نصر الله: سندفع ايجار عام وتكلفة أثاث لمالكي نحو 15 الف منزل دمرت تماما .. إسرائيل وحزب الله طلبا من قوات الأمم المتحدة التدخل لتجنب تفاقم الوضع بعد اشتباك

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
امرأة لبنانية تجهش بالبكاء يوم أمس بينما كانت تمر بين اطلال احد الشوارع بالضاحية الجنوبية ببيروت المدمرة
امرأة لبنانية تجهش بالبكاء يوم أمس بينما كانت تمر بين اطلال احد الشوارع بالضاحية الجنوبية ببيروت المدمرة
قال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في رسالة متلفزة امس الاثنين ان مقاتليه حققوا نصرا استراتيجيا وتاريخيا على إسرائيل وان الوقت غير ملائم من أجل اجراء نقاش علني بشأن نزع سلاح الجماعة، وان انهاء مسالة سلاح حزب الله لا يحسم "بعجلة"، ناصحا بعدم اللجوء "الى التهويل والضغط والاستفزاز"، من دون ان يرفض بشكل واضح نزع سلاح حزبه جنوب الليطاني.

وقال منتقدا بشدة اثارة وزراء لبنانيين خلال اليومين الماضيين موضوع نزع سلاح حزب الله، "المستغرب ان ما كان يدور النقاش حوله هو وضعية السلاح والمقاومة في منطقة جنوب الليطاني"، مضيفا "الآن لا يطالب احد حتى العدو ولا المجتمع الدولي لبنان بان يسارع الى نزع سلاح المقاومة"، وان "المسألة وضعت في اطار المعالجة البعيدة الامد للحل الدائم".

وتابع نصرالله "لكن للاسف وجدت بعض الاصوات لتقول: اذا كان المطلوب ان نكون جنوب النهر منزوعي السلاح، اذا ما فائدة السلاح شمال النهر؟"، من دون ان يقول بوضوح ما اذا كان سيقبل بنزع سلاحه جنوب النهر.

واضاف نصرالله ان هذه الاصوات تابعت ايضا مطالبة بالمبادرة "من الآن الى نقاش موضوع هذا السلاح.. ولا نرفض النقاش"، بل "يطالبون بانهاء هذه المسالة".

وقال الامين العام لحزب الله ان هذا الامر "لا يحسم بهذه الطريقة وبهذه العجلة. وانصح الا يلجأ احد الى التهويل والضغط والاستفزاز".

وتابع مستشهدا بكلام لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، ان "اقوى جيش في العالم لا يستطيع نزع سلاح حزب الله".

وتابع "المطروح للنقاش هو النظر في منطقة جنوب النهر ونحن كنا وما زلنا نناقش هذا الموضوع في الاطر الجادة والمسؤولة".

وقال متوجها مجددا الى وزراء "سربوا" كما قال نقاشات حصلت في مجلس الوزراء عن سلاح حزب الله الى الاعلام، "انتم تذهبون ابعد مما يطلبه الاسرائيلي والاميركي من لبنان".

وقال ان سلاح حزب الله هو "عنصر قوة" للدولة اللبنانية، داعيا الى عدم تضييع هذا العنصر.

وسأل ان كان المطالبون بتسليم حزب الله لسلاحه جاؤوا ومعهم "تحرير مزارع شبعا" ام "تحرير الاسرى من السجون" الاسرائيلية، ام يحملون "ضمانات حقيقية لحماية لبنان من العدو الاسرائيلي".

وجدد نصرالله تأييده لانتشار الجيش اللبناني جنوب النهر، الا انه سأل "هل يستطيع الجيش اللبناني بقدراته الحالية ان يخوض حربا اذا فرضت الحرب على لبنان؟".

واضاف ان "قوات الطوارئ الدولية اذا زاد عددها الى 15 الفا او خمسين الفا هل ستقف هذه القوات لتدافع عن لبنان او تحمي لبنان؟".

واكد مرة جديدة استعداد حزب الله للحوار "على طاولة الحوار" حول هذه المسالة التي وصفها ب"المعقدة التي لا يجوز تبسيطها".

ومضى يقول إن ذلك خطأ كبير وأن حزب الله بذل جهدا كبيرا لمنع أي ردود فعل من جانب أنصاره معتبرا أن ما حدث كان مهينا. ودعا نصر الله من وصفهم بأنهم محبو المقاومة إلى التغاضي عما سمعوه.

ودوت اصوات الاعيرة النارية تعبيرا على الاحتفال في ارجاء ضواحي بيروت الجنوبية المدمرة بشدة بعد الكلمة التلفزيونية التي القاها حسن نصر الله والتي جاءت بعد 12 ساعة تقريبا من بدء سريان هدنة للامم المتحدة وضعت حدا لقتال استمر 34 يوما.

وقال نصر الله "نحن أمام نصر استراتيجي وتاريخي للبنان والمقاومة وكل الأمة" بدون أي مبالغة.

واضاف أن حزب الله خرج من المعركة مرفوع الرأس وأن إسرائيل كانت المهزوم.

واشار نصر الله الى ان حزب الله كان في وضع افضل من الجيش للدفاع عن لبنان ضد اسرائيل.

وتساءل "هل يستطيع الجيش اللبناني بقدراته الحالية ان يخوض حربا اذا فرضت الحرب على لبنان."

واضاف "ان قوات الطواريء الدولية اذا زاد عددها الى 15 الفا او خمسين الفا هل ستقف هذه القوات لتدافع عن لبنان او تحمي لبنان من العدو الاسرائيلي عندما يقرر الاعتداء على لبنان."

وقال ان حزب الله سيبدأ على الفور في اصلاح المنازل التي تضررت جراء الضربات وقال ان الجماعة ستدفع ايجار عام وتكلفة أثاث لمالكي نحو 15 الف منزل دمرت تماما.

قوة الامم المتحدة تتدخل في الجنوب لسحب قوة اسرائيلية

علم من مصدر في الامم المتحدة ان جنودا عاملين في قوة الطوارئ الدولية التابعة للمنظمة الدولية تدخلوا امس الاثنين لافساح المجال امام سحب وحدة اسرائيلية قتلت اربعة مقاتلين من حزب الله خرقوا الهدنة.

وقال المصدر نفسه ان عيارات نارية اطلقت عند الظهر، اي بعد ساعات على بدء العمل بوقف الاعمال الحربية، باتجاه موقع للقوات الاسرائيلية في حداثا على بعد عشرة كيلومترات شمال الحدود.

واوضح المصدر ان الاسرائيليين ردوا على النار وقتلوا اربعة اشخاص ثم طلبوا من قوة الطوارئ تسهيل انسحابهم.

وقال المصدر ان قوة اليونيفيل تدخلت "لتجنب تفاقم الوضع".

ونقل مقاتلو حزب الله الاربعة الى مستشفى تبنين الحكومي.

في القدس اعلن متحدث عسكري ان "الجيش قتل اربعة مقاتلين من حزب الله على الاقل خلال اربعة احداث منفصلة" بعد دخول وقف الاعمال الحربية موضع التنفيذ.

وتابع المصدر نفسه ان قوة الامم المتحدة تدخلت في منطقة قريبة من بيت ياحون (8 كلم شمال الحدود بين البلدين) وساعدت الاسرائيليين في استعادة جثة لاحد الجنود.

وكان الاعلان عن وقف الاعمال الحربية فاجأ مقاتلين من الطرفين كانوا في مناطق منعزلة في القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني في بيت ياحون وحداثا.

وفي اول رواية للحادث قال مصدر آخر في الامم المتحدة ان كلا من اسرائيل وحزب الله طلبا من قوة الامم المتحدة التدخل.

ثلثا الاسرائيليين ممتعضون من قرار مجلس الامن

اظهر استطلاع للرأي نشر امس الاثنين ان ثلثي الاسرائيليين ممتعضون من قرار مجلس الامن الدولي الذي ترجم بوقف لاطلاق النار في لبنان.

وحسب هذا الاستطلاع الذي اجري لحساب صحيفة "غلوبز" الاقتصادية، فان 66% من الاسرائيليين الذين سئلوا رأيهم قبل بدء تطبيق وقف اطلاق النار صباح اليوم الاثنين اعتبروا ان هذا القرار ليس جيدا لبلادهم في حين اعتبر 31% منهم انه يشكل افضل نتيجة كان يمكن ان تحصل عليها اسرائيل في حين لم يعط الباقون اي رأي.

ومن جهة اخرى، اعرب الاسرائيليون عن احباطهم من العملية العسكرية التي شنت في 12 يوليو بعد اسر جنديين اسرائيليين من قبل حزب الله الشيعي اللبناني.

واعتبر فقط 3% من الاشخاص الذين سئلوا رأيهم بان هذه العملية اتاحت لاسرائيل تحقيق معظم اهدافهما مقابل 33% خلال استطلاع سابق اجري قبل 11 يوما. ويعتقد 58% من الذين سئلوا رأيهم ان بلادهم لم تحقق الا جزءا من اهدافها مقابل 16% خلال استطلاع سابق.

واجري الاستطلاع على شريحة من 500 شخص يمثلون شرائح الشعب الاسرائيلي مع هامش خطأ بمعدل 5،4%.

تساؤلات في اسرائيل عن النتائج الفعلية التي حققتها العملية العسكرية

دامت العملية العسكرية التي شنتها الدولة العبرية ضد حزب الله وزرعت الخراب في لبنان 34 يوما، بيد انها فشلت في تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في وقف اطلاق الصواريخ على اراضيها.

وانهمر حوالى 250 صاروخا على شمال اسرائيل قبل ساعات على دخول اجراء وقف الاعمال الحربية عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش حيز التنفيذ، ما اسفر عن وقوع قتيل و15 جريحا.

ودوت صفارات الانذار مجددا للتحذير من دفعات جديدة من الصواريخ في كل شمال اسرائيل، امس الاثنين، في ساعات الفجر الاولى.

وسخرت صحيفة هآرتس (ليبرالية) من تسمية "تغيير الاتجاه" التي اختارها الجيش الاسرائيلي للعملية اذ اشارت "بعد 33 يوما على عملية +تغيير الاتجاه+، لم يحصل هناك تغيير في الاتجاه".

وتابعت الصحيفة "بتعبير آخر، عشية وقف الاعمال الحربية، لم يتم بعد تحقيق احد الاهداف الرئيسية للعملية العسكرية".

ولا يزال الاسرائيليون يذكرون جيدا الاهداف التي حددها ايهود اولمرت قبل اطلاق العملية العسكرية ضد الحزب الشيعي، المتمثلة بتحرير الجنديين الذين خطفهما حزب الله في 12 يوليو، وتحييد امينه العام حسن نصرالله والميليشيا التابعة له، وبوقف التهديد المتمثل باطلاق الصورايخ.

بيد ان ايا من هذه الاهداف لم يتحقق.

واعتبر المحلل السياسي اكيفا الدار "بالغ اولمرت في تحديد حجم اهدافه عندما شن الحرب. ولم ينجح في تحقيقها". واضاف "لا يزال خطر اطلاق الصواريخ قائما، كما لم تتم استعادة الجنديين المخطوفين".

واسوأ من ذلك، وافقت اسرائيل على سحب جنودها في جنوب لبنان بموازاة انتشار الجيش اللبناني و"قوة اليونيفيل بعد تعزيزها"، في حين كانت السلطات الاسرائيلية تطلب في السابق ان يسبق تموضع القوة الدولية في الجنوب انسحابها منه.

وكانت الدولة العبرية ترفض اساسا اجراء مفاوضات لتحرير الجنديين المخطوفين، لكن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني عادت وقبلت بهذا المبدأ ضمنا.

بيد ان مسؤولا حكوميا رفيع المستوى طلب عدم الكشف عن اسمه اشار الى ان وضع اسرائيل بعد وقف المواجهات، بات افضل من وضعها قبل 12 يوليو.

واوضح "كان نصرالله يعتقد انه سيتمكن من اللهو بالمبتدئين ايهود اولمرت وعمير بيريتس".

اضاف "بيد ان المبتدئين اثبتا لزعيم حزب الله انهما قادران على التصرف تماما كارييل شارون (مهندس اجتياح لبنان العام 1982)، بل افضل منه". وتابع "في المرة التالية، سيفكر نصرالله مرتين قبل ان يستفز اسرائيل".

وما يعزز هذا الاعتقاد، وفقا لما افاد الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايغال بالمور ان "حزب الله بات تحت مجهر الهيئات الدولية".

واشار بالمور "الطوق القانوني الدولي يشتد حول حسن نصر الله"، وان كانت "طبيعة حسن نصرالله وحزب الله لم تتغير".

ويبقى العديد من الاسئلة معلقة بالنسبة للاسرائيليين. فهم ينتظرون ان يروا كيف ستعمل اليونيفيل "المعززة"، وبمعنى آخر، ما اذا كانت ستمنع حزب الله من الاقتراب مجددا من حدود اسرائيل الشمالية.

وتريد السلطات الاسرائيلية ايضا ان تتأكد من ان سوريا لن توصل الاسلحة الى الميليشيا الشيعية اللبنانية، وان الحكومة اللبنانية ستنجح في بسط سلطتها على كل لبنان، وان نفوذ ايران سيضعف وان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة سيضعان كل ثقلهما في سبيل تطبيق القرار 1701 حرفيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى