مع الأيــام..الانتخابات والقبيلة والتغيير

> محمد عبدالله باشراحيل:

>
محمد عبدالله باشراحيل
محمد عبدالله باشراحيل
نصحني الأطباء عند زيارتي الأخيرة للعلاج في الأردن بضرورة التوقف عن العمل والابتعاد عن أية أمور تسبب الانفعال، وأخذ فترة زمنية للراحة والاسترخاء، إذا ما أردت الحفاظ على الصحة وتجنب حدوث أزمة، ولكن ما رافق العملية الانتخابية من إخفاقات وتجاوزات وتكتيكات مع انطلاق حملاتها الإعلامية وما سبقها وما تلاها وما نسمعه ونقرؤه من تصريحات لرئيس هذا الحزب أو ذاك وما يقال عن تحالفات حزبية وسياسية وما لها من خلفيات قبلية وما يلاحظ من ممارسات خاطئة تثير الشكوك، كل هذه الأمور اضطرتني أن أخالف تعليمات الأطباء ولو لساعة واحدة لأقول ما يلي:

أولاً: إننا مع الديمقراطية الحقة والصحيحة، ونسلم بنتائجها لأنها تعكس مطلباً ورأياً شعبياً وتحدث تغييراً نحو الأفضل، ولسنا مع الديمقراطية المفبركة التي تبقى الحال على ما هو عليه.

ثانياً: لا نستبعد أن تقوم المؤسسة القبلية في الأحزاب المختلفة وأن تعمل جاهدة - بحكم ثقافتها وموقعها في السلطة حالياً - على حماية مصالحها من خلال إعادة ترتيب أوراقها وتحالفاتها وتبادل الأدوار المتناقضة أحياناً بغية الالتفاف على الانتخابات واحتوائها، على أمل في حال خروج القبيلة من باب الانتخابات أن تعود إلى للسلطة من النوافذ المفتوحة الأخرى.

ثالثاً: كان الخطاب الإعلامي لبعض مرشحي الرئاسة في المهرجانات الانتخابية فظاً ومتشنجاً وغير موضوعي وتضمن عبارات غير لائقة. وهذا أمر يتناقض مع العملية الديمقراطية ومع قانون الانتخابات ومع منطق التداول السلمي للسلطة.

رابعاً: من المستغرب أن أحد مرشحي الرئاسة بدلاً من أن يطرح برنامجه السياسي على الناس في المهرجانات الخطابية التي تقام لهذا الغرض، نراه يمتدح برنامج مرشح حزب معين، ويكيل الشتائم على مرشحين آخرين للرئاسة! أليس غريباً أن يقوم هذا المرشح بهذا الدور البهلواني؟

خامساً: لقد أحدثت العملية الانتخابية الرئاسية والمحلية حراكاً سياسياً كبيراً بعد فترة جمود طال مداها وأيقظت الناس من غفلة تجاوزت الحدود، وأخرجتهم من سبات عميق أضحوا بعده في صحوة هزت كراسي الفساد والمفسدين، ويوم الأربعاء القادم الموافق 20/9/2006م سيحمل مفاجآت لصالح التغيير نحو الأفضل، وستحمل نتائج الانتخابات الرئاسية والمحلية رسائل عديدة مهمة للغاية- بالرغم من التجاوزات التي رافقتها - لكل الأحزاب تعكس وزن قبول برامجها على مستوى الجمهورية وعلى مستوى المحافظات أيضاً وسيكون لتلك الأرقام والأوزان معنى سياسي كبير.

سادساً: إن واجبنا الديني وواجبنا الوطني يحتمان علينا اختيار المرشح الأمين والقادر على العطاء، والإنسان الطيب يذكر بالخير دوماً ويشار له بالبنان فخراً به. يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {ن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} صدق الله العظيم. والخلاصة أن الانتخابات فرصة لدحر الفساد ورفض التخلف وأداة يجب الاستفادة منها لإحداث التغيير إلى الأفضل.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى