ديوك فرنسا في مباراة تحديد المصير أمام كوريا الجنوبية بكأس العالم

> لايبزج «الأيام الرياضي» د.ب.أ:

>
الفرنسيون يتدربون بجدية لتحسين الصورة المخيبة
الفرنسيون يتدربون بجدية لتحسين الصورة المخيبة
سيكون المنتخب الفرنسي لكرة القدم (الديوك الزرق) اليوم الاحد على موعد مع تحديد المصير عندما يخوض الفريق مباراته أمام منتخب كوريا الجنوبية في الجولة الثانية من مباريات المجموعة السابعة في الدور الاول لبطولة كأس العالم 2006 باليابان. ومن المنتظر أن تشهد المباراة مواجهة حماسية بالدرجة الاولى بين فريقين فرض كل منهما مكانته على الساحة الدولية.

المنتخب الفرنسي يملك تاريخا حافلا مع البطولات العالمية والاوروبية ونجح بتتويجه من خلال الفوز بلقب كأس العالم 1998 بفرنسا وبلقب كأس الامم الاوروبية 2000 ولكن مستواه تراجع منذ ذلك التاريخ ويبحث حاليا عن استعادة أمجاده.

أما المنتخب الكوري فنجح أخيرا وبعد مشاركات عديدة في كأس العالم أن ينافس الكبار وأن يحتل المركز الرابع في كأس العالم الماضية عام 2002 التي استضافتها بلاده بالتنظيم المشترك مع اليابان.

ويخوض الفريقان المباراة في ظروف متباينة ففي الوقت الذي ارتفعت فيه معنويات المنتخب الكوري بعد الفوز على توجو في الجولة الاولى من مباريات المجموعة، وجد الديك الفرنسي نفسه في مأزق حقيقي بعد التعادل السلبي مع الفريق السويسري الذي أصبح عقدة بالنسبة له حيث سبق وأن تعادلا مرتين في التصفيات المؤهلة للبطولة الحالية.

ويواجه الديك الفرنسي خطر الخروج المبكر إذا فشل في تحقيق الفوز على كوريا الجنوبية ليعيد بذلك ذكرياته الاليمة مع كأس العالم 2002 عندما خرج من الدور الاول للبطولة صفر اليدين بعدما فشل في تحقيق أي فوز أو تسجيل أي هدف في مبارياته الثلاث التي خاضها.

ويتميز الفريقان بالسرعة في الاداء مما يزيد من موقف المنتخب الفرنسي صعوبة لأن نجومه بقيادة المخضرم زين الدين زيدان قائد الفريق وتييري هنري مهاجم الفريق الخطير لم يظهروا بمستواهم المعهود في المباراة الاولى ووضعوا حول مستواهم العديد من علامات الاستفهام.

ولكن لم يعد أمام المنتخب الفرنسي ونجومه الكبار سوى استعادة مستواهم في لقاء كوريا الجنوبية خاصة وأن البطولة ستكون كلمة الوداع للمسيرة الحافلة لزيدان بعدما أعلن اعتزاله عقب انتهاء البطولة مباشرة.

والتقى الفريقان في مرتين سابقتين وفاز المنتخب الفرنسي في كليهما حيث كانت المواجهة الاولى في كأس العالم للقارات عام 2001 وفاز الديك الفرنسي 5/صفر، بينما كانت المواجهة الثانية ودية في عام 2002 وفازت فرنسا 3/2 . و يسعى المنتخب الفرنسي الى فك صيامه عن التهديف في النهائيات عندما يلاقي كوريا الجنوبية .

ولم يسجل المنتخب الفرنسي اي هدف منذ مونديال 1998 على أرضه وتحديدا منذ الهدف الثالث لايمانويل في مرمى البرازيل (3-صفر) في المباراة النهائية على استاد "فرنسا" في سان دوني بضواحي العاصمة باريس. وخاضت فرنسا حتى الآن 360 دقيقة دون ان تنجح في هز شباك المنتخبات التي واجهتها، آخرها سويسرا التي ارغمتها على التعادل السلبي.

وخرجت فرنسا خالية الوفاض من مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 من الدور الاول ودون ان تسجل أي هدف بعد خسارتها امام السنغال صفر-1 في المباراة الافتتاحية والدنمارك (صفر-2) في الجولة الثالثة وتعادلها مع الاوروغواي صفر- صفر في الثانية.

ولم يسلم المنتخب الفرنسي من انتقادات وسائل الاعلام في بلاده بعد المباراة الاولى خصوصا وأنه يضم لاعبين من الطراز الرفيع خصوصا في خطي الوسط والهجوم في مقدمتهم زين الدين زيدان وتييري هنري هداف الدوري الانكليزي وسيلفان ويلتورد وباتريك فييرا وكلود ماكيليلي ودافيد تريزيغيه ولويس ساها.

ويدرك المنتخب الفرنسي جيداً أن موقفه حرج وأن الفوز وحده يعيد الثقة الى اللاعبين ويجعلهم في منأى عن الخروج من الدور الاول على غرار ما حصل في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا.

وأكد تريزيغيه، الذي غاب عن المباراة الاولى بقرار من المدرب ريمون دومينيك الذي فضل عليه فرانك ريبيري، أن منتخب بلاده مضطر الى الهجوم، وقال "يجب ان نهاجم بضراوة ولدينا الاسلحة لتحقيق ذلك".

اما دومينيك فقال "لعبنا جيداً ضد سويسرا لكننا لم نوفق في التسجيل وأتمنى ان تحل العقدة ضد كوريا الجنوبية"، مضيفا "مباراتنا ضد الكوريين مهمة جدا وحان الوقت كي نسجل اهدافا".

الكوريون يدخلون اللقاء بمعنويات أفضل
الكوريون يدخلون اللقاء بمعنويات أفضل
وطالب دومينيك اللاعبين بـ"الفعالية امام المرمى الكوري وبمزيد من الخيال في اللعب لتحقيق الفوز" مضيفا "نعرف بأن الكوريين سيحاولون اللعب من اجل التعادل بعد أن كسبوا 3 نقاط من توغو في الجولة الاولى، لكنا سنلعب من اجل الفوز لخوض المباراة الثالثة الأخيرة بارتياح كبير، وحتى التعادل لا يعني خروجنا من الدور الاول".

وقال هنري "المنتخب الكوري لن يكون سهلاً لأنه يضم لاعبين يتميزون بالسرعة ويدافعون جيمعهم مثلما يهاجمون. اسلوب لعبه مختلف وبالتالي فهو منتخب خطير".

في المقابل حذر مدرب كوريا الجنوبية الهولندي ديك ادفوكات لاعبيه من المنتخب الفرنسي وعدم الاكتراث بما يقال عنه حول تراجع مستواه، وقال "سمعنا الكثير من القصص عن المنتخب الفرنسي وعروضه المخيبة، لكن هذا المنتخب يملك مؤهلات كبيرة وإذا كان في يومه فإنه من الصعب ان نفوز عليه".

وتابع "اتمنى ان لا تكون فرنسا في يومها ونكون نحن في قمة مستوانا".

ريبيري «المشاكس المحبوب» .. خيار الشعب الفرنسي

وجد مدرب المنتخب الفرنسي ريمون دومينيك نفسه في موقف حرج عندما دقت ساعة الحقيقة لاختيار التشكيلة المؤلفة من 23 لاعباً لخوض غمار نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها ألمانيا حتى 9 يوليو المقبل.

وتوقف دومينيك طويلا قبل اختيار الاسم الاخير بالنظر الى الضغوط التي اثقلت كاهله منذ سبعة اشهر تقريبا والتي جاءت من قبل الصحف الرياضية المتخصصة والجمهور الفرنسي على حد سواء لإدراج اسم نجم فريق مرسيليا فرانك ريبيري ضمن التشكيلة المونديالية.

وبالفعل اتخذ دومينيك القرار الصعب باستبعاد يوهان ميكو افضل ممر للكرات الحاسمة في "البوندسليغه"، ولودوفيك جولي الفائز مع فريقه برشلونة الاسباني بدوري ابطال اوروبا لصالح ريبيري الذي دخل جنة المنتخب المونديالي المثلث الالوان من دون اي تجربة دولية سابقة على غرار زميله الظهير الايمن باسكال شيمبوندا الذي اعتبر اختياره مفاجئاً بعض الشيء.

وتجلى الدعم الفرنسي للنجم الصاعد في اول ظهور له على الساحة الدولية الشهر الماضي في المباراة الودية امام المكسيك على "ستاد دو فرانس" في ضاحية سان دوني الباريسية. ويمكن القول ان قلة من اللاعبين لاقوا استقبال الابطال على غرار ما كان عليه الامر لدى دخول ريبيري بالقميص الازرق الى ارضية الميدان، اذ فاقت التحية التي وجهها اليه الجمهور الفرنسي تلك التي ودع فيها نجمه الاول زين الدين زيدان في مباراته الاخيرة على الملعب عينه، الذي اطلق شهرته بتسجيله هدفين في مرمى البرازيل (3-صفر) مانحاً فرنسا لقب كأس العالم للمرة الاولى في تاريخها عام 1998 . وتجاهلت الجماهير الفرنسية في المباراتين اللاحقتين امام الدنمارك والصين على التوالي الاغنية الشهيرة "الى الامام أيها الزرق"، اذ استبدلتها بأخرى مؤلفة من كلمتين فقط "ريبيري، ريبيري"، وحتى الرئيس الفرنسي جاك شيراك بدا مستمتعا بالاداء الذي قدمه الوافد الجديد الى منتخب "الديوك" امام الصينيين في سانت اتيان.

واللافت ان اللاعب الموهوب البالغ من العمر 23 عاماً لم يتأثر اطلاقا بالجو الصاخب الذي خلقته الجماهير (80 الف متفرج) في ظهوره الدولي الاول، إذ بدا مرتاحاً إلى ابعد الحدود وتبادل الضحك وزميله تييري هنري بعد ثوان معدودة على دخوله الى ارض الملعب، قبل ان يقدم فصولاً من ديناميكيته المعهودة مرهقا الخصوم بتحركاته النشيطة التي لم يتمكن مدافعو الدوري الفرنسي من إيجاد حل لها طوال الموسم المنتهي.

وتمرد ريبيري على القيود والتقاليد منذ سن المراهقة، مما تسبب له بمشاكل جمة لعل ابرزها تعرضه لحادث سير مروع ترك ندبة واضحة على الجهة اليمنى لوجهه، إلا ان تحرره في حياته اليومية وروحه الفكاهية اضفت جواً محبباً في المعسكر الفرنسي، اذ قال ويلي سانيول "لقد انعش جو المنتخب فهو يتصرف في شكل طبيعي وكأنه في الفريق منذ 20 عاما".

حالة استرخاء لنجوم فرنسا وراءها أعباء وضغوط
حالة استرخاء لنجوم فرنسا وراءها أعباء وضغوط
إلا أن الفترة التي ذكرها سانيول تبدو بعيدة جدا، وتكمن المفارقة هنا أن ريبيري كان يبلغ الخامسة عشرة عندما احرزت فرنسا اللقب العالمي، وأشار مرارا أنه احتفل بالانجاز في الشارع على غرار مواطنيه، بينما يقف اليوم للدفاع عن ألوان فرنسا مع بعض رموز المنتخب الذهبي للكرة الفرنسية، امثال زيدان وهنري ودافيد تريزيغيه وليليان تورام وباتريك فييرا وفابيان بارتيز! ولعل وضع ريبيري اليوم مشابه لوضع هنري، اذ تم اختيار الاخير من قبل ايميه جاكيه في مونديال 1998 بسبب امكاناته الرهيبة ومبادرته الى الهجوم من دون خوف وذلك على الرغم من صغر سنه، وهذا الأمر عينه الذي يميز الاول حتى تحول كابوساً حقيقياً لمنافسيه.

ويبدو مفاجئا أن "الجوكر" الجديد للكرة الفرنسية كان يلعب منذ عامين فقط ضمن الدرجة الثالثة، علماً بأن القيمين على نادي ليل اكتشفوا موهبته في الرابعة عشرة، بيد أن طباعه السيئة ادت الى طرده من الفريق.

ويعود الفضل في بروز "المشاكس المحبوب" الى المدرب جان فرنانديز، إذ اعجب الاخير بموهبة ريبيري عندما كان لاعبا في صفوف برست، فاستقدمه الى متز حيث انتخب لاعب الشهر في اول ظهور له في دوري الاضواء، ولم تمض فترة طويلة حتى استدعي الى منتخب الشباب الذي قاده الى نهائيات بطولة امم اوروبا.

وفي الوقت الذي بدأت فيه النوادي الفرنسية الكبرى تحوم حوله، فاجأ ريبيري الجميع بموافقته على الانتقال الى غلطة سراي التركي، الذي أمضى معه ستة اشهر ناجحة عاد بعدها الى بلاده للانضمام الى مرسيليا.

ولم تحل العصبية التي تسيطر على ريبيري اثناء المباريات والمشادات على انواعها مع لاعبي الفرق المنافسة، دون تهافت النوادي للحصول على خدماته، امثال مانشستر يونايتد الانكليزي وليون بطل فرنسا في المواسم الخمسة الماضية، مما استدعى تدخل مسؤولي مرسيليا الذين أكدوا تمسكهم به. مفارقة أخرى يسطرها ريبيري الذي اعتنق الدين الاسلامي إثر اقترانه بزوجته الجزائرية، وهي تنصيبه الخليفة المحتمل لزيدان الذي قدم من شوارع مرسيليا لتسطير مجد الكرة الفرنسية، فيما أكد الاول تعلقه بالقميص الابيض حيث ازدادت شعبيته في شكل سريع تماماً على غرار زيدان، وخصوصا بعد زواجه من إحدى فتيات الجالية التي تشغل مساحة كبيرة من تلك المدينة المتوسطية.

ومما لا شك فيه ان ريبيري قد يتحول سلاحاً فتاكاً في يد دومينيك، وهذا الأمر أشار اليه بوضوح تورام الذي وصف حالة النجم الواعد عندما يكون في قمة مستواه بعبارة مثيرة "يصبح كالكلب المسعور الذي فك وثاقه وأطلق إلى الحرية"!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى