> اصرت اليابان والولايات المتحدة على اجراء تصويت في مجلس الامن الدولي أمس السبت على قرار يدين تجارب اطلاق الصواريخ التي اجرتها كوريا الشمالية في ظل مؤشرات على التوصل لحل وسط مع الصين.

ورفضت كوريا الشمالية الانتقادات العالمية التي وجهت اليها لاجرائها تجارب صاروخية في الخامس من يوليو تموز وقاومت الضغوط للعودة للمحادثات بشان انهاء برنامجها لانتاج اسلحة نووية في حين واصلت الدول المجاورة المساعي الدبلوماسية لانهاء الازمة.

ونقلت وكالة انباء كيودو عن وزير ياباني في بكين قوله ان وفدا حكوميا صينيا عاد من بيونجيانج حاملا رسالة من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج ايل,ولم تذكر الوكالة تفاصيل.

ووصل نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية لي كيو هيونج إلى بكين أمس لاجراء محادثات مع نائب وزير الخارجية الصيني وو داويي الذي كان ضمن الوفد الذي زار بيونجيانج.

وتأتي جهود سول الدبلوماسية بعد ان انسحبت بيونجيانج غاضبة من محادثات على مستوى الوزراء مع سول يوم الخميس.

ومن ناحية اخرى ذكرت صحيفة جونج انج البو أمس ان كيم استدعى ثلاثين من كبار مبعوثيه في دول اجنبية لحضور اجتماع الاسبوع المقبل وهي المرة الاولى التي تفعل فيها ذلك منذ خمسة اعوام.

ووسط مفاوضات نشطة في الامم المتحدة قال السفير الامريكي لدى الامم المتحدة جون بولتون للصحفيين ان التعليمات لديه تقضي باجراء تصويت يوم أمس السبت,وقال السفير الياباني كنزو اوشيما ان اليابان تتخذ نفس الموقف.

وصاغت اليابان مشروع قرار جديدا سعى إلى تقليص الخلافات مع الصين. لكن سفير بكين لدى الامم المتحدة قال إنه سيستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع صدور القرار ما لم تدخل عليه المزيد من التعديلات وهو ما يتوقعه الكثير من الدبلوماسيين عندما يجتمع اعضاء مجلس الامن لاستئناف المفاوضات أمس السبت.

وتتمثل العقبة الاساسية فيما اذا كان يتعين على القرار تفعيل الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة والذي قد يمهد للجوء للقوة العسكرية. لكن الصين وروسيا اللتين طرحتا وثيقة اخرى ترفضان اي اشارة إلى الفصل السابع.

ولمح بولتون إلى انه قد يستخدم صياغة اخرى من شأنها ان تجعل قرار مجلس الامن الزاميا على غرار صياغة الفصل السابع. ولكن اوشيما التزم الصمت ولا تزال مسودته الاخيرة تتضمن اشارة إلى الفصل السابع.

واخبر دبلوماسيون رويترز أن بريطانيا وفرنسا اقترحتا صياغة بديلة وان سفير الصين وانج جوانج يا ابدى موافقته وقال انه سيدرس الامر مع حكومته.

واجرى اعضاء مجلس الامن الدولي مفاوضات لعدة ايام للتوصل للسبيل الامثل للرد على سبع تجارب اطلاق صواريخ اجرتها كوريا الشمالية يوم الخامس من يوليو تموز الجاري التي اثارت توترات دولية بسبب تطويرها للاسلحة النووية.

وتريد اليابان استصدار قرار قبل قمة لمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى التي بدأت اعمالها أمس ويتوقع ان تصدر بيانا عن كوريا الشمالية,لكن وانج قال "الامر المهم ليس المهلة النهائية بل وحدة المجلس."

وقال "هناك الكثير من التوترات. لا نريد ان نضيف بنزينا لكل هذه النيران المشتعلة" في إشارة واضحة لازمة الشرق الاوسط والجدل بشأن طموحات ايران النووية.

ويدين مشروع القرار الاحدث الذي وزعته اليابان وانصارها التجارب ويطالب كوريا الشمالية بوقف "جميع الانشطة" المرتبطة بصواريخها ذاتية الدفع.

ويشمل القرار فرض عقوبات عن طريق الزام جميع دول الامم المتحدة بمنع اي واردات او صادرات من كوريا الشمالية لصواريخ او مواد لها علاقة بانتاج الصواريخ ومواد يمكن ان تستغل في صنع اسلحة دمار شامل.

ووفقا لدبلوماسي طلب عدم نشر اسمه بسبب سرية المفاوضات فإن الصياغة الجديدة التي اقترحتها بريطانيا وفرنسا ستسلط الضوء على مسؤولية المجلس "الخاصة في الحفاظ على السلام والامن الدوليين."

ويستغل الفصل السابع لجعل اي قرار يصدر عن مجلس الامن ملزما قانونا لكن بعض اعضاء المجلس يقولون الآن إن جميع قرارات مجلس الامن ملزمة.

وتعرضت اليابان لانتقادات حادة من الصين وكوريا الجنوبية لموقفها المتشدد تجاه اطلاق الصواريخ التي هوت في البحر قبالة سواحلها الغربية.

وتشوب العلاقات بين اليابان والدولتين الذكريات المريرة للعدوان العسكري الياباني في حين تتنافس اليابان والصين على بسط نفوذهما اقليميا مما يثير التوتر في العلاقات بين الجانبين.

(شارك في التغطية ايزابيل رينولدز في طوكيو وجاك كيم في سول وبريان رودس في بكين) رويترز