من اللاعبين والاحتفاظ بالانسجام والانضباط في هذا الفريق العامر بالنجوم أصحاب الاسماء الكبيرة والشهرة الرنانة.

وأعلن باريرا في وقت سابق أن التشكيل الذي سيخوض المباراة أمام المنتخب الكرواتي لن يختلف كثيرا عن التشكيل الذي خاض مباراة الفريق الاخيرة في التصفيات أمام فنزويلا.

وبالتالي فإن باريرا لن يقدم أي مفاجآت في المباراة الاولى لفريقه في النهائيات مع إدراكه بأن المنتخب البرازيلي هو المرشح الاقوى للفوز باللقب.

وليست مبالغة أن يدعي المنتخب البرازيلي قدرته على المشاركة بفريقين خاصة في الثلث الهجومي الذي يضم وفرة هائلة من النجوم الكبار.

وقد يكون لدى المنتخب البرازيلي بعض المشاكل في خط الدفاع ولكنها ليست هشاشة دفاعية كتلك التي عانى منها الفريق قبل كأس العالم 1994 والتي كانت سببا في خروجه صفر اليدين من عدة بطولات لكأس العالم بسبب عدم الاهتمام بالجوانب الدفاعية.

ولكن من المؤكد أن المنتخب البرازيلي يمتلك من المهاجمين ما يخيف دفاع أي فريق.

وتتمثل القوة الضاربة في هجوم البرازيل في "الرباعي الساحر" المؤلف من لاعب خط وسط برشلونة الاسباني رونالدينيو ومهاجم ريال مدريد الاسباني رونالدو هداف كأس العالم 2002 (ثمانية أهداف) ومهاجم انتر ميلان الايطالي أدريانو ونجم هجوم ميلان الايطالي كاكا.

أما مسئولية الدفاع من منتصف الملعب فيتولاها خط قوي مؤلف من إيمرسون وجيلبرتو سيلفا وزي روبرتو.

وكانت أكبر هزيمة للمنتخب البرازيلي في السنوات القليلة الماضية هي تلك التي مني بها أمام منافسه الارجنتيني 1/3 في بوينس آيرس في مطلع شهر يونيو 2005 ولكن الفريق البرازيلي رد عليها بأسرع ما يمكن وقبل مرور شهر واحد عندما سحق المنتخب الارجنتيني 4/1 في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم السابعة للقارات 2005 بألمانيا.

ويتمتع المنتخب البرازيلي بدفعة معنوية كبيرة أخرى قبل خوض نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا لانه الفريق غير الاوروبي الوحيد الذي نجح في الفوز بلقب كأس العالم في البطولات التي جرت في أوروبا وكان ذلك خلال كأس العالم 1958 التي جرت في السويد.

ويسعى المنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس كوبا أمريكا سبع مرات سابقة إلى تكرار نفس الانجاز في كأس العالم 2006 بألمانيا.

ولكن على الرغم من كل هذه المميزات ونقاط القوة التي يتمتع بها المنتخب البرازيلي يبدي كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني للفريق رغبته في التزام الفريق بالحذر مع بداية مسيرته في النهائيات خاصة أمام المنتخب الكرواتي.

في المقابل نجحت كرواتيا في صنع اسم كبير لها بعالم كرة القدم برغم أن تاريخها في الوجود كدولة مستقلة لم يتجاوز 16 عاما ولا يتجاوز عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة.

ورغم صعوبة مباراتهم الاولى بالبطولة أمام بطلة العالم البرازيل إلا أن الكروات ستكون لديهم الفرصة لاختبار روحهم القتالية وموهبتهم جيدا في مباراتيهما الاخريين بدور المجموعات أمام اليابان وأستراليا.

ورفعت مباراة الارجنتين الودية التي فازت فيها كرواتيا 3/2 في مارس الماضي الروح المعنوية بالمعسكر الكرواتي الذي وصل لنهائيات خمس من بين أحدث ست بطولات دولية كبرى وحصل على المركز الثالث ببطولة كأس العالم 1998 بفرنسا.

كما أنهت كرواتيا مشوارها بالتصفيات الاوروبية المؤهلة لكأس العالم 2006 لتعتلي قمة مجموعتها الثانية وبسجل نتائج خال من الهزائم.

ولانها لم تحصل على استقلالها إلا في عام 1990 فقد كان وصول المنتخب الكرواتي إلى الدور قبل النهائي لكأس العالم 1998 إنجازا مهولا ما زالت أصداؤه تهز أرجاء ذلك البلد الحديث خاصة وأن كرواتيا كانت قريبة جدا من التأهل لنهائي تلك البطولة بعد مباراة ساخنة وحماسية بالدور قبل النهائي أمام البلد المضيف وحاملة اللقب لاحقا فرنسا.

جماهير البرازيل تنتظر اليوم الأداء الساحر من رونالدينيو ورفاقه
جماهير البرازيل تنتظر اليوم الأداء الساحر من رونالدينيو ورفاقه
ولكن كرواتيا لم تنجح في تكرار هذا الانجاز في بطولة كأس العالم التالية في 2002 بكوريا الجنوبية واليابان برغم أنها كانت قد أنهت مشوارها بالتصفيات المؤهلة لتلك البطولة أيضا دون أن تمنى بهزيمة واحدة.

فبعد إقدام مجموعة كبيرة من الجيل الذهبي لكرواتيا على الاعتزال بعد بطولة كأس العالم 1998 خرج المنتخب الجديد من دور المجموعات لبطولة 2002 برغم فوزه الشهير على إيطاليا.

وأقيل المدرب الكرواتي آنذاك يوزيتش ميركو ليحل محله أوتو باريتش محاولا تجميع فتات المنتخب الكرواتي.

إلا أن باريتش أجبر هو الاخر على الاستقالة بعد فشله في قيادة الفريق إلى المراحل النهائية لبطولة الامم الاوروبية السابقة يورو 2004 بالبرتغال التي ظهر خلالها المنتخب الكرواتي بشكل هزيل.

وجاء المدرب الجديد ولاعب المنتخب الكرواتي السابق زلاتكو كرانيكار الذي أعاد بناء الفريق وجعله قادرا على مواجهة أي طرف آخر كما ظهر جليا خلال تصفيات كأس العالم.

وقاد كرانيكار / 50 عاما/ الذي لم تكن لديه أي خبرة دولية في التدريب عندما تولى قيادة منتخب بلاده إلى فوزين أمام السويد المرشحة الاولى للفوز بالمجموعة الثانية بالتصفيات وسجل الفريق تحت قيادته 21 هدفا بينما لم يدخل مرماه سوى خمسة أهداف خلال مشواره بالتصفيات.

ورغم أن الـ11 لاعبا الذين يمثلون التشكيل الاساسي لكرواتيا لا يتمتعون بأي لمسات ساحرة أو إبداعية إلا أنهم يتمتعون بقدر كبير من الخبرة والدهاء وتكمن قوتهم في الجانب الدفاعي للفريق.

ويشكل المخضرم إيجور تيودور والاخوان (نيكو وروبرت كوفاتش) مع دادو برسو مهاجم رينجرز الاسكتلندي العمود الفقري لمنتخب كرواتيا بينما أثبت داريو سرنا مهاجم شاختار دونتسيك الاوكراني مهارته في تسجيل الاهداف الحاسمة خلال تصفيات كأس العالم.

أما نيكو كرانيكار ابن مدرب الفريق والذي بدأ مشواره مع منتخب بلاده في بداية تصفيات كأس العالم بعد شهر واحد من بلوغه 20 عاما فهو قوة الفريق الكامنة وأحد اللاعبين المحليين القلائل الموجودين بصفوف منتخب كرواتيا. كما يلعب كرانيكار الابن دور صانع الالعاب وقائد العنصر الشبابي بمنتخب بلاده.

ورغم تراجع احتمالات تحقيق إنجاز يضاهي ما حققه المنتخب الكرواتي السابق قبل ثمانية أعوام إلا أن منافسي كرواتيا ببطولة كأس العالم الحالية لا يمكنهم التقليل من شأن الفريق الكرواتي الجديد حيث يستطيع الفريق الذي يعتمد على الدفاع أكثر بكثير مما كان يفعل فريق سوكر وبوبان وبروزينيكي عام 1998 أن يسبب مشكلة أو اثنتين للفرق الكبيرة بكأس العالم.

ولم يلتق المنتخبان البرازيلي والكرواتي منذ استقلال كرواتيا عن يوغسلافيا في عام 1990 سوى مرة واحدة فقط وكانت في أغسطس الماضي وانتهت بالتعادل 1/1 في سبليت وهو ما يدعم معنويات الفريق الكرواتي قبل مباراته أمام البرازيل.

ورغم ذلك كانت المنافسة على أشدها بين المنتخبين البرازيلي واليوغسلافي منذ بداية إقامة كأس العالم ففي كأس العالم الاولى عام 1930 بأوروجواي فازت كرواتيا على البرازيل 2/1 ولكن الاخيرة ثأرت بعد 20 عاما وفازت على يوغسلافيا 2/صفر عام 1950 كما التقيا في كأسي العالم 1954 بسويسرا و1974 بألمانيا الغربية وانتهت المباراتان بالتعادل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى