مشروع مياه امعين .. إحباط ويأس .. ووعود كثيرة

> «الأيام» عمر بن الشيخ أبوبكر:

> أحالت مشكلة المياة حياة الأهالي بمنطقة امعين بمديرية لودر محافظة ابين الى حسرة وألم وعبروا عن أسفهم مما اصابهم من إحباط ويأس كبيرين من عدم الايفاء بالوعود لوضع حلول جذرية لهذه المشكلة التي استنفدت طاقاتهم ومدخراتهم.

«الأيام» رصدت حجم معاناة المواطنين من خلال عدد من اللقاءات.. فإليكم حصيلتها:

تحدث أولاً الاخ محمد عبدالله المسقعي، رئيس جمعية آل ديان بمنطقة امعين قائلاً: «انشئ مشروع المياه في مطلع السبعينات على نفقة الأهالي حيث كان يغطي جميع القرى المجاورة لمنطقة امعين واستمر عمل المشروع بنجاح فائق حتى مطلع الثمانينات من القرن الماضي».

وأضاف: «بدأت المعاناة بعد ضم مشروع مياه امعين مع مشروع مديرية لودر عاصمة المديرية وازدادت سوءاً بعد استئصال المشروع قرية بعد قرية ابتداء من قرية امسلامية ثم عراكبي ثم منطقة امعين والقرى المجاورة لها حتى صارت اغلب القرى والمناطق محرومة من مياه الشرب ولم يتبق من المشروع إلا جزء بسيط في منطقة امقاع التي تواجه حالياً ازمة شديدة بسبب شحة ضخ المياه إليها بعد تلف إحدى المضختين اللتين تعملان هناك».

وقال المسقعي: «وقد تم بموجب توجيهات مركزية تشكيل جمعيات اهلية لمستخدمي المياه حيث تم تشكيل جمعية آل ديان لمستخدمي المياه بحضور بعض قيادات السلطة المحلية ممثلة بالأمين العام للمجلس المحلي بمديرية لودر ومندوب مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بمحافظة أبين .. وبدأت اللجنة بمتابعة اعمالها بالتنسيق مع السلطة المحلية والهيئة العامة لمياه الريف في ابين وتم خلالها توفير الشبكة لمنطقة امعين وشبكة أخرى لقرية امقاع والقرى المجاورة لها، وتم مد الانابيب المتوفرة مع متابعة النقص الموجود مع فرع الهيئة بالمحافظة وبتوجيهات من م. فريد مجور، محافظ المحافظة تمت الموافقة على اعتماد وصرف الانابيب الناقصة وشراء مضخة ليتم تشغيل البئر الثانية بحيث تغطي العجز في المياه وإيصالها الى المناطق المحرومة». ونوه رئيس جمعية آل ديان بأن المشروع متوقف حتى اللحظة والأمل في استمرار العمل فيه خلال الايام القليلة القادمة.

وأوضح أن اللقاء الذي ضم الاخ المحافظ ومدير عام مشاريع مياه الريف بأبين وعضو اللجنة الدائمة ورئيس جمعية آل ديان وعدد من مشايخ وأعيان المنطقة في 23 من يوليو الماضي تم فيه الاتفاق على تنفيذ العمل بالمشروع واستكمال النواقص والعمل على سرعة ايصال المياه للقرى والمناطق المحرومة.

< الأخ ناصر محمد أحمد مخاير، أحد موظفي منطقة امعين قال: «نحن نعاني ازمة حقيقية في إمدادات مياه الشرب، وحتى اللحظة لم تحظ منطقة امعين بنصيبها في مشروع المياه على الرغم من أن هناك مشاريع خدمية وتنموية عديدة حظيت بها مختلف مناطق وقرى الجمهورية اليمنية».

وأضاف: «مع الاسف لم يتحرك هذا المشروع قيد أنملة وظل الاهالي يجلبون المياه من آبار مكشوفة تبعد عن المنطقة بمسافات طويلة تصل الى ثمانية كيلومترات وعلى ظهور الحمير، الأمر الذي أرهق الاطفال والنساء من هذه المعاناة الشاقة وتحت حرارة الشمس المحرقة، ولا نخفي ما تحمله صدورنا من معاناة في سبيل الحصول على المياه، والتي نود طرحها على صفحات «الايام» الغراء فقد سقمنا من الوعود التي يطلقها الإخوة المسئولون خصوصاً وأسعار المياه في المنطقة دخلت موسوعة جينيس للارقام القياسية فقد بلغت أسعار المياه للبرميل الواحد مائة وخمسين ريالاً وسعر الوايت ثلاثة آلاف ريال ويصل أقل استهلاك للأسر 7 آلاف ريال، بينما الأسر الكبيرة تستهلك شهرياً أكثر من عشرة آلاف ريال.

< من جانبه أوضح المواطن حلمي محمد حسين الكوني، من أهالي امعين أن اقدامهم قد حفيت وأحوالهم انهارت وأصبح الماء شغلهم الشاغل، ووصف المشروع الحالي للمياه في منطقة امعين بأنه شماعة يعلق عليها المسؤولون آمالهم في حين مضى على المشروع أكثر من خمسة عشر عاماً ولم يتحرك خطوة تعطي الأهالي املاً في الحصول على الماء.

< وخلال الجولة التي قامت بها «الايام» في منطقة امعين تحدث المواطن صالح شيخ علي هبي، من قرية امقاع، إحدى ضواحي منطقة امعين وعبر عن معاناة الاهالي من انعدام المياه وقال:

«نشفت عروقنا ومتنا ضمأ والمحافظ يعدنا ولكن أنابيب المشروع تكسرت من الذحل (الصدأ)».

أخيراً إن ما تعيشه منطقة امعين بمديرية لودر من مأساة حقيقة في مياه الشرب بحاجة الى وقفة جادة من قبل الجهات المسئولة لحل ازمة المياه في هذه المنطقة وغيرها من المناطق المجاورة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى