أكل الجمال وأول الرجال

> «الأيام» فهد سالم باصرة /جدة - السعودية

> قبل البدء في قراءة هذه الأسطر أنبه القراء الكرام بأن الجمال في عنوان المقال جمع جمل وهو ما نطلق عليه في لهجتنا المحلية (البعير) وليس الجمال بمعنى الحسن، وأعود لموضوعي فأقول إن ثمة بعض الأمثال التي نتعاطاها في ثقافتنا المحلية وهي ترسخ أنماطا سلبية على صعيد القيم الاجتماعية والصحية.

خذوا مثلا المقولة الشهيرة (فلان يأكل أكل الجمال ويقوم أول الرجال) العبارة غرضها الرئيسي الثناء والمديح على من يأكل اكلاً كثيرًا خلال مدة قصيرة، ومصدر الخطأ في المثل الذي يمدح على كل من يأكل بحجم البعير ويقوم أولاً، أن ذلك إساءة بالغة الى السيدة المعدة، تلك التي تتولى دفع ثمن امتثال صاحبنا لمثل كهذا.

فالأكل السريع يعطل عمل المعدة ويساهم في زيادة احتمالات التلبك، وكل طعام لا تقوم المعدة بأداء دورها الطبيعي حياله بالنظر الى كميته أو وقت بلعه يتحول إلى ترهل وشحوم وزيادة في الوزن.

قبل أيام كنت أتابع برنامج (اوبرا وينفري) وكان يعرض تجربة سيدة فرنسية فقدت من وزنها كميات كبيرة، فسألتها عن أهم أسرار فقدها لوزنها فقالت الأكل ببطء وإعطاء الطعام فرصته ليتم مضغه.

ومن جرب عرف ولو كان المثل يقول غير ذلك، فمعظم أمثالنا صيغت في ظروف متبانية ومختلفة، وبتنا نعيش في أجواء تتقاطع اختلافا مع تلك التي أطلق فيها أحدهم قوله: «يأكل أكل الجمال ويقوم أول الرجال».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى