> اعلن الرئيس السوداني عمر البشير ان مسؤولين في المحاكم الشرعية الصومالية التي تسيطر على القسم الاكبر من الصومال سيصلون اليوم الى الخرطوم في اطار وساطة تسعى الجامعة العربية للقيام بها بين الحكومة الصومالية وقيادات المحاكم الشرعية. وقال البشير في تصريحات ادلى بها خلال اجتماع لحزبه، المؤتمر الوطني، الاثنين ونقلتها وكالة الانباء الرسمية ان "السودان يتبنى من منطلق رئاسته للجامعة العربية وساطة بين الحكومة الصومالية وقيادات المحاكم الشرعية".

واضافت الوكالة انه يتوقع وصول الوفد اليوم الأربعاء الى الخرطوم لاجراء محادثات يرعاها ايضا اليمن واثيوبيا.

ولم يكشف ما اذا سيشارك ممثلون عن الحكومة الصومالية الانتقالية في الاجتماع. وافادت مصادر في الجامعة العربية ان الامين العام للجامعة عمرو موسى سيشارك في هذه المحادثات.

من جانبه اعلن سمير حسني المكلف القضايا الافريقية في الجامعة العربية ان هذه المحادثات ستتمحور حول الجهود العربية لاخراج الصومال من الازمة الحالية وفتح الباب امام التوصل الى مصالحة في هذا البلد والمساهمة في ارساء السلام والاستقرار فيه.

واضاف البشير ان "قيادة هذه الجهود تأتي بغرض تجنيب الصومال مخاطر التدخل الاجنبي الذي تسبب في الصراع الدائر الآن". وباتت ميليشيات المحاكم الشرعية الصومالية تسيطر على القسم الاكبر من مقديشو واستولت الاسبوع الماضي على مدينة جوهر معقل تحالف زعماء الحرب المدعوم من الولايات المتحدة.

وكان تحالف زعماء الحرب تلقى دعما ماليا اميركيا للتصدي لنفوذ المحاكم الشرعية التي تشتبه اجهزة الاستخبارات الغربية بانها توفر ملاذا لمتطرفي تنظيم القاعدة الارهابي. ونقلت وكالة الانباء الالمانية بأن عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية سيشارك في اجتماع للجنة الصومال العربية اليوم الاربعاء في العاصمة السودانية الخرطوم بدعوة من الرئيس السوداني عمر البشير بصفته الرئيس الحالي للقمة العربية.

وصرح السفير سمير حسن مسئول ملف أفريقيا في الجامعة بأن رئيس اتحاد المحاكم الشرعية الصومالية الشيخ شريف أحمد وافق على المشاركة في الاجتماع الذي سيحضره أيضا على عبد الله يوسف الرئيس الصومالي. وقال إن الاجتماع يهدف إلى تحقيق الاستقرار والامن في الصومال إضافة إلى إمكانية إطلاق حوار بين المحاكم الشرعية والحكومة الصومالية لاعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية بدون أية شروط مسبقة. وأضاف أن الجامعة العربية تدعم الحكومة الصومالية في جهودها لاعادة بناء المؤسسات الصومالية. وأوضح سمير حسن أن الهدف من الاجتماع أيضا تنسيق وتوحيد الدور العربي إزاء تسوية الازمة الصومالية وأشار إلى أن هناك اتصالات لتشكيل لجنة إقليمية تضم الاطراف العربية والافريقية تكون مهمتها تنسيق الادوار الاقليمية والدولية لتقديم الدعم للصومال وذلك لدرء التضارب والازدواجية في الجهود المبذولة لحل المشكلة الصومالية ووضع الصوماليون أمام جبهة واحدة تمكنهم من تنفيذ تعهداتهم والتزاماتهم. وتوقع حسن أن تعقد الجولة الثانية للحوار بين الصوماليين في اليمن بحضور فاعل للجنة والجامعة العربية.

من جانب آخر قال الرئيس الصومالي المؤقت في الحكومة الاتحادية الانتقالية أمس الثلاثاء إن حكومته "مستعدة وجاهزة" لقبول نشر قوات من الاتحاد الافريقي والدول المجاورة لتقديم الدعم وتحقيق السلام للبلاد. وقال الرئيس المؤقت عبد الله يوسف في مؤتمر صحفي: "من اليوم يمكن لقوات الاتحاد الافريقي وإيجاد أن تأتي بشكل شرعي وفني إلى الصومال في حال كانت مستعدة لذلك".

وتضم منظمة إيجاد اريتريا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا وأوغندا والسودان والصومال وأنشئت عام 1986 للتعامل مع المشكلات الشائعة مثل الجفاف لكنها وسعت دورها لتشمل قضايا أمنية أيضا.

وكان عبدالله يوسف الذي قدم في وقت سابق أمس الثلاثاء من بيدوا العاصمة المؤقتة للحكومة الاتحادية الانتقالية عقد محادثات مع مسئولي الاتحاد الافريقي برئاسة باتريك مازيماكا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ومع ميليس زيناوي رئيس الوزراء الاثيوبي.

وقال إن هدف الزيارة هو إطلاع المسؤولين الاثيوبيين ومسؤولي الاتحاد الافريقي على الوضع في الصومال لتبادل الآراء معهم بشأن دعم العلاقات بالاضافة للمساعدات التي يحتاجها الصومال. ونفي يوسف أن تكون إثيوبيا أرسلت قوات إلى بيدوا لحماية مسئولي الحكومة الانتقالية والمؤسسات في المدينة وأنه جاء إلى أديس أبابا لبحث تشكيل تحالف دفاعي مع الحكومة الاثيوبية.

وركزت محادثات يوسف مع زيناوي على تقوية العلاقات الثنائية القائمة حاليا وقضايا أخرى ذات صلة.