يافع بين تراث الماضي وأمل الحاضر

> «الأيام» قائد زيد ثابث:

>
أحد المواقع التي فيها كتابات قديمة والأكثر تكسيراً وتخريباً من قبل رعاة الاغنام
أحد المواقع التي فيها كتابات قديمة والأكثر تكسيراً وتخريباً من قبل رعاة الاغنام
يافع من المدن التاريخية القديمة المتميزة بفنها المعماري الجميل وهي من أهم المناطق الأثرية والسياحية في اليمن بفنها وطرازها المعماري الفريد من حيث النسق والاتقان الرائع في فن العمارة الذي يظهر عظمة الإنسان القديم على مر العصور.

فالحديث عن يافع طويل ومتشعب لا يمكن إيفاؤه في سطور ولكن في حقيقة الأمر لها وجود على مستوى خارطة البلاد لأنها العزة والشموخ والحضن الدافئ لأكثر من نصف مليون ففي يافع الكثير من المعالم الأثرية الظاهرة من حصون ومساجد وقلاع وأضرحة ونقوش ومخطوطات حميرية بالخط المسند الى جانب السدود (الكرفانات) القديمة التي تستخدم لخزن مياه الأمطار كما يوجد في يافع الآلاف من مدافن الحبوب.

و تزخر يافع بالكثير والكثير من المواقع الأثرية المطمورة بما فيها الكتابات الحميرية على الصخور الجبلية الى جانب لوحات نحتت من حجر البلق وهياكل حيوانات مصنوعة من البرونز بحوزة أشخاص استحوذوا عليها لعدم علمهم بأهميتها ولم يعرف مذاك مصيرها.

جذورها التاريخية
تنسب يافع الى أحد ملوك حمير (يافع بن رعين الحميري) وتعتبر المسكن القديم للحميرين وذلك قبل نزوحهم منها الى مواطنهم الجديدة قبل القرن الاول قبل الميلاد كما أشار النقش الذي عثر عليه في صرواح الى حروب الملك السبئي (كرب إل بين) كذلك نقوش مملكة (الحد) في يافع العليا اشارة الى الحروب التي خاضتها قبائل يافع (ذو ريدان الحميرية) ضد ملوك سبأ عند بداية العهد الحميري القوي.

كل هذا وذاك يدل على أن يافع سكنها الحميريون في بداية عهدهم وما عثر عليه اليوم في يافع من كتابات قديمة بالخط المسند دليل قاطع على أن يافع المسكن القديم للحميريين.

العثور على كتابات قديمة
لقد تم العثور على كتابات قديمة بالخط المسند على صخور جبلية في مديرية سباح وبالتحديد في منطقة العرقة في أماكن عدة ومتباعدة منها جبل النمارير وهي الاكثر من حيث تعرضها لأعمال الطمس والتخريب.

كما شاهدنا في أثناء بحثنا برفقة الاستاذ أحمد الدباني وحسين علي محمد، أكثر أبناء المنطقة دراية بتلك الكتابات كتابات متناثرة ورسوماً لغزال ونمر في جبل سقم وكتابات في مكان يطلق عليه منذ مئات السنين (ذراع الكتابات).

كما شاهدنا كتابات ومن دون أي رسوم في مكان يسمى (ذراع الجيف) في منطقة علتيط الاسفل.

وعلى ما يبدو أن تلك المخطوطات قد تعرضت لأعمال تكسير وتخريب من قبل أهالي المنطقة وبالذات رعاة الأغنام صغار السن لأنهم لم يكونوا على دراية بها وما ترمز وتحمل من معنى تاريخي ولم يتبق من تلك الكتابات الا الشيء القليل ومعرضة بين الحين والآخر للاعمال نفسها لأسباب كثيرة منها عدم اكتمال الوعي الاثري عند بعض أهالي المنطقة والمحيطين بها وكذلك عدم وجود من يحميها ويحافظ عليها من أيادي العابثين الذين لا يقدرون قيمة هذه الكتابات والكل في منطقة العرقة على علم مسبق بتلك الكتابات ولكن لم يعملوا لها أي حساب.

إن تلك الكتابات تحتاج الى خبراء آثار للقيام بدراسات علمية أثرية جديرة بها لمعرفة خباياها ورموزها التاريخية القديمة لهذا ندعو علماء الآثار في المحافظة من على منبر «الأيام» للبحث والدراسة والاهتمام بها واظهارها والحفاظ عليها من عوامل الزمن وأيدي العابثين.

ولكن للاسف الشديد أغلب المواقع الاثرية في يافع في حالة سيئة بسبب الاهمال وعدم حمايتها اذ إن عشرات المساجد والقصور والمباني القديمة جدرانها وسقوفها متصدعة وتتطلب الترميم والصيانة المتواصلة.

يافع في تاريخها الحديث
تميزت يافع في تاريخها الحديث بنظام السلطنات المتوارث بين آل عفيف في يافع السفلى وآل هرهرة في يافع العليا وكانت تلك السلطنات في صراع وتحالف مع بعض الدول المستقلة وفي صراع مستمر مع الأتراك وبالذات يافع العليا.

كما كان لتلك السلطنات وجود وامتداد خارج حدود يافع كما كان للقبيلة الواحدة في يافع وجود يذكر لامتلاكها العبيد والجواري والسيوف والجنابي والدليل على ذلك ما نصت عليه وثائق مكتوبة بلغة عربية ترجع لحقب زمنية بعيدة مفادها تقسيم كل أملاك البحبح بين أحفاده، كانت الوثيقة بتاريخ 1131هـ وتنص على تقسيم أملاك البحبح بالورث الشرعي من طحين وبن وعلوب (شجر السدر) وأعرص وعبيد وجوار ونحاس وفضة وسيوف وجنابي وبنادق ودرق ورموح.

كما بحوزة بعض القبائل في يافع وثائق تبين الدور التاريخي للقبيلة الواحدة وهي قبيلة (الكيلة) احدى قبائل آل علي التي كان لها نصيب من باب المندب هو عشر المعشر للشيخ عبدالقادر بن علي العلوي، بتاريخ 1103هـ..

كما أن منطقة (الكيلة) شاهد على أعمال بريطانيا حيث ما تزال ديارها مخربة منذ قصفها من قبل حكومة الاتحاد العام 1962م إلى جانب المنشورات التي كانت تسبق القصف بأيام.

يافع يجب أن تكون محافظة
تمتلك يافع بمديرياتها الثماني المقومات الكافية التي تؤهلها لأن تكون محافظة فهي تمتلك المقومات من سياحة وثقافة وزراعة ومحميات طبيعية وكثافة سكانية إلى جانب مقومات المغترب فيافع الحضن الدافئ لأكثر من (170) ألف مغترب.

كما ان يافع تربى فيها الاغنام والماعز وفيها غطاء نباتي كثيف لأشجار متنوعة ولهذا يجب ان تكون محمية طبيعية لامتلاكها مقومات المحمية من أشجار وحيوانات بما فيها الضبع والذئب والاسد والنمر وقد تم الامساك بأحد النمور بعد سقوطه في احدى آبار منطقة قرقر بمديرية سرار قبل شهور.

أبرز المشاكل التي تعانيها
تعتبر المياه من أبرز المشاكل التي تعانيها يافع حيث تعتمد كل عزل وقرى يافع على مياه الامطار ومياه الآبار المنتشرة في أحضان الجبال والوديان.

وما نرمي إليه من الدعوة لأن تكون يافع محافظة هو الاهتمام بها كون المستقبل يبدأ من الماضي للبحث عن حقوقها المنسية بما فيها طريق باتيس - رصد - معربان، التي تمثل مطلباً ملحاً للمواطنين وعدم تنفيذها يشكل عائقاً أمام تنقلهم، وهم يتطلعون إلى أن ينعموا بخيرات الوحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى