الحزب والمسجد.. الاشتراكي والناصري على قطيعة.. والإصلاح والمؤتمر يتبادلان الاتهامات

> «الأيام» عن «نيوزيمن» :

> المسجد والسياسية وعلاقة الجدل القديمة الجديدة في سياق الصراع على السلطة، باعتبار أن المسجد تحول لساحة استقطاب الأنصار (الأصوات الانتخابية).

ومع أن الحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح كانا أول أطراف هذا الجدل في دولة اليمن الواحد، فإن الحزبين الرئيسين لهذا الجدل حاليا هما (التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام).

ومع أن كل الأحزاب تتحدث عن أهمية استقلالية المسجد وحصر ووظيفته في العبادة المحضة والدعوة الصحيحة، فإن ارتباط المسجد بوظيفة اجتماعية يفشل هذه الادعاءات الحزبية، ويضطر الأحزاب للتسابق على الارتباط به من جهة، ومهاجمة الأطراف السياسية الأخرى التي تمارس ذات الجهد.

علي اليزيدي القيادي في فرع نقابة الصحفيين في محافظة حضرموت، الذي يشير الى أن الدافع الديني والاجتماعي يلعبان دورا كبيرا في رسم علاقة المجتمع بالمسجد. يعاتب الأحزاب السياسية عن تخلفها في وضع هذا الاعتبار نصب أعينها، داعيا إياها الاهتمام بالمسجد كمؤسسة اجتماعية لارتباط المجتمع بها روحيا وتاريخيا.

اليزيدي الذي يلفت إلى علاقة بعض التيارات والأحزاب السياسية مثل السلفية والإصلاح المسجد، حيث تعتبر هذه التيارات المسجد وسيلة يتم من خلالها طرح أفكارها وتوجهاتها. يعتبر الاهتمام بالمسجد مهما لحماية الوسطية والاعتدال.

حزب المؤتمر الشعبي العام الذي تأسس في 1982 م ويعد من أكبر الأحزاب السياسية في اليمن يقول وعلى لسان رئيس دائرة الشباب أحمد الميسري إن علاقتهم كحزب سياسي بالمسجد علاقة العبادة البحتة مثل المواطن العادي الذي يذهب إلى المسجد لتأدية الفريضة، مؤكداً أنه لا تربطهم علاقة سياسية بالمسجد واستقطاب وكسب أنصارهم من خلال الجوامع كما تفعل بعض الأحزاب السياسية .

وينفي الميسري ممارسة أي من أعضاء المؤتمر الشعبي العام الذين يعملون في وزارة الأوقاف ممارسة أي نشاط أو أداء سياسي عبر المسجد والذين يؤدون مايملي عليهم واجبهم الديني".

ويذهب الميسري ليؤكد أن بعض الأحزاب التي يوجد عليها أكثر من دليل مسميا التجمع اليمني للإصلاح الذي قال عنه إنه يمارس نشاطه الحزبي عبر الجوامع وغرف القرآن.

وعن موقع المسجد في برنامج المؤتمر قال الميسري "هو أن تظل الجوامع حرمة مقدسة للوعظ الديني وقضايا العامة وليست القضايا السياسية.

التجمع اليمني للإصلاح يرى أن المسجد يمثل النواة الأولى في تربية الفرد والمجتمع والدولة وعلاقة أفراده بالمسجد مثل علاقة كل مسلم كما يقول رئيس دائرة التوجيه والإرشاد عباس النهاري الذي يشيد بارتباط أعضاء الإصلاح بالمسجد، ولكن ليس لممارسة السياسة بل لخدمة وظيفة المسجد الأساسية، وقال "نحن لا نحجر على أحد الحديث في المساجد عن قضايا في عمق وظيفة المسجد كالدعوة للفضائل ومعاجلة القضايا العامة بعيدا عن السياسة والحزبية".

واتهم النهاري السلطة بـ"تقزيم" المسجد وتجييره لصالحها.

ومع تأكيده أن الإصلاح حريص دوما على عدم الزج بالمسجد في أغراض تخرجه عن وظيفته، فقد اعتبر الحديث عن القيم العليا وإنكار المنكر من صميم وظيفة المسجد، ولكنه قال إنها لا تكون كذلك حين يوجه الخطاب ضد حزب أو هيئة أو شخص في إطار الصراع السياسي، مؤكدا أن توجيهات الإصلاح لأعضائه في المساجد تجنب كل ذلك حفاظا واحتراما للمسجد ووظفيته.

لكنه أشار إلى ما اعتبره مفارقة غريبة، قائلا "البعض يعتبر الحديث عن الفساد سياسة محرمة في المسجد ولكن الحديث عن إنجازات الحاكم ليست سياسة".

وأكد النهاري أن الإصلاحيين من الخطباء والأئمة في المساجد يعتبرون "توجيهات وزارة الأوقاف ملزمة لهم لأنها المسئولة عنهم"، لكنه تمنى أن تقوم الوزارة بواجبها كوزارة وليست كدائرة من دوائر المؤتمر الشعبي العام".

ولذا يضيف "لكن إذا الخطباء الاصلاحيين يعتبرون توجيهات وزارة الأوقاف غير الصادرة عن المؤتمر الشعبي ملزمة لهم، والغريب تحريم الحديث عن الفساد ووجوب الإشادة بإنجازات السلطة جيرت سياسة الوزارة وتوجيهاتها لصالح سياسة معينة فإنها هي التي تكون قد سعت لتعطيل المسجد ووظيفته".

اتحاد القوى الشعبية لايوجد لديه نشاط سياسي عبر المسجد حسب قول الأمين العام المساعد في القوى عبد السلام رزاز، مشيرا إلى أن قناعتهم في الاتحاد أن لا تمارس السياسية في داخل المسجد وضد تسييس المساجد".

ويذهب رزاز إلى أن المسجد له وظيفة دينية وقيمية وأخلاقية بعيدة عن السياسية وهو لكل الناس وليس للتيارات والأحزاب السياسية التي تتخذ منها وسائل لتحقيق أهدافها، مؤكدا أن خطورة المساجد مثل خطورة القوات المسلحة والأمن حين تدخلها السياسية لتتحول إلى مؤسسات تعمل ضد الناس.

وحمل رزاز الدولة ممثلة في وزارة الأوقاف التي قال عنها إنها "منحازة للمؤتمر الشعبي العام وتعمل على إبراز الدور السياسي للحزب عبر المسجد" مسؤولية المساجد والاهتمام بها بعيدا عن السياسية والنشاط الحزبي.

داعيا الوزارة إلى تكوين هيئة مستقلة بعيدة عن أي اعتبارات سياسية، مضيفا أن وزير الأوقاف من يفترض فيه الاستقلالية هو الآخر يقوم بوظيفة سياسية وحزبية.

أما الحزب الاشتراكي اليمني فهو لا يوجد لديه أي نشاط سياسي في المساجد كما قال (محمد المقالح)، مشيرا إلى أنهم يتعاملون مع المسجد كدار للعبادة فقط، داعيا إلى عدم تسييس المسجد.

ومثله التنظيم الناصري الذي هو الآخر لا يوجد لديه نشاط عبر المسجد حسب سلطان العتواني أمين عام التنظيم.

لكن ماهو الواقع الفعلي للأنشطة المسجدية؟

إمام وخطيب مسجد (شرقين) معمر القدسي قال لـ"نيوزيمن" إن الأنشطة في مسجد (شرقين) - الذي يرتاده جنسيات مختلفة من بريطانيا وأمريكا ونيجيريا وفدوا لليمن لتعلم اللغة العربية حسب قوله - تتم بصورة فردية وكل واحد على حسابه مشيرا إلى أن هذا هو ما كان عليه السلف، نافيا أن يكون لهم أي دعم من أي حزب أو جمعية.

وأكد القدسي أن الأحزاب والجمعيات لديهم حرام ومخالفة للشرع مستدلا بآيات من القرآن الكريم يرى أنها تحرم الأحزاب والجمعيات، معتبرا أن الحزبية تترك آثارا سلبية مخالفة للسنة مثل الولاء الضيق.

لكن "علي المعتكف، وهو خطيب جامع (القاسمي) قال إن الأحزاب السياسية خاصة حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح استفادت كثيرا من المساجد، ويدلل المعتكف على كلامه أن أعضاء الأخير في مجلس النواب أغلبهم من خطباء المساجد.

لكن المعتكف لا يرى ثمة تعارضا بين السياسية والمسجد ويذهب إلى القول إن من يقود الدولة هو من يقود المسجد، مطالبا بوجود تنافس توعوي في المساجد وليس تأصيلا للحزبية كما هو حاصل الآن.

واعتبر المعتكف أن الذي يدور في المساجد هو احتكار للفكر وأن مدارس تحفيظ القران الملحقة بالمساجد لم تؤد الدور المطلوب، مشيرا إلى أن الكثير من حفاظ القران موجودون على الشوارع.

محمد الصبري مؤذن في مسجد بلال قال: لا توجد علاقة للأحزاب السياسية بالأنشطة التي تنفذ في مسجد بلال، مشيرا إلى أن تلك الأنشطة تنفذ عبر الأندية واللجان المسجدية. ورفض الصبري فكرة ممارسة الأحزاب السياسة برامجها ومناهجها من خلال المسجد، واصفا دور وزارة الأوقاف بأنه سلبي وضره أكبر من نفعه، مضيفا أن الوزارة عندما تأتي للمساجد تأتي بصورة حزبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى