بعد 50 عاما .. مفجرة جزائرية تري "خطأ" أمريكيا في العراق

> الجزائر «الأيام» وليام مكلين :

>
زهرة ضريف بيطاط
زهرة ضريف بيطاط
قبل نحو 50 عاما زرعت شابة جزائرية شقراء قنبلة في مقهى كان يرتاده شبان فرنسيون إبان الاستعمار بعدما قضوا يوما على الشاطيء,كانت زهرة ضريف بيطاط تعرف لدى مغادرتها المكان دون أن يلحظها أحد بسبب ملامحها الأوروبية أنه سيقع ضحايا,وخرجت لتختبيء بحي القصبة القديم بالعاصمة الجزائرية قبل دقائق من الانفجار الذي وقع في ساعات المساء الأولى.

وما لم يكن ممكنا أن تدركه هو أن أعمالها تلك وأعمال رفاقها في حرب التحرير الجزائرية من عام 1954 وحتى 1962 بدلا من أن تذهب طي النسيان اصبحت موضع فحص غير مسبوق من جانب المتخصصين في مكافحة الإرهاب حول العالم.

ويأتي هذا الاهتمام الجديد بسبب قرار للجيش الأمريكي في عام 2003 لعرض فيلم "معركة الجزائر" القديم عن الحرب الذي ظهر في عام 1965 لضباط يستعدون للخدمة في العراق.

وجاء في ملصق دعائي للفيلم أنه يعرض "كيف يمكن أن تكسب معركة ضد الإرهاب وتخسر حرب الأفكار". والفيلم عبارة عن إعادة بناء في قالب درامي لوقائع من أحد أشد حروب الاستقلال دموية في العالم.

وتقول زهرة حاليا إنه إذا كانت الفكرة إدراك سبب تمرد شعب ضد الاحتلال فإن هذه تكون خطوة فاشلة من جانب وزارة الدفاع الأمريكية.

وتضيف زهرة (70 عاما) التي تعرف حاليا باسم زهرة بيطاط لرويترز إنه إذا كان الأمريكيون تعلموا الدرس جيدا من فيلم "معركة الجزائر" لكان السلام قد حل في ربوع العراق منذ فترة طويلة.

واضافت زهرة أنه إذا درست وزارة الدفاع الأمريكية هذا الفيلم لفهم عقلية وتصرف ما تصفها بأنها خلايا إرهابية فيمكنها عندئذ القول بأن هناك خطأ كبيرا.

وتسبب انفجار القنبلة التي زرعتها في 30 سبتمبر ايلول 1956 إلى جانب شحنة ناسفة فجرت بالقرب منها في مقتل ثلاثة اشخاص وإصابة 60 بينهم أطفال,كما فقد عدة أشخاص اطرافا قطعت بسبب الزجاج المتطاير.

وكان للهجوم الذي جاء ردا على قصف فرنسي واسع للحي القديم للعاصمة أسفر عن مقتل العشرات قبله بأسابيع تأثير كبير على الحرب حيث تكثفت دائرة العنف وتعززت شعبية جبهة التحرير الوطني الداعية للاستقلال.

وغزت فرنسا الجزائر في عام 1830 حيث كانت في عام 1956 مستعمرة يسكنها أكثر من مليون مستوطن فرنسي. وحصلت الجزائر على الاستقلال في عام 1962 بعد حرب سقط خلالها مئات الآلاف من القتلى.

والدرس الذي تعلمه الجزائريون من الفيلم هو أنه بينما يكون الاضطهاد والعنف والتعذيب على يد المستعمر مؤثرا من الناحية العسكرية على المدى القصير إلا أنه يعمق الشعور الوطني ويؤدي إلى دفعة لا تقاوم نحو الحرية.

ولكن زهرة تقول إن الأمريكيين يبدون غير مدركين لتلك الرسالة لأن قواتهم تسببت في قتل آلاف المدنيين في العراق وارتكبت انتهاكات بحق سجناء تحت سيطرتهم وهو ما عكس نفس السلوك الفرنسي في الجزائر.

وتقول الولايات المتحدة إن قواتها تقاتل مسلحين من العرب السنة في العراق وإن جنودها الذين ارتكبوا إساءات بحق سجناء عراقيين تمت محاسبتهم.

وتساءلت زهرة عن كيف يمكن أن يتعلموا درسا من فيلم "معركة الجزائر" في الوقت الذي يدور فيه جوهر الفيلم عن أن الجزائريين في وطنهم وتعرضوا لهجوم من جانب الفرنسيين وهو نفس الأمر بالنسبة للأمريكيين الذين هاجموا العراقيين في العراق.

وأضافت أن المقاتلين الجزائريين ضد الاستعمار لم يكونوا إرهابيين لأنهم كانوا يتمتعون بدعم معظم الشعب وأن هذا كان مصدر قوتهم.

ومضت زهرة تقول إن الأمريكيين لم يكونوا فحسب غير قادرين على تعلم الدرس من سلسلة الأحداث التي عرضت بالفيلم لكنهم أرادوا ايضا جعلها في خدمتهم,وقالت إنهم أرادوا فهمها وفق ما يتطلعون إليه.

وقالت إن الأمريكيين لم يصنفوا الفيلم على أنه جزء من الواقع لأنهم أرادوا وصف المقاتلين ضد الاستعمار بالإرهابيين حتى وإن لم يقولوا ذلك علنا. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى