> بدأت السلطات البريطانية والباكستانية أمس الجمعة التحقيق مع 31 مشتبها بهم على صلة بمخطط واسع تم احباطه وكان يهدف الى تفجير قرابة عشر طائرات متوجهة الى الولايات المتحدة خلال ايام، مع الاعلان في الوقت نفسه عن عودة الوضع الى طبيعته في المطارات الاوروبية، عدا بريطانيا.

واعلن وزير الداخلية البريطاني جون ريد الابقاء على مستوى التهديد من حدوث اعتداء ارهابي في المستوى "الحرج" وهو الخامس والاعلى ويعني وفق التصنيف الجديد المعتمد منذ الاول من اب/اغسطس وجود خطر بحدوث اعتداء "وشيك".

وقال ريد ان المحققين يعتقدون انهم اعتقلوا "ابرز المشتبه بهم"، لكنه قال انه من المستحيل ان يكون المرء "واثقا مئة بالمئة" في مثل هذه الامور وان التحقيق مستمر.

ورفع مستوى التأهب الامني في يوليو 2005 التي اودت بحياة 56 شخصا,وشكر ريد باكستان على تعاونها في التحقيق.

واخضعت المجموعة للمراقبة قبل عدة اشهر. ونقلت صحيفة "ذي غارديان" ان الاستخبارات نجحت في احباط المخطط بفضل الكشف عن امر صدر من باكستان بالبدء باعداد التفجيرات.

واعلنت باكستان انها ساعدت في الكشف عن الم خطط مع توقيف سبعة اشخاص الاسبوع الماضي بينهم بريطانيان من اصل باكستاني.

وتم توقيف 24 اخرين أمس الأول الخميس في لندن في هاي ويكم (غرب لندن) وبرمنغهام في وسط بريطانيا.

وكشف البنك المركزي البريطاني أمس الجمعة عن اسماء 19 منهم عبر تجميد اموالهم مما يعني ان السماح لهم بالحصول على اموالهم دون ترخيص من وزارة المالية يعتبر جريمة.

واتضح من اللائحة ان المشتبه بهم، مثل منفذي تفجيرات 2005، جميعهم بريطانيون مسلمون. ويبلغ عمر اصغرهم 17 عاما واكبرهم 35 عاما، فيما كان معدل اعمار الباقين في منتصف العشرينات.

وتشير اسماؤهم الى انهم من اصل آسيوي، واختار اثنان منهم اسمين مسلمين بعد اعتناقهما الاسلام.

وبين المعتقلين عامل بناء وموظف في مطعم بيتزا وحارس وكذلك طالب ورئيس جمعية اسلامية في جامعة متروبوليتان في لندن، وشقيقان يبيعان السيارات. وعدد منهم لديهم اطفال وواحد زوجته حامل,ويمكن للشرطة ان تبقيهم موقوفين 28 يوما قبل ان توجه التهمة اليهم.

وقال مسؤول حكومي باكستاني ان احد البريطانيين اوقفا في مدينة كراتشي جنوب باكستان والاخر في مدينة لاهور في الشرق.

واضاف ان الموقوفين "عضوان اساسيان في الخلية البريطانية.التوقيفات في باكستان تمت قبل تحرك لندن".
وقال "كانا على علم تام بمخطط تفجير الطائرات وتم نقل المعلومات الى الاستخبارات البريطانية والاميركية".

وكشفت معلومات جديدة أمس الجمعة ضخامة المخطط. وقالت مصادر شبه رسمية انه كان يستهدف بين 6 و17 طائرة.

وذكرت صحف بريطانية نقلا عن مصادر امنية أمس الجمعة ان المخطط كان يستهدف تنفيذ ثلاثة تفجيرات بفارق ساعة بين كل منها. ولا يعرف بعد ان كانت التفجيرات ستتم فوق بريطانيا ام فوق الاطلسي ام مع وصول الطائرات الى الولايات المتحدة.

وكان المخطط الذي قال مسؤولون اميركيون انه الاخطر منذ تفجيرات ايلول/سبتمبر 2001، يقوم على تهريب سوائل قابلة للتفجير في عبوات مشروبات الطاقة في حقائب يد المشتبه بهم,وكان يفترض تجميع السوائل لصنع قنابل على متن الطائرات,وصادرت الشرطة العديد من اجهزة الكمبيوتر والاكياس من منزل داهمته في برمنغهام.

ونقلت محطة التلفزيون الاميركية "اي بي سي" عن مصادر اميركية لم تسمها ان خمسة مشتبه بهم لا يزالون هاربين، بينهم العقل المدبر للمخطط.

وقال مسؤولون اميركيون ان المخطط الذي كان يستهدف عشر طائرات يحمل بصمات تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن.

وفي حين نقلت وكالة الانباء البريطانية برس اسوسييشن عن مصادر في الشرطة قولها ان المخطط كان يستهدف تسع طائرات، ذكرت وسائل اعلام بريطانية اخرى ان عدد الطائرات يتراوح بين خمس و12 طائرة.

وذكرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية ان ضباط مكافحة الارهاب نفذوا مداهمات واعتقلوا 24 مشتبها بهم معظمهم من اصل باكستاني بعد معلومات مفادها ان المخططين قد يتحركون لبدء التنفيذ "خلال 48 ساعة".

وقال مسؤول في الاستخبارات الاميركية طلب عدم الكشف عن اسمه ان المخطط كان يستهدف طائرات تابعة لشركات يونايتد ايرلاينز واميركان ايرلاينز وكونتيننتال ايرلاينز متوجهة الى نيويورك وواشنن ولوس انجليس وربما مطارات اخرى مثل بوسطن وشيكاغو.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان المعلومات الاولى عن المخطط وردت في تموز/يوليو 2005 بعد التفجيرات الانتحارية التي استهدفت وسائل المواصلات العامة في لندن.

واضافت نقلا عن مسؤولين اميركيين واوروبيين في مكافحة الارهاب ان التحقيق شمل نحو خمسين مشتبها بهم، واتخذ قرار التحرك خشية ان يتمكن المنفذون من الهرب.

واضافت ان المشتبه بهم وضعوا تحت مراقبة مشددة وكانوا يغيرون باستمرار خططهم ويستعدون لتجربة كان يفترض ان تجري خلال بضعة ايام.

وقال مسؤول اميركي ان الامر ليس شيئا اكتشفته الاستخبارات البريطانية "ام آي 5 قبل ثلاثة اسابيع، كانوا يراقبون هؤلاء الناس منذ فترة طويلة، منذ عدة اشهر"واضاف "بدأت ملامح التهديد تتضح خلال الاسابيع الماضية".

وكان المخطط يقوم على تفجير الطائرات في الجو باستخدام مادة البيروكسايد،استنادا الى خبير اميركي لم يفصح عن تركيبة العبوات المتفجرة التي يسهل الحصول على مكوناتها من السوق,وتم ابلاغ الرئيس جورج بوش منذ الأحد الماضي بنتيجة التحقيقات، كما اعلن البيت الابيض.

ويوم أمس الأول الخميس قال نائب رئيس الشرطة البريطانية بيتر كلارك، رئيس شرطة لندن لمكافحة الارهاب، ان الشرطة "تحركت بصورة عاجلة" في الليل مع بلوغ العملية "نقطة حرجة"،دون مزيد من التفاصيل.

وقال وزير الامن الداخلي الاميركي مايكل تشرتوف أمس الأول الخميس انه تم العثور على قنابل في منازل الموقوفين، بينما قالت صحيفة "التايمز" الجمعة نقلا عن مصادر حكومية بريطانية لم تسمها، انه تم العثور على شريط فيديو يتضمن "وصية استشهادية" سجلها على ما يبدو شخص يعتزم تنفيذ عملية انتحارية في منزل اقتحمته الشرطة,ولكن الشرطة رفضت التعليق على ذلك.

وشددت الولايات المتحدة وبريطانيا مستويات التحذير من هجمات,وبالتالي ادى تشديد الاجراءات الامنية الى تاخير الرحلات في المطارات البريطانية، مما ارغم العديد من الشركات على الغاء رحلاتها وتسبب بحالة من الفوضى في حركة الطيران أمس الأول الخميس.

ويفترض مستوى التهديد "الحرج" الذي ابقي عليه تفتيش جميع الركاب جسديا ومنع كافة السوائل والحقائب اليدوية على الطائرة عدا حاجيات اساسية يفترض وضعها في اكياس شفافة.

وتراجعت أمس الجمعة حالة الفوضى التي عمت المطارات البريطانية والاوروبية بعد 24 ساعة من اعلان بريطانيا حالة التأهب القصوى قبل فجر أمس الأول الخميس.

وبعد الغاء المئات من الرحلات أمس الأول الخميس بدأت شركات الطيران أمس الجمعة تسيير رحلاتها مع تحذير الركاب من التأخير وساعات الانتظار بسبب تشديد الاجراءات الامنية وخصوصا لركاب الطائرات المتوجهة الى الولايات المتحدة.

وبدأ الوضع يعود الى حالته الطبيعية في المطارات الاوروبية رغم العديد من حالات التاخير في الرحلات القادمة من بريطانيا.

وفي كل المطارات، تم تاخير الركاب المتوجهين الى الولايات المتحدة بسبب تشديد التدابير الامنية. وطبقت الاجراءات نفسها على المسافرين الى بريطانيا.

وطبقت المطارات بحرفية التعليمات التي تمنع نقل اي سائل في حقيبة يد الركاب المتوجهين الى الولايات المتحدة. وبذلك منعت المشروبات والشامبو وجل الشعر وكريمات الشمس وغيرها من مواد التجميل ومعجون الاسنان.

وفي حين منعت بريطانيا حمل حقائب يد الى الطائرة لم يطبق ذلك في كل المطارات الاوروبية. ويستثنى من المنع الحقائب التي تحتوي على حليب الاطفال وادوية ووثائق الهوية.

وقالت بريتش ايرويز انها ستسير 70% من رحلاتها من لندن-هيثرو، اكبر مطارات اوروبا، لكنها الغت 120 رحلة داخلية واوروبية بالاضافة الى ست رحلات عبر الاطلسي.

ووصلت كل الطائرات الى هيثرو في ميعادها عدا تلك القادمة من الولايات المتحدة التي تصل بتاخير عدة ساعات.

كما الغت شركة ايزيجت البريطانية 112 رحلة وشركة رايان-اير ثلاثين رحلة،وخصوصا الرحلات التي يمكن بلوغها بالقطار. ولم تلغ فيرجن اتلانتيك التي تقلع الى اميركا الشمالية ايا من رحلاتها التي طرأ اليها تاخير كبير,وظل الوضع صعبا في مانشستر حيث تاخرت الرحلات الى الولايات المتحدة 17 ساعة,وبدأت الحالة تعود الى طبيعتها في اسكتلندا رغم الغاء 36 رحلة.

اما في المطارات الاوروبية الثلاثة الكبرى، فرانكفورت وباريس-شارل-ديغول وامستردام-شيبول، فيتوقع العودة الى الوضع الطبيعي الجمعة، رغم بعض التاخير وبعض الالغاءات.

وعاد الوضع طبيعيا في باقي مطارات اوروبا. واعيد تسيير رحلات من فيينا وصوفيا واستوكهولم وبراغ الى لندن.

وفي باكستان، تم تشديد الاجراءات الامنية في المطارات التي وضعت في حالة تاهب منذ الاعلان عن كشف المخطط أمس الأول الخميس، كما قال مسؤول في وزارة الداخلية.

ونشرت فرق من الشرطة المسلحة في مطارات كراتشي ولاهور واسلام اباد واخضع الركاب لاجراءات تفتيش مشددة.

ولم يتم الغاء اي من الرحلات الى بريطانيا او الولايات المتحدة لكن طلب من الركاب الحضور قبل ثلاث ساعات من موعد الاقلاع.(أ.ف.ب)