الرويشان ودان مطبق عبدالقوي

> «الأيام» صالح حسين الفردي:

> انطلقت في النصف الثاني من يوليو العام الماضي فعاليات المهرجان الأول للدان (الحضرمي) الذي استضافته العاصمة صنعاء، وعلى الرغم من التغاضي عن أخطاء وإخفاقات البدايات لكل فعل ثقافي وفني كبير التي التمسناها لقيادة وزارة الثقافة، في وقت كانت الملامح الأولى لقيام هذا الحدث الذي ينتمي إلى أهم مقوم من مقومات الهوية الفنية لمحافظة حضرموت بأصالتها وعراقتها الثقافية والتراثية الأصيلة، تنم عن عدم الجدية في النهوض بهذا الحدث إلى مستوى رفيع من العرض والطرح والدراسة والقراءة والبحث التأصيلي لكل ألوان الدان وتنويعاته الثرية الباذخة والمتغلغلة في الوجدان الجمعي منذ زمن بعيد، فقد عكست الإجراءات المتبعة لانطلاق المهرجان الأول للدان (الحضرمي) مدى ما يهدف إليه القائمون على إخراج الفكرة إلى حيز الوجود من ترويج إعلامي، لا يغني ولا يسمن من جوع، إضافة إلى قيام قيادة وزارة الثقافة بتكليف (متعهدين) من خارج إطار مكتبي فرعيها بحضرموت (ساحلاً ووادياً)، هذا التجاوز من قبل قيادة الوزارة لمديري مكتبيها بحضرموت يضع أكثر من علامة استفهام.

فهل تفعل ذلك مع بقية مكاتبها بالجمهورية، أم أن لحضرموت خصوصية دعت إلى ذلك، وما هي المميزات والمواهب الخاصة التي يحملها كل من متعهد ساحل حضرموت لوزارة الثقافة الشاعر الشعبي محمد عبدالقوي الحباني والإعلامي نبيل سعيد مطبق متعهد الوادي، ولمَ لا يتم ترفيعهما إلى درجة مسؤولي المكتبين؟!

وإذا كان هذا الحال قد صاحب المهرجان الأول، وكنا نعتقده خطأ، فالعودة إليه في مهرجان الدان (الحضرمي) الثاني يصل إلى حد الخطيئة مع سبق الإصرار والترصد، كما يقال، فهل الوزير المثقف خالد الرويشان يدرك ذلك أم أن سماسرة وزارته يدفعون بهذه العشوائية في التنسيق، ويعمدون إلى تهميش الفروع؟ فإن كان ذلك فالمصيبة عظيمة، وإن كان استمراراً لتداعيات لوحة مركز بلفقيه بالمكلا فالمصيبة أعظم، خاصة وأن هذا المركز ليس به حراك ثقافي إلا من إضاءته كل مساء بأنوار ملونة زاهية بديعة، ولكن الصورة تناقض نفسها في اللحظة نفسها، بالرغم من تزامن هذا الموعد السنوي لدان حضرموت المركزي ومهرجان (البلدة) السياحي بالمكلا الذي لم ينل حتى في نسخته الثالثة رضى الوزير الرويشان، كما نعتقد، وإلا لتم دمج مهرجان الدان (الحضرمي) بفعاليات البلدة بمدينة المكلا بوصفها حاضرة حضرموت، لكي يصبح حضور الوزير في المشهد الفني والثقافي بحضرموت ملموساً ومكثفاً، ولسخرت الإمكانات الكبيرة لإنجاح هذا الفعل الثقافي السياحي التكاملي في أجمل صورة، فهل يفعلها الوزير المثقف الرويشان العام القادم لكي يذيب الجليد بينه ومثقفي حضرموت؟!

ومن الغريب المعيب أن هذه الفهلوة والكلوتة صاحبت المهرجان الثاني بالمتعهدين أنفسهما، وتم شحن فرق الدان إلى العاصمة صنعاء، وظل الحال من سيء إلى أسوأ، وهو ما شهدته أروقة الفندق الذي استضاف الوفد المشارك من حساسية وتفرقة تغذى من وراء ستار بين الوفد الواحد لحضرموت (ساحلا وودايا) وحالة التشرذم التي لم يستطع العقلاء السيطرة عليها لتجسيد وجه حضرموت الثقافة والأصالة والعمق، ولكن كيف يرسم هذا المشهد الجميل في زمن المتعهدين اللذين يبحثان عن المصالح والمنافع الذاتية ويعملان على فرض الشللية حداً بلغ بأحدهما أن اصطحب معه خمسة من أبنائه في وفد الدان بحثاً عن تضخم الرصيد، ولكن من غير المقبول أن يرتضي مديرا مكتبي الوزارة بالمحافظة هذه الوضعية المهشمة لدورهما وعملهما الذي لم يعد قائماً إلا من صرف مرتبات الموظفين دون فعل ثقافي يذكر.

والآن وبعد أن انتهى المولد، وصاحبه مازال غائباً، كما وصف لي أحد أعضاء الوفد الذين وعوا كل هذه الإشكالات وتداعياتها على زمن الدان الحضرمي ورواده الأفذاذ الحقيقيين.

ولمسنا في حديثه كثيراً من المرارة والوجع والأمل في تغير الحال إلى وجهه المشرف المشرق الذي رسمه لوحة جميلة متناهية في الدقة والعمق والقوة، بعيداً عن أجواء النفاق والصوت الناعق غير المكترث بقضايا الوطن وهموم المواطن، كما هو اليوم حال دان (مطبق عبدالقوي).

وفي همسة الختام نتوجه للأخ الوزير المثقف الرويشان بالسؤال التالي: أين هذه الأسماء الخالدة في سماء الدان بحضرموت من التكريم:

الشاعر المخضرم- أطال الله في عمره - حسن عبدالله برحف العكبري. والشعراء (سالم مبارك باسماعيل، كرامة سعيد الحضرمي، علي بوسومح، حسين بامساطر، عوض سالم باغطـا) والمغني المشهور الراحل صالح سالم باغطا؟!

كل هذه الأسماء المتعملقة في زمن الدان الحضرمي، بالتأكيد ليست في ذاكرة متعهدي الوزارة لمهرجان الدان (الحضرمي).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى