الموت يُغيّب سمير سرحان (وزير المثقفين) وصانع عيد الثقافة العربية

> القاهرة «الأيام» عن «الحياة» :

> مهما تختلف مع الدكتور سمير سرحان الذي غيّبه الموت أمس (الأول) عن 65 عاماً، فإنه فرض نفسه في الاعوام العشرين الأخيرة كواحد من أبرز صُناع الثقافة في مصر، والعالم العربي. فسرحان استطاع أن يحول معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ تولى رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب (المنظمة له) إلى احتفالية كبيرة للثقافة العربية وروافدها وهوامشها. وكان سرحان في إدارته للمعرض بعد منتصف الثمانينات جسراً أو استراحة بين ما تريده النخبة بألوانها وبعضها على يسار السلطة أو على أقصى يمينها، وبين ما يريده النظام، فأشعل دورات معرض الكتاب اعتباراً من العام 1986 بندوات فكرية حادة مثل استضافته لمحمد حسنين هيكل، وعقد «مواجهات الإسلاميين والعلمانيين»، التي ترتب على إحدى مناظراتها اغتيال الكاتب فرج فودة الذي كان نجماً للجانب العلماني فيها، في مواجهة أسماء إسلامية مثل الشيخين محمد الغزالي ويوسف القرضاوي.

المعرض الذي جعله سرحان يحتضن أمسيات شعرية غير مسبوقة لنزار قباني وبلند الحيدري وعبدالوهاب البياتي ومحمود درويش وسميح القاسم وسعاد الصباح وغيرهم، جعله أيضاً مكاناً مجانياًَ ليلتقي فنانون من وزن عادل إمام مع جمهورهم. ولم يتأثر سرحان كثيراً بالدعاية المضادة للمشهد الذي يقدمه في المعرض وكان مقتنعاً بسعيه الى جعل أقدم مناسبة ثقافية مصرية (المعرض انطلق العام 1969) عيداً لهذه الثقافة، وتحايل كثيراً على تمرير أسماء وكتب إلى المعرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى