وتلك الأيــام..سلامة السفينة

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
ليس صحيحاً أننا قد استعجلنا عندما غادرنا الخيمة العربية وقطعنا أوتارها، وألقينا بها بعيداً، وألقينا معها بكل تناقضاتنا ومآسينا، ودلفنا إلى القاعة وارتضينا بالصندوق ليكون الحكم.

لقد أخذنا قسطاًَ وافراً من عمر الزمن، وعشنا سنين طويلة ببطء ومعاناة حتى وصلنا إلى هذه الحقبة الحضارية المسماة ديمقراطية التي نعيشها بكل تجلياتها، رغم أن المشهد مرَّ ولا يزال بلحظات مكثفة من التوتر، ربما جعلت كل طرف في لحظة ما على استعداد للإقدام على خطوات يعتبرها الطرف الآخر نوعاً من التحدي له، لأنها تهدده بخلق نقطة تحول في مسار مصالحه كما يراها، وهذا بدوره فرض عليه أن يستخدم كل الوسائل للحفاظ على مصالحه.

وبطبائع الأمور فإن الرد والتحدي يجريان في مناخ من الترقب والقلق الذي سيطر على المواطن ولا يزال، رغم ظهور النتائج الأولية لهذه الانتخابات المميزة هذه المرة والتي ظهرت مختلفة عن سابقاتها ورأينا فيها أشكال الطيف اليماني بكل تناقضاته حيث الكل أدلى بدلوه فيها ورأينا تحالفات متناقضة وصفقات تعقد ووجوهاً تمثل أدواراً غريبة، ولا شك أن نتائج هذه الانتخابات ستكون مختلفة عن سابقاتها حيث سيفرض الواقع مهام جديدة وإحداث إصلاحات كبيرة متوقعة تغيب معها رؤوس وتظهر آخرى جديدة، وكذلك العمل على تحقيق الوعود الانتخابية وهي فرصة للمراجعة والمحاسبة ستؤدي حتماً لظهور أشياء جديدة لم تكن موجودة قبل العشرين من سبتمبر، وهذه ثمرة من ثمار الديمقراطية التي لا بد أن يكون لها منتصرون وخاسرون.

وطالما أننا ارتضينا هذا المبدأ فلا بد من الخضوع لأحكامه وتقبل نتائجه دون أن نحمل في صدورنا أحقاداً وضغائن لبعضنا البعض، ولنتذكر دائماً أننا جميعاً في سفينة واحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى