> ضيف جديد على صفحتنا هو أحد النجوم الكبار أصحاب المشوار الحافل والتاريخ الكبير، كونه صاحب مميزات غابت عند الكثيرين، إنه الكابتن جميل سيف لاعب نادي الجزيرة وشمسان والمنتخبات الذي رسم إبداعات خالدة على ملاعب كرة القدم وتميز بالمراوغة وتسجيل الأهداف والقوة الجسمانية وامتلك كل مقومات لاعب كرة القدم..لعب خلال عشرين عاماً مثل خلالها الوطن في ما يقارب السبعين مباراة دولية وسجل فيها 15هدفاً دولياً، وكثيراً من الأهداف المحلية..ولأني أعجز أن أصف النجم الكبير الذي يعتبر من بين أفضل من لعب كرة القدم على مستوى الوطن فإني أضع بعض ذكرياته في السطور القادمة:

أجمل أهدافي سجلتها في مرميي السعودية ووحدة عدن

البداية: اللعب مع الكبار
البداية التي ينهجها جميع اللاعبين كانت موجودة عندي.. هكذا بدأ الكابتن جميل سيف لاعب الجزيرة وشمسان والمنتخبات استعادة ذكرياته معنا إذ قال:« الحارة والمدرسة كانتا البداية قبل أن التحق بناشئي نادي الجزيرة آنذاك في العام 1968م في عمر كان مبكرا وفي العام 1970م خضت أول دوري رسمي بعدما التحقت بالفريق الأول بوجود الكابتن عبدالجبار عوض، وكون العمر مازال صغيراً فقد كانت مرحلة صعبة بأن تتواجد للعب مع لاعبين كبار سبقوك ولهم سمعة كبيرة، فقد كان هناك عبدالله خوباني (رحمة الله عليه) ، عبدالله شيباني، يحيى فارع، أحمد محسن المشدلي، عبدالرحمن بوتن، إسماعيل سعيد، يحيى محمد (مدرعات)، جميل قاسم .. انضمامي كان مع مجموعة ضمت محمد الحبشي، فضل عبدالفتاح، عبدالرزاق إبراهيم ومن خلال ذلك الانضمام أتذكر أنني خضت أول لقاءاتي الرسمية مع الجزيرة ضد فريق البريقة وكسبناه بهدفين لهدف سجل عبدالله خوباني هدفا وأنا سجلت الآخر فكانت تلك البداية مميزة وأعطتني ثقة لألعب مع نجوم كبار وأخوض مباريات قوية وصعبة في ذلك الوقت.

بروز أوسع
اللعب المبكر على مستوى الكبار تطلب مني جهداً من العام 70-75م حيث كنت أستفيد من كل الفرص التي تتاح لي للعب إلى جانب خبرات فصقلت موهبتي واكتسبت ثقة وتطورت يوماً عن يوم حتى العام 75م لأرسم خطي بشكل واضح وأصبح إسماً ذا وزن وحضور عند الجمهور الرياضي في الجزيرة وعلى مستوى البلاد، وكانت هناك مباريات عديدة نلعبها ضد الواي، الهلال، الاحرار، الشباب الرياضي وكم كانت تلك المباريات تصل إلى أعلى المستويات لأن تلك الفرق تضم لاعبين حقيقيين يمتلكون كل المقومات فكان التنافس على اشده وكان بروزي أوسع في هذه الفترة، حيث أصبح جميل سيف لاعبا بارزا جدا وسط كوكبة كبيرة جداً على مستوى الساحة».

مع المنتخب المدرسي
بالعودة إلى بدايته مع التمثيل الخارجي للوطن قال: «كان ذلك من خلال اختياري لعضوية المنتخب المدرسي في الدورة التي جرت في العراق عام 70م وكان الكابتن عزام خليفة هو من يشرف على هذا المنتخب الذي ضم أسماء كان لها شأن، ولعلي أذكر عادل إسماعيل، صالح هزاع، جميل القحم، فارض صعيدي، نجيب سعيد نعمان، د. خالد قاسم، محمد الحبشي وكثيرين، وفي الدورة لم أكن لاعباً أساسياً ولكن أعطيت لي أول فرصة ضد المنتخب الجزائري وتلك كانت بداية لمشوار دولي استمر طويلاً».

توثيق العلاقة مع المنتخبات
في العام 1972م قال جميل سيف إنه وثق علاقته بالمنتخبات وأصبح لاعباً أساسياً من خلال البطولة العربية التي استضافتها الجزائر فقدم مستوى أكد أنه جدير باللعب رغم وجود لاعبين كبار جداً يتذكر منهم غازي عوض، عزام خليفة، حسن جلعوم، نجيب سعيد، المرحوم عبده إسماعيل، أحمد علي مهدي، عبدالله مسعود وهناك في لحج عبدالله باشاذي (بيليه لحج)، علي حسن، سعيد دعالة وأسماء أخرى صاحبة أداء رائع قال عنها أنه لكي تكون بينها لا بد أن تمتلك الموهبة الحقيقية وتجتهد وتتدرب ليكون لك مكان والحمد الله في تلك المرحلة وصلت أنا إلى مرحلة نضوج بفضل ما امتلكته من خبرة، وأصبحت رقماً في كل المشاركات التي تلتها.

مباريات في الذاكرة
هناك مباريات كثيرة أتذكرها في مرحلة ما قبل الدمج، وكانت ضد أندية الهلال، الواي، الحسيني، الأحرار، والشباب الرياضي والحقيقة تلك المباريات لا يمكن أن ينساها أحد بسبب أحداثها وجمهورها والتنافس الذي كان حاصلا بسبب كم النجوم الموجودين في الأندية، ومنها مباراة جمعت فريقنا الجزيرة مع الهلال حيث سجلنا هدفا من لعبة بيني وبين يحيى فارع الذي وضعها في المرمى، وتفاجأنا بالحكم علي حاجب يلغي الهدف وهو هدف سليم فكررنا اللعبة وبنفس الطريقة حيث مررت بالكرة من على الخط فلعبتها لعلي فسجل هدفا وهو الوحيد في المباراة.

كذلك هناك مباراة ضد التلال في عام 80م وأيضاً حسمت بهدف سجلته بكرة رأسية رغم وجود المدافع عصام زيد بجانبي، وعلى المستوى الدولي هناك مباراة فزنا فيها على منتخب بورما بأربعة ورغم أنني لم أسجل فيها إلا أنني صنعت الأهداف الاربعة التي سجلها الماس، نور الدين، وعلي فارع .. وأذكر أن المنتخب في هذه المشاركة كان قد ضم عبدالله مسعود، عوضين، عادل اسماعيل، عزيز عبدالرحمن، ناصر هادي، عثمان خلب، عبدالله هرر وآخرين.

أهداف لها قيمة
في مباراة خضناها ضد الشعلة كان لا بد من الفوز كي نحقق بطولة الدوري، فسجلت فيها هدفين في مرمى خالد عاتق .. هدف بكرة ثابتة حركها عبدالرزاق ابراهيم فأرسلتها إلى المرمى، وهدف جاء من كرة باختراق وتسديد، وهذان الهدفان أوصلا شمسان إلى اللقب وهي المرة الوحيدة في تاريخ النادي وكانت عام 80م، حيث كان الفريق يضم: عادل اسماعيل، عادل سعيد، خالد البراق، طاهر البراق، عدنان قلعة، نعمان شاهر، عبدالله سعد، ناصر عقربي، وهبي فؤاد، حسين ميسري، قاسم شندق، عبدالرزاق إبراهيم، سعيد علي بن علي،نبيل محفوظ، عدنان ناشر،عمر عبده، سعيد إبراهيم ، وعبدالله المشدلي.

أهداف جميلة
- هدف في مرمى السعودية في مشاركة للمنتخب في سوريا وأذكر أن ناصر الجوهر، مدرب السعودية كان يلعب ظهيراً في تلك المباراة وجاء الهدف من خلال لعبة مشتركة، ما بين الماس، باعامر، وحسين عمار لتصل إلي فسددتها، وهذا من الأهداف التي جاءت بطريقة فيها فكر وبجملة تكتيكية وكان ذلك في 76م.

- ضد نادي الوحدة مع المنتخب المغادر إلى العراق وسجلت هدفا من ضربة زاوية مباشرة وكان الحارس عبده قارورة.

مواقف في حياة جميل سيف الرياضية

من المواقف التي يتذكرها قال:
«هناك موقفان الأول حصل في العراق في تصفيات أولمبياد موسكو وكان بطل الموقف المدلك علي عمر الذي كان يضع (زمزمية) الماء المملوءة أمامه وعند الاصابة يأخذها وينزل، وفي المباراة أصيب (عثمان خلب) فهرول المرحوم علي عمر وفتح (الزمزمية) للخلب كي يشرب فوجدها فارغة بعد أن شربها حسين جلاب الموجود معنا على دكة الاحتياط في تلك المباراة، وهذا من المواقف التي اضحكتنا كثيراً..كذلك هناك موقف بطله عثمان الخلب الذي تميز دائماً بالشجاعة وله مواقف عديدة، فقد توقف المصعد ونحن في رحلة مع المنتخب في سوريا فقام الخلب بكسر الزجاج رغم خطورة الموقف، وهذا الموقف لا ينسى لأننا لولا تدخل الخلب لأصبنا بالاختناق لا قدر الله».

خارج الذكريات
عن ابتعاده عن المواقع الرياضية قال: «أنا لست بعيدا فقد خضت تجارب تدريبية مع شمسان ومع المنتخب المدرسي في السعودية، وفي هذه الفترة أنا بعيد لماذا؟.. هذا سؤال لمن يديرون كرة القدم، حيث أبلغت انني عضو في اللجنة الفنية في الاتحاد ومع ذلك لا اتصال لحضور اجتماعات أو ما شابه ذلك رغم مرور شهور.

كما أن المواقع اليوم اصبحت تعتمد على العلاقات بعيداً عن الكفاءات والكل يعرف ذلك.. وأنا أرفض كما تعودت أن أطرق الابواب، فأنا راض بما حققته والوضع الذي أعيشه في حياتي العملية».

بصراحة
«الوضع الرياضي مصاب بالكثير من الأمراض ولا يسير وفق خطة عمل أو ما شابه ودعني أذكرك بشيء كيف أسس الالماني سبتلر بداية لمنتخب الامل حيث وضع هذا المدرب الأساس من خلال الاختيار وفق رؤية علمية فجاء المدرب أمين السنيني وواصل المهمة وحقق نجاحا كبيرا غير مسبوق..لذلك لن يكون هناك تطور مادامت الأمور تسير بعيدا عن التخطيط والتنظيم وقراءة التاريخ».

أنا وكثيرون قادرون أن نخدم الوطن
«ليس جميل سيف وحده، فهناك نجوم كبار مركونون وهم يمتلكون الكثير لخدمة كرة القدم ومسيرتها، ولكن ماذا تقول مادام هناك من لا يريد ذلك .. أنا على استعداد أن اتواجد في موقع تدريبي أو ما شابه لخدمة الوطن متى ما طلب مني ذلك بقراءة تاريخنا وليس بأمور أخرى».

مقتطفات من الحديث
> عبدالقادر حسن، عادل إسماعيل، محمد الحبشي لاعبون زاملوني فترة طويلة.

> عبدالجبار عوض شخصية رياضية تأثرت بها وأحببتها.

> حسين جلاب، عزيز سالم، نور الدين عبدالغني، أحمد مهدي، أحمد الراعي، عزيز عبدالرحمن، هرر، خلب، مبروك مهدي، منير مدهش، الماس، فضيل، علي نشطان، عادل اسماعيل، محمد جعبل، طارق ربان، وجدي أنور، ناصر هادي، حسين عمار، محمد شرف، جيل رائع قد أكون نسيت بعض الأسماء ولكني محظوظ أني تواجدت بينهم.

> مبروك مهدي مهاجم الشعلة والمنتخبات لاعب كبير وخطير وهداف بارع لم ينل ولو جزءاً بسيطاً من حقه.

> عبدالرب حسين وعبدالله النينو لاعبان جاءا بعدي وحملا بعض صفاتي وكنت أرى فيهما شيئاً من جميل سيف.

> هدف سجله علي نشطان في مرمى الجزيرة مع الشباب الرياضي من الأهداف التي تمنيت أنني أنا من سجلها.

> علي محسن مريسي هو اللاعب الذي لا يقارن أبداً فهو صاحب مواصفات خاصة.

> عبدالجبار عوض، علي محسن مريسي، عزام خليفة، أحمد محسن، عباس غلام، وخالد سالمين مدربون لهم بصمة في مشواري.

> مشاركتي مع المنتخب في سوريا عام 76م ذات خصوصية فقد كنت هداف البطولة الثاني بعد المغربي فراس أحمد.

بطاقة النجم

> الاسم: جميل سيف سعيد

مواليد: 3/9/1955

> لاعب ناديي الجزيرة وشمسان

> العمل: موظف في اليمنية

> الوضع الرياضي:عضو لجنة المنتخبات

> لاعب كرة دولي من 70-1984.