قرية هندية تنشيء لنفسها موقعا على الانترنت

> الهند «الأيام» جوناثان الين :

> أنشأت قرية هندية موقعا لنفسها على الانترنت لتجعل العالم الخارجي يلقي نظرة على الريف الهندي,ويمكن لزائري موقع القرية على الانترنت رؤية أسماء ووظائف وغيرها من التفاصيل التي تخص 1753 من سكانها وتصفح صور المتاجر وقراءة المواصفات الخاصة بشبكة الصرف الصحي وشبكة الكهرباء.

ولكن أغلب السكان لا يمكنهم بعد تصفح موقع قرية هاندسيهار لأن القرية ليست متصلة بالانترنت.

وعلى الرغم من ذلك يأمل سكان القرية أن يضعهم الموقع على صلة بالعالم خارج إطار حقول الأرز الغارقة بالمياه المحيطة بهاندسيهار التي تقع في حزام زراعي غني في ولاية هاريانا بالشمال,وقال المزارع اجايب سينغ "ستكون ثورة".

ويأمل هو والسكان الآخرون بالقرية أن يساعد الاتصال بالعالم الخارجي في الإسراع من التحسينات التي أدخلت على البنية الأساسية والخدمات المتداعية في هاندسيهار مثل نقص إمدادات الكهرباء,ويشكو السكان من أن الحكومة الهندية تجاهلت هذه القرية طويلا.

ومضى سينغ يقول "الآن يمكننا أن ننشر مشاكلنا على موقع الانترنت لا يمكن للحكومة بعد الآن أن تقول لا أعلم."

ولكن سكان القرية الأصغر سنا وأغلبهم لم يبعث بعد بأول رسالة بريد الكتروني يعتزمون استخدام الانترنت في المساعدة على الإسراع من خروجهم من تلك القرية من خلال البحث على الانترنت عن أماكن الدراسة وفرص العمل في المدن الكبيرة.

استعان جاسفير سينغ (21 عاما) استعدادا لذلك بثاني جهاز كمبيوتر في القرية لتعلم كيفية الكتابة على لوحة المفاتيح,وهو يقول إنه يمكنه الآن كتابة 25 كلمة في الدقيقة وإن سرعته آخذة في الزيادة.

ويريد سينغ الالتحاق بأحد معاهد الإدارة الكبرى في الهند وربما يمكنه في يوم من الأيام الالتحاق بمعهد في الخارج.

وتقول نانكي ديفي (21 عاما) بنبرة هادئة إن مستقبلها سيكون مقتصرا على العمل في خدمة المنازل إذا ما بقيت في القرية التي يخفي نساؤها وجوههن عن الرجال الغرباء.

ومضت تقول وهي تطرق خجلا "لا يمكنني الاستقلال إلا في مدينة."

ومثل تلك الطموحات هي بالضبط ما كان كانوال سينغ يرغب في خلقها عندما أنشأ موقع الانترنت للقرية التي ولد فيها.

ولا توجد فرص عمل تذكر في هانسديهار بخلاف الزراعة أو إدارة المتاجر الصغيرة التي توفر البضائع للمزارعين.

وفي حين أن أغنى أسرة أو أسرتين تمتلك سيارات فإن أغلب السكان لا يملكون إلا الأبقار التي تربى في الأفنية الأمامية للمنازل,وتخلو الطرق المتربة من الحركة المرورية تماما باستثناء المزارعين الذين يركبون جرارات من حين لآخر.

توضع صورة لمجلس القرية على موقع الانترنت خلال انعقاده لمناقشة قضية ثور مفقود. ويقول سكان القرية إن هذا الثور لم يعثر عليه أبدا وإن هناك شبهة سرقة.

وقال كانوال سينغ الذي ترك القرية منذ فترة طويلة ليعمل في تصميم مواقع على الانترنت في الحكومة المحلية بتشانديجار إن الافتقار إلى الفرص جعلت سكان القرية لا يملكون خيارات تذكر بخلاف الزراعة حتى وقت قريب.

وفي زيارة قام بها مؤخرا للقرية وبخ برفق نحو عشرة من سكان القرية قائلا لبعضهم إنهم لا يملكون روح المبادرة. ولم يتمكن أي منهم من الرد.

وقال لرويترز في وقت لاحق وقد بدا عليه الإحباط "بعض الشبان هنا لديهم الكثير من الإمكانيات ولكنهم لم يكتشفوها بعد."

ولهذا السبب قرر إقناع مجلس القرية بالمزايا التي ستجنيها القرية من موقع الانترنت وتوصيلها بالشبكة الدولية.

وليس هناك الكثيرون من سكان القرية ممن لديهم معلومات عن الانترنت ولكن سينغ سرعان ما تمكن من شرح المباديء الأساسية.

وقال للسكان وهو يقدم لهم عرضا للشرح أن بإمكانهم اختيار أي صورة لنجمة من نجمات السينما الهندية وثم يمكن بعدها الاطلاع على المئات من صورها,ولكنه سارع بإبراز الاستخدامات الأخرى للشبكة.

ويأمل الآن مزارعو هانسديهار أن يتمكنوا من الحصول على أسعار أفضل لمحاصيلهم من خلال التجارة عبر الانترنت دون الاستعانة بالوسطاء.

كما أن النجارين والبنائين سيعرضون خدماتهم على الانترنت. وسيضع آخرون سيرهم الذاتية في مواقع توفير فرص العمل عندما يتم التوصيل الانترنت للقرية لأول مرة.

وستتاح المساحة اللازمة لهازور سينغ وهو مدرس رياضيات لنشر بحثه المقبل الذي يصف فيه أوجه الشبه بين الطبيعة الإلهية ومجموعة النظريات الرياضية.

وقال شاب أعزب واحد على الأقل إنه سيبدأ البحث عن زوجة عبر الانترنت.

ولكن الهدف الكبير هو تشجيع عدد أكبر من القرى الهندية والبالغ عددها 640 الفا على التعريف بنفسها عبر الانترنت والاتصال ببعضها بعضا لخدمة قضية الريف الهندي الذي يضم عشر سكان العالم.

ويقول كانوال سينغ "تعين علينا البدء من نقطة ما.. فلم لا يكون هنا. تبدأ الأعمال الخيرية من الداخل... ولكن الآن كل القرى المجاورة معجبة بما يحدث وتقول إنها تريد موقعا خاصا بها." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى