اقرأ هذا الكتاب .. «حقائق عن ألمانيا»

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> أهداني صديقي العزيز بيتشيك لوتس، مستشار غرفة عدن الألماني الجنسية نسختين من كتاب «حقائق عن ألمانيا» خصني بنسخة كما خص مكتبة «الأيام» بأخرى. ظننت وفي بعض الظن إثم أن الكتاب قصد به جمع الحقائق ليس إلا ولكن بعد تصفحه عدة مرات خرجت بانطباعات غمرها الإعجاب وقناعات فرضتها مضامين الكتاب التي افترشت (184) صفحة من الورق المصقول الملون، وبهرني أسلوب تبويبه وطريقة عرضه. أطلقت حكمي بعدئذ أن الكتاب مفيد وقيم ومرجعي، حيث يرشدك الكتاب عقب كل موضوع إلى شبكة معلومات في مواقعها على الشبكة العنكبوتية بعضها متعددة اللغات وأخرى ثنائية (ألماني + إنجليزي) وهامش ضئيل منها بالألمانية.

الكتاب حافل بالصور والأرقام والبيانات والخطوط البيانية والإحصائية وزينته زخات من البراويز العامرة ببيانات فرعية تكميلية سلطت في مجملها أنواراً كاشفة على المسيرة التاريخية للأمة الألمانية العظيمة.

يطوف بك الكتاب بداية بولايات جمهورية ألمانيا الاتحادية ويقدم لك موجزاً مركزاً على الولاية وعاصمتها ومميزاتها، ثم ينتقل بك في طواف جميل حول ماضي وحاضر ألمانيا بدءاً من العام 800م حتى 2010م حمل تفاصيل مختزلة عن ألمانيا، ماضياً وحاضراً.

يتعرف القارئ من خلال عرض حافل بالصور والبيانات على الدولة الألمانية والرؤساء الذين تعاقبوا على سدة الحكم وفي الجانب تشاهد عرضاً مماثلاً عن المستشارين الذين تعاقبوا على السلطة ثم تقف أمام تحفة أخرى تمثلت في تسليط الضوء على الدستور الألماني والبرلمان (بوندستاج) وأحزابه الستة وهي الحزب الديمقراطي والاجتماعي الألماني ورئيسه ماتياس بلاتشيك والاتحاد الديمقراطي المسيحي ورئيسته انجيلا ميركل (المستشارة الحالية) والاتحاد المسيحي الاجتماعي ورئيسه أدموند شتويبر والحزب الديمقراطي الحر ورئيسه غيدو فيستر فيله وحزب الخضر ورئيساه كلاوديا روت وراينهارد بوتيكوفر والحزب اليساري ورئيسه لوتربيسكي ويبلغ قوام أكبر الأحزاب (598) ألف عضو وأوسطها (173) ألف عضو وأقلها (45) ألف عضو وهي أرقام مغايرة لنظيراتها في العالم النامي وإذا أجرينا تقويماً لقوة أكبر الأحزاب الألمانية مقارنة بإجمالي السكان البالغ عددهم (82) مليون نسمة، لوجدنا نسبة ذلك الحزب تشكل 72.0% (وهو الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني) SPD ولو وقفنا أمام القاعدة الشعبية للحزب الديمقراطيFDP وقوام عضويته (65) ألف عضو وهو ممثل في البرلمان لوجدنا أن نسبة قوامه إلى عدد السكان تبلغ 07.0%، فلماذا لا نستفيد من التجربة الألمانية في التمثيل البرلماني، لأن الدستور يمنح تلك الأحزاب حقها في الدعم المادي لخوض الانتخابات، لأن مهمة الأحزاب السياسية كما يحددها الدستور تكمن في المساهمة في بناء الوعي السياسي للشعب.

أتحفنا الكتاب بعرض كرونولوجي عن مراحل الوحدة الأوروبية بدءاً من عام 1950م وحتى 2010م واستكمل ببيانات جغرافية ومالية مختصرة عن الاتحاد الأوروبي وعملته (اليورو) وآفاقه المستقبلية.

نقف أمام المفصل الاقتصادي لألمانيا، ثالث قوة اقتصادية عالمية بعد الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، كما احتلت ألمانيا المرتبة الأولى من حيث الصادرات عام 2004م.

يقف القارئ أيضاً أمام الواقع المتطور في قطاع التعليم بكل أشكاله والتقدم الذي حققته في مجال البحوث العلمية ثم يقف القارئ أمام حصاد ألمانيا في مجال الاختراعات والابتكارات في مجال وسائل النقل (الدراجة والأيرباص) والعلوم (نظرية النسبية) وهذا غيض من فيض.

هناك قائمة بالعلماء والأدباء الألمان الذين حصدوا جائزة نوبل وبراءات الاختراع التي بلغت (23044) براءة اختراع ويجد القارئ نفسه بحاجة إلى معرفة أحوال المجتمع في مجال المشاركات والتأمينات ورعاية المسنين والمكتبات (5000) مكتبة لبيع الكتب و(14000) مكتبة عامة وهناك (180) مسرحاً حكومياً و(190) مسرحاً خاصاً. للأمة الألمانية نصيب وافر من حركة الفلسفة والأدب والموسيقى والعلوم وبإمكان القارئ أن يطل على تلك الأمة ونصيبها من نافذة هذا الكتاب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى