الجفري: مسألة أنا الممثل الشرعي الوحيد للشعب قتلتنا قبل الاستقلال

> حاوره/ رئيس التحرير

>
عبدالرحمن الجفري
عبدالرحمن الجفري
أجرت «الأيام» حواراً مع السيد عبدالرحمن بن علي الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، تناول فيه عدداً من القضايا ذات الصلة بعودته إلى أرض الوطن وما رافقها من شائعات إضافة إلى ما يحمله الرجل من رؤى وأفكار حول مستقبل اليمن، وعلاقات حزبه مع الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة اليمنية.

فإلى أسئلة «الأيام» وإجاباته عليها بكل شفافية ودون أي تحفطات.

< قبل ثلاثة أشهر من عودتك الى اليمن انتشرت بعض الأحاديث عن عودتك الى اليمن وأنك دخلت في اتفاق مع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وستحتل منصبا كبيرا، ثم جاء خروج تيار المستقبل وبما أن بعض قادة هذا التيار كانوا تابعين لحزبكم فزاد ذلك من تأكيد الخبر وعندما عدتم قبل الانتخابات بقليل تأكد الناس أن الاحاديث التي قيلت من قبل السياسيين أصبحت حقيقة .. فهل هناك صفقة تمت بينك وبين الرئيس علي عبدالله صالح لعودتكم؟

- بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أولا فلتعذرونا وليعذرنا الأخ القارئ عن أي زلة لسان أو خطأ لأننا في ظهرية رمضان، وعلى كل حال هذه الأحاديث أو الإشاعة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فنحن منذ أن خرجنا كانت تتكرر في مراحل مختلفة خاصة عند قرب أي انتخابات أو في وجود أي خلافات داخلية، وسبق في 97م و98م و99م و2000م و2003م أن طرح مثل هذا الكلام، والحقيقة لم يطرق هذا الكلام لا من قريب ولا من بعيد لا معنا ولا مع أي أحد من قياداتنا، وإنما الشارع يبدو أو هناك من يصنع مثل هذه الاشاعات أو الشارع يحاول أن يبحث عن وسيلة ليتسلى بها من الهموم التي يعانيها هذه واحدة، أما الأخوان أصحاب تيار المستقبل فهم زملاء أعزاء لا ننكر زمالتنا لهم وعاملناهم كأبناء لنا وكإخوة وأرادوا أن يتخذوا خطا آخر ونبارك لهم، أما نحن كرابطة لا كأفراد ولا كحزب فلسنا في إطار تيار المستقبل ولكن نبارك لهم، نحن دائما لا نعترض على صاحب رأي أخطأ أو أصاب ونعتقد أن لكلٍّ حقه في أن يكون له اتجاهاته ورأيه وتحالفاته، ومنهم من كانوا معنا وخرجوا من إطارنا وذهبوا إلى تيار آخر نبارك لهم والله يسهل عليهم.

أما موضوع الصفقة فقد تكرر مرارا ونحن لسنا اصحاب صفقات شخصية أو حزبية لا اليوم ولا الأمس، ولو كنا من هذه التربية ومن هذا النوع لكنا حكمنا من زمان، وكنا عملنا صفقات مع دول كبرى وكان متاحاً لكن نحن إذا كان هناك ما يمكن أن يسموها صفقة فنعم هناك صفقة من أجل الوطن وهذه صفقتنا الوحيدة وليس سذاجة منا وليس عدم فهم للسياسة وليس عدم فهم للمساومات السياسية، نحن نقدر عليها ومن حقنا إذا أردنا أن نعقد صفقة خاصة بحزبنا، أي بمعنى آخر أن نحقق مصالح سياسية لحزبنا وليست مصالح ذاتية لأفرادنا، من حقنا ذلك في العمل السياسي طالما أن هذه الصفقة لا تخرج عن اطار مصالح الوطن، ولكن حتى هذه رفضنا أي حديث فيها أو الخوض فيها قبل الانتخابات، لأن التواصل صار في فترة ضيقة ونحن لسنا ممن ينتهز الفرصة للضغط على أي أحد لتحقيق مآرب شخصية.

الأخ الرئيس انقطع عن الاتصال بنا وانقطعنا عن الاتصال به منذ ست سنوات إلى أن أراد الله سبحانه أن يبتليني ببعض المرض فكان من المبادرين بالتواصل معنا باستمرار، وهذه لا تنسى له من الناحية الشخصية والإنسانية وإن كان ليس لها تأثير على موضوع مصالح الوطن، ولكنها لا تنسى له فقد ظل يتابعني من ابوظبي إلى ألمانيا إلى أن شفيت والحمد لله بروح طيبة وباستعداد كامل حتى لتحمل كل تكاليف العلاج، وكان قد تحملها بعض الأخوان الآخرين.

هذه الصفقة التي عملناها معه أخيرا من أجل الوطن تم التواصل في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات مع فخامة الأخ الرئيس، وكان بداية تكلم معه الأخ محسن محمد أبوبكر بن فريد، أمين عام حزب الرابطة وشرح له ما مضى من خلافات وقال له نحن في الرابطة اتفقنا من حيث المبدأ أن يكون موقفنا معك دون أن تتواصل معنا لأننا كنا ندرك بأنك الأنسب للمرحلة القادمة إن تبنيت عملية إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية شاملة في بلادنا وسنتخذ هذا الموقف وسنعلنه ولا نريد مقابلا له ذاتيا أو حزبيا، وليس ذلك سذاجة ولكن الوقت ضيق لمثل هذه الأمور، والشيء الآخر الذي سنطرحه وهو ليس شرطا أن تتجهوا إلى عملية إصلاح شامل في بلادنا، ومع ذلك فالموقف اتخذناه قبل أن تتواصلوا معنا وسوف نعلنه عند الوصول إلى عدن التي ألفها كل الناس وألفت كل الناس حتى الذين لم يعرفوها ألفتهم واحتضنتهم فعدنا وكان ما كان وأعلنا الموضوع في عدن.

< الحبيب عبدالرحمن كنت في خطابك الذي ألقيته في المهرجان الخطابي للرئيس علي عبدالله صالح في عدن، بدأت خطابك بتأييد الرئيس علي عبدالله صالح وقلت فيه لو كان هناك من هو أفضل منه لكنا أيدناه وبدأت هذا الخطاب بكلمات أغنية فهل يمكن أن تعيد علينا مطلع هذه الأغنية وإلى ماذا رمت؟

- نحن دائما - المغتربين أو المغربين- تؤثر فينا أي كلمات أكانت شعرا أو نثرا تذكر بالوطن الحبيب، لأنهم يقولون "لا يعرف الشوق إلاّ من يكابده" وكنا زمان نستمع الى أغنية للاستاذ محمد سعد عبدالله رحمه الله وهي تهزنا دائما في الغربة وخاصة في شوقنا الى عدن وهي تقول:«الى بندر عدن باسير سيرة/ ولا برد نسم إلا في صيرة/ علي نذر والرحمن يشهد/ إذا شفت الغدير أو بير أحمد/ على رمل البريقة لفرش الخد وأبدأ بالصيام من شهر شعبان» وكانت أغنية من أجمل ما يمكن وفعلا تذكرناها وكنا لا نزال في المملكة عندما بدأ الكلام عن عودتنا وعدن تستحق ان يسير لها من عرفها أما من لم يعرفها فمعذور ومسكين.

< أليس هذا تأكيداً لقول الخوارزمي: شيئان يهدان الرجال فقير هده الجوع وغريب لا يمكنه الرجوع؟

- هذا صحيح فعلى كل حال هذه بدأنا بها ثم دخلت في الموضوع ليس من باب الكلام عن ما شغل الرئيس وكيف تتفق معه كلام الذي ليس له علاقة بالسياسة وليس له علاقة بفهم نفسيات الناس ولا له علاقة بفهم الظروف المحيطة ببلادنا، قلنا الرئيس بشر وليس نبيا مرسلا ومعصوما ولا ملاكا طاهرا وايضا ليس شيطانا إنما هو بشر يخطئ ويصيب ولذلك قلت مثلنا نخطئ ونصيب فبالتالي أردت أن أقول للذين ينتقدون اتفاقنا مع الأخ الرئيس بأنه ممكن يستخدمكم (كرت) وأنه ممكن وممكن والكلام ضيق الأفق لا نقول لهم القضية قضية سياسية وقضية وطن وأياً كانت أخطاء علي عبدالله صالح حتى ما يقولون عنها إنها ضخمة لا نستطيع أن نجرده عن كونه مثلنا يحب بلاده وقد يكون يعتقد بأن كل ما قام ويقوم به يخدم بلاده، ثانيا علي عبدالله صالح قد شبع حكماً وهو من أذكى من قابلت في حياتي وفعلا أقولها وقلتها من قبل اليوم ومن زمان نقولها هو من أدهى الرجال في العمل والتكتيك السياسي لا يعلى عليه، وهو يدرك أنه مغادر سواء اليوم أو في الغد وهو يدرك ان هذه الفترة الأخيرة في حكمه كرئيس للجمهورية ولا يمكن إلا أن يحدثه عقله وقلبه بأن يترك بصمة في التاريخ ولديه بصمات طيبة، ولكن أن يختتمها ببصمة أجمل، يختتمها بوضع اليمن على أول طريق التأهل للتعامل مع الدنيا وللقيام بدور في اعتقادنا أنه في غاية الأهمية والخطورة، دور اليمن إن اصلحنا أوضاعنا الداخلية وحققنا أمنا واستقرارا وتوازنا في المصالح السياسية والاقتصادية بين قوى المجتمع جميعها، إذن هو يدرك هذا وأنا أرى أنه مثل علي عبدالله صالح حتى لو يترك الرئاسة يمكن ان يكون له دور أكبر من الرئيس بفعل الخبرات المتراكمة لديه، ولو خرج من الرئاسة لن تتحكم فيه مطامع أو مشاكل سلطة فممكن ان يخدم بلاده وهو خارج السلطة، فالدول تقدمت بالرجال ولم يتقدم الرجال بها، أي أنها تحافظ على من لديه مؤهلات وخبرات ليقدم شيئا لبلاده سواء من داخل السلطة أو من خارجها وأعتقد أنه يستطيع أن يقوم بهذا الدور.

< يظهر أن الإشاعات تطاردك كلما حاولت ان تبتعد عنها بدليل أن هناك بعض الصحف المحلية كتبت أنك قدمت مقترحات للرئيس لإصلاح الوضع وللقيام بإصلاحات وإنك ستغادر البلاد وتنتظر ما سيتخذه الرئيس بشأن المقترحات التي قدمتها؟

- أولا نحن لم نقدم للرئيس مقترحات في هذه الرحلة، إنما كلام عام عن الاصلاحات ولكن نحن من قبل نحو عام في 7 نوفمبر كنا أول من طرح مشروع إصلاحات شاملة وحاولنا أن لا يكون عبارة عن عناوين وعموميات حتى لا يكون هناك خلاف في التفاصيل حاولنا أن يكون بقدر الامكان مفصلا يحدد الاختلالات في كل مفاصل الحياة في بلادنا سواء أكانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية الى آخرها، ثم يشخص الحالة ويبحث عن اسباب تلك الاختلالات ثم يقدم مقترحا بالمعالجات والحلول وهذا مشروع كبير تتكون أجندته من 140 صفحة لكل من طبعتيه باللغتين العربية والانجليزية وأيضا له ملحقات تتكون من حوالي 325 صفحة وفي هذه الملحقات طرحنا بعض الوثائق التي سبق أن طرحناها وطرحنا بعض التعديلات القانونية أو الدستورية التي قد تحتاجها تلك الإصلاحات فعمل تلك الاصلاحات الكبيرة سيحتاج بناء قانونيا ودستوريا هذا الذي طرحناه وأرسلناه لجميع الأحزاب بما فيها المؤتمر الشعبي العام، هذا هو رأينا ولا ندعي أن كله صواب ولا يستطيع أحد أن يقول إن كله خطأ، قد يكون كله صواب وقد يكون بعضه خطأ وإن اعتقد أحد أن كله خطأ سنشكره على قراءته وليأت لنا بالصواب وسنناقشه معه وبالتالي نحن لا نفرض هذا المشروع على أحد وإنما نرى أنه اجتهاد بشري حاولنا ان نكون منصفين حتى مع الذات، يعني لما ناقشنا الاختلالات في السلطة من الناحية السياسية ايضا ناقشنا وحللنا الاختلالات في المعارضة ومن ضمن المعارضة حزبنا - حزب رابطة ابناء اليمن (رأي) - وذكرناه وذكرنا الاختلالات التي عندنا سواء الاختلالات الناتجة عن قصور فينا نحن أو الاختلالات نتيجة للظرف الموضوعي والأوضاع في بلادنا وبالتالي نحن لما نتكلم عن اختلالات سياسية نتكلم عن المنظومة السياسية كلها والمنظومة السياسية في أي بلد ديمقراطي أو حتى بدأ مسيرته الديمقراطية هي تتكون من سلطة ومن معارضة وأنا لا أتصور الاختلالات كلها عند السلطة ونحن المعارضة أطهار والسلطة كلها انجاس، هم عندهم طهر ونحن عندنا نجاسة ونحن عندنا طهر وعندهم نجاسة، نحن نريد أن نأخذ الطهر الذي عندنا وعندهم ونجمعه مع بعض ونبعد النجاسة التي عندنا وعندهم، طبيعة الحياة لأننا كلنا نحن وهم من بلد واحد وأي سلبيات سنتأثر بها جميعا لكن لأننا خارج السلطة لا نرى إلا سلبيات من يحكمنا وهذا طبيعي في العرب كلها وشيء طبيعي بالنسبة للمعارضة والمناكفات هذه أنها ترى عورات السلطة ومساوئ السلطة وسلبيات السلطة، إلا أننا كلنا عندنا سلبيات ومن ينكر هذا يبالغ ولا يرى عيوب نفسه ويرى عيوب الناس كما قال الاستاذ هشام.

< قلتم إنكم أرسلتم رؤيتكم للإصلاح لكافة الأحزاب على أمل ان تتلقوا منهم تجاوبا وكنتم تتوقعون منهم رداً من منطلق قول والد الاستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج الأديب والشاعر عبدالمجيد الأصنج: تقولون أخطأنا فهاتوا صوابكم/ وكونوا بناة قبل أن تهدموا الصرحا؟

- نحن أرسلنا مشروعنا للجميع ونشرناه وموجود على موقعنا، وطبعا لم نتلق شيئا لأنه عندنا اشكالية كبيرة كلنا ونحن منهم وهي أنه لا أحد يقرأ لأحد، كل يقرأ لذاته، كل منا يضع مرآة أمام وجهه فلا يرى غير وجهه فقط ولا يرى ما خلف المرآة، نحن قلنا لهم يا إخواننا جميعا ونحن أولكم دعونا نكسر هذه المرايا بدل ما الظرف يكسرها وتعور عيوننا .. كل واحد يقرأ لنفسه ويقرأ كتابته وما يقرأ كتابة الآخرين فلذلك ما كنا نتوقع أن يردوا لأنه سبق أن قدمنا مشروعا لوحدة المعارضة من بدري في 98م و99م وحتى الآن لم نجد جوابا وأيضا قد أ نضغط به، ولكن اكتفينا بالذي عملنا وذهب الأخوان باللجنة التي ناقشته ولفت ثلاث أو أربع محافظات ورجعت والسلام عليكم، ولذلك نحن نتمسك بمشروعنا الأساسي لحكم محلي كامل الصلاحيات ولا يمكن أن نحقق حلولا مرضية لشعبنا ونتجاوز كل السلبيات والمشاكل إلا بهذا، وهو سيجعل من الدولة المركزية تتفرغ للأمور الكبيرة الاستراتيجية وتترك المحليات كلها لأهل كل منطقة وأهل كل محافظة أو مجموعة محافظات ضمن إقليم، هذه ليست قضية حتى لو عملنا تقسيما إداريا أوسع أربع خمس أو ست أو سبع وحدات حكم محلي فليست مشكلة، هذا مطروح ومن ضمن ملحقات مشروعنا.

< مشروعكم هذا وبحسب ما فهمنا منك موجود على موقع الرابطة على شبكة الانترنت ألا ترى ان قليلا هم من يطلعون عادة على المواقع الالكترونية.. لماذا لا تطبعون مشروعكم في كتاب حتى يكون في متناول الجميع وبذلك يستطيع أغلبية الناس قراءته ومناقشته؟

- الحقيقة ظرف خاص بنا حال دون ذلك وإن شاء الله نحاول أن نتغلب على هذا الظرف ونطبعه في طبعة واسعة، وقد نطبعه في مطبعة «الأيام».

< مستعدون لذلك وبدون ربح ريال واحد طالما ذلك لخدمة الوطن.

- الحقيقة نعلم أن الانترنت في بلادنا لم يأخذ بعد بالانتشار الواسع لكن لا شك أن متابعي الانترنت هم الجماعات القادرة على التحليل وهؤلاء من أردنا أن نتجه إليهم أولا بحيث أنهم ينتقدون مشروعنا أولا ويقولون ما هي إيجابياته وسلبياته وكيف يمكن أن نعالج السلبيات وكيف يمكن أن ننمي ايجابيات المشروع، ولكن للأسف كما قلت كل مشغول بنفسه.

< الملاحظ أن حزب الرابطة في الماضي لم يدخل مع أحزاب اللقاء المشترك .. هذا الشطر الأول من السؤال، الشطر الثاني إذا ما طلبت منكم أحزاب اللقاء المشترك الانضمام إليهم فهل تودون الانضمام للقاء المشترك؟ ولماذا لم تنضموا في الماضي وما رأيكم في الحاضر؟

- لنا تجربة قبل 94م فيما يخص العمل المشترك لمجموعة من الأحزاب وأقمنا تجربة نموذجية لم تقم حتى اليوم مثلها وهي التكتل الوطني للمعارضة، وضم التجمع الوحدوي بقيادة الاستاذ عمر الجاوي رحمه الله الذي افتقدته الساحة اليمنية والذي أسميه أنا صوفي العمل السياسي في بلادنا فلم يكن يوما يسعى لشيء ذاتي، وحزب التنظيم الوحدوي الناصري واتحاد القوى الشعبية والحق والرابطة، وميزة تلك التجربة أننا استطعنا أن نقيم ثقة غير عادية وكان من يحضر منا حتى بدون تكليف في أي موقع من المواقع في أي مؤتمر في أي ندوة نتقبل أن يمثلنا في كل شيء، والتكتل الوطني للمعارضة هو الذي أصر وأقام الحوار الوطني ولولا التكتل الوطني للمعارضة ثم قبول الرئيس لرأينا في الحوار الوطني لما قام الحوار الوطني الذي كنا ننادي به، كان القرار في الدولة في الأحزاب الثلاثة الحاكمة أن يكون الحوار بين ثلاثة لا غير يضيفون إليهم المرحوم العميد مجاهد ابو شوارب والشيخ سنان أبو لحوم ولا غير، وكانوا كلهم موافقين على هذه الاحزاب الثلاثة، فضغطنا كتكتل وطني للمعارضة فقبل الرئيس كان أول من قبل في التاريخ واسألوهم كلهم موجودون أحياء إلا الجاوي الله يرحمه، اسألوا د. عبدالقدوس المضواحي وهو من أنظف السياسيين والسيد أحمد الشامي وأحمد راوح، أحضرنا الرئيس إلى القيادة وأعطانا ورقة على بياض ووقع تحتها وقال حطوا كل ما تشاؤون اكتبوا من يحضر الحوار، اكتبوا جدول أعمال الحوار وأنا قد وقعت، وهذه للتاريخ ثم تواصلوا مع الآخرين وتم الحوار الوطني.

رئيس التحرير أثناء حواره مع السيد عبدالرحمن بن علي الجفري
رئيس التحرير أثناء حواره مع السيد عبدالرحمن بن علي الجفري
أيضا المؤتمر الوطني الذي عملناه كان غاية في الروعة وكان غاية في التجربة، بعد الحرب اقمنا مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة وكنا جزءا منه، ووجدنا ان ظروف بعض الاحزاب لا تمكن من الثبات على موقف نتفق على أسس وندخل انتخابات وإذا بكل واحد فيما بعد يتخذ قرارا لوحده، فقررنا الابتعاد لأننا لا نجيد، يمكن نحن غشمان في السياسة والله أعلم ممكن، لكن لا نجيد هذا الأسلوب، نحن إذا اعطينا كلمة واتفقنا عليها مع آخرين أيا كانوا لا يمكن ان نخرج عليها إلا إذا خرج الآخرون، وفوجئنا بأننا نبقى لوحدنا وكل واحد مشى له في طريق آخر وبالتالي توقفنا عن المشاركة، جاء المرحوم الشهيد جارالله عمر الى لندن ومعه آخر هو العميد مجاهد القهالي فجاؤونا في لندن الى بيتي وناقشنا الأمر وكان موجودا الأمين العام وآخرون وسألونا لماذا لا تنضمون فقلنا لا نجيد أن ننضم (ما نعرفش) إنما نريد أن نتشارك مع الآخرين في رأي واحد، ولكن ان نتبع ما ألفنا إلا الحق نتبعه، واتفقنا على ان نشكل شيئا جديدا لنعمل شيئا مشتركا، قلنا لابد من رؤية للجديد هذا ويكون في وضوح ونحدد اهداف هذا التجمع أو الائتلاف او التحالف ونحدد أساليب عمله وآلياته وأدواته إلى آخره، قال طيب أنتم اعملوا رؤية وأنتم اعملوا رؤية ثم نجلس لمناقشة ما طرح ونخرج بشيء مشترك وفور إعدادنا لها أسميناها (رؤية حول تضافر جهود أحزاب وفصائل المعارضة) وهي موجودة في موقع الرابطة على الانترنت ونشرناها ايضا في جريدة الحزب «رأي» بعد شهرين أو ثلاثة أشهر وأرسلناها مع الاستاذ جارالله عمر للأخوان في مجلس التنسيق وإلى اليوم لم نستلم رداً ثم قيل لنا إنها لم تصلهم هكذا قالوا فأرسلنا نسخاً أخرى وحتى الآن منتظرون الرد منذ 98م و99م، فنحن نحترم الأخوان في الرؤية المشتركة، نحترم ما يطرحون من آراء ونحترم حقهم في أن يشكلوا التحالف الذي يرون أنه مناسب لهم ولأفكارهم، ولكن لا نجيد الانضمام فنحن لسنا قطيعا ننضم الى القطيع، هم ليسوا قطيعا ايضا هم أصحاب فكر وأصحاب رؤى ونحن أيضا أصحاب فكر وأصحاب رؤى، وإذا كانوا طلبوا منا أن نجتمع لنناقش رؤى مشتركة فلا يوجد لدينا مانع لكن كونهم اتخذوا هذا الطريق فنحن نبارك لهم ولا نعترض عليهم، على العكس نعتقد أنها خطوة جيدة التي قاموا بها فيما يخصهم هم، ونحن نحاول أن نتخذ خطوة جديدة فيما يخصنا نحن، وكلنا نأمل أن نسعى في إصلاح بلادنا وكون الهدف الأخير إصلاح بلادنا وكل له طريقه في طريقة الإصلاح.

< حول موضوع الانضمام هل طلب على سبيل المثال من قبل المؤتمر الشعبي الانضمام؟

- هم أعقل من أن يطلبوا منا الانضمام، المؤتمر الشعبي العام لم يطلب منا الانضمام، كان حديث زمان من أول ما جينا بعد الوحدة في نفس سنة الوحدة وقالها الرئيس كمزحة بوجود سالم صالح وأنا بعد الانفجار الذي صار في بيت العرشي قال الآن انضموا لنا، تعرف الرئيس يمزح ويستحمل الكلام فقلت ماشي يقع نحن كبار لسنا بحاجة للانضمام وتاريخنا ضارب في القدم ومايقعش ننضم كده ما تركبش. حتى بعدين سالم صالح قال لي كيف تقول الكلام ده للرئيس فقلت له هو سأل سؤالا وأنا رددت وأنا أعرف ان الرئيس كبير لا يأخذ بهذا الكلام فتوقف هذا قبل نحو خمسة عشر عاما، فلم يطلبوا منا وهم ليسوا محتاجين لأفراد فعندهم ما شاء الله نحو ثلاثة مليون عضو ونحن حزب صغير في الحجم لا ندعي أنه يحرك الدنيا، حزب صغير في الحجم نعتقد ان تأثيرنا أكبر من حجمنا ونأمل ان نحاول أن نرفع حجمنا لدرجة تأثيرنا حتى إذا بقينا حزبا صغيرا والتأثير كبير، في النهاية الأحزاب ليس بحجم الاعضاء وإنما بحجم أثرها في المجتمع فلم يطلب منا الانضمام فهم أعقل.

< نعود الى اللقاء المشترك إذ طلب منكم الانضمام كما تعرفون ان اللقاء المشترك لديه برنامج وضعه تم على اساسه اللقاء بين تلك الأحزاب فهل إذا طلبت منكم أحزاب اللقاء المشترك الانضمام سيكون بحسب اعتقادي على أساس البرنامج الذي هم متفقون عليه فهل ستوافقون على أساس هذا البرنامج؟

- أيش رأيك لو أنت محلي هل ستوافق؟ قل لي فأنت محايد تنظر من زاوية غير التي ننظر نحن منها، لو أنتم محلنا هل تقبلون ان تنضموا الى شيء جاهز.

نحن والأخوة في اللقاء المشترك جئنا من مدارس فكرية وسياسية مختلفة وكما أنهم ناقشوا ما توصلوا اليه من رؤى ومن برنامج ليقاربوا بين مدارسهم الفكرية كان الأجدر ان يدعونا كلنا ليقدم كل منا رؤيته للأمور من خلال نظرته للأمور ومن خلال مدرسته الفكرية والسياسية لتتقارب الأمور ونتفق على ما يجمع الجميع هم أرادوا ان يكون هكذا ونحن نبارك لهم، الأخوة في المؤتمر الشعبي العام دعونا الى حوار قبل أكثر من سنة الى منزل الاستاذ د. عبدالكريم الإرياني عندما كان أمينا عاما للمؤتمر الشعبي العام ولم يحددوا حوار ماذا، حوار والسلام عليكم، فتشاورنا نحن في الرابطة وأعددنا رسالة نقول في ملخصها نحن نلبي الحوار ولكن نقترح جدول أعمال للحوار وطرحنا ملخصا أو مقترحا لجدول أعمال الحوار ونشرناه وطرحنا ضوابط فلا بد أن يكون هناك ضوابط لهذا الحوار منها ان نحدد سقفا زمنيا للحوار حوار الى متى ومنها أن نحدد شيئا من الضمانات بيننا جميعا بأن نلتزم وننفذ ما نتوصل إليه في الحوار شيء من هذا القبيل ونشر في حينه، وقدمنا تلك الآراء في رسالة مكتوبة وحضرنا مع الأحزاب الأخرى الى الدكتور الإرياني، والأخوة في المشترك قدموا رسالة أخرى يطالبون بجدول أعمال ولم يقدموا جدول أعمال مقترحاً إنما يطالبون بجدول أعمال وضمانات والى آخره ويقولون لا نقبل بحوار إلا بين طرفين نحن والسلطة أو المؤتمر الشعبي العام وهذا مكتوب في الحقيقة أنا استغربت، نحن نقول السلطة إقصائية وأقصتنا جميعنا وإذا بنا في المعارضة كل يقصي الثاني، واستغربت أن يصدر من عقلاء كلهم محترمون وأصحاب رأي وفكر كيف فاتهم ان هناك أحزاباً أخرى؟ المرآة التي جعلتهم لا يرون غير أنفسهم كل ينظر الى نفسه ونحن منهم ولكن نحن على الأقل لم نقص أحداً ونحن نقبل بالجميع وعندما لمناهم قالوا لا نقصدكم أنتم نقصد الآخرين وأنتم والتجمع الوحدوي غير مقصودين بس كلامكم عام في رسالتكم هل اعماكم عدم رغبتم في التعامل على ان تعمموها على الجميع، من الآخرين في أحزاب مفرخة واسمها قريب من اسمنا وليس عندنا مانع يحضروا يعني أصحاب المجلس الوطني يحضروا نحن ما لنا إذا قلنا إنهم تابعون للمؤتمر الشعبي العام يحضروا ونحن سنعتبرهم في نظرنا أنهم من المؤتمر الشعبي العام لكن نمنعهم أن يحضروا ونعمل حجرا انتقائيا لمن هي الأحزاب التي تحضر والأحزاب التي لا تحضر لا نرى هذا، الذي أوصلنا الى ما وصلنا إليه مسألة أنا الممثل الشرعي والوحيد للشعب وهذه المسألة قتلتنا، قبل الاستقلال كان كل يدعي هذا وبإمكانكم الرجوع الى وثائق الأمم المتحدة الجميع قال هذا الكلام إلا الرابطة، الجميع كان يقول أنه الممثل الوحيد للشعب في الجنوب في تلك الأيام وطلع محمود عجفة رحمة الله عليه كان اجتماع للجنة الأمم المتحدة في مقر الجامعة العربية بمصر وقال إذا كان كل يدعي الأوحدية كان بإمكان الرابطة أن تدعي بصفتها أول من نادى بالاستقلال، لكن نحن لا نقول نحن لوحدنا في حزب كذا وحزب كذا وجهة كذا وجبهة كذا وفي نادي كذا حتى الأندية الثقافية وأندية المناطق و حتى السلاطين كانوا موجودين، وكوننا نختلف معهم أو نتفق هذا كلام آخر، لكن كوني أنفي وجودهم فلا يقبله عقل، فلما لمناهم قالوا نحن لا نقصدكم أنتم والتجمع الوحدوي نعتز بكم طيب ما قلتم هذا الكلام وقلتم تريدون طرفين أنتم والمؤتمر الشعبي العام ولا أدري ربما لديهم وجهة نظر منطقية لا نفهمها، نحن نحترمها ولكن كوني احترمها لا يعني ان أقبلها على نفسي إنما احترم أن تكون لي وجهة نظر مخالفة.

< لقد ظهر الآن انكم لم تعودوا الى الوطن ضمن صفقة تم الاتفاق عليها وقد وضحت هذه الأمور الآن ولكن إذا ما طلب منكم المشاركة في السلطة كحزب أو كأفراد فهل ستوافقون على ذلك؟

- سبق في اجابتي على السؤال عن الاشاعات حول وجود صفقة بأننا لسنا من هذا النوع، نحن اتفقنا أن نعود الى بلادنا وعدنا وإذا قبل المؤتمر الشعبي العام وفخامة الأخ الرئيس بما طرحناه من رؤى هذا خير كبير وإذا قبل بعضها ايضا خير وأفضل من لا شيء، ولكن نعتقد في نظرنا أن الرئيس مدرك وأنا اعتقد بأنه سيكون قائدا لمسيرة اصلاحات، لكن إن اطرحها كشرط ان تقبل رأيي أنا وإلا لن أعود فهذا منتهى السخف وكأني ألغي آراء الآخرين وألغي رأي الدولة التي تقود بلادي، ليس معقولا أن حزب المؤتمر الشعبي العام وهذه الشخصيات الكثيرة التي فيه ونعلم رغم اختلافاتنا في بعض الأمور أنه حزب كبير وفيه شخصيات كبيرة وشخصيات لها ماض وقادرة على ان تقدم لليمن شيئا، الخلاف بيننا في كيفية هيكلة السلطة هذه لتؤدي دورا أحسن ولا نعتقد ان عاقلا يمكن أن يشترط ان يقبلوا رأيه وإلا السلام عليكم، نحن فقط سنعود من حيث جئنا لنرتب أمورنا للعودة النهائية لأننا جئنا على عجل وبالتالي جميع أهلنا ومدارس أولادنا وبيوتنا وأيضا سنرتب سكنا لأصحابنا هنا فكثير من أصحابنا ما عندهم مكان ينزلون فيه ونحن لا نطالب الدولة بشيء، نحن لم نطالب ولن نطالب الدولة بشيء في هذه المسائل، ونحاول أن نرتبها بطريقة أو بأخرى، وبالتالي اذا احتاج لنا الأخوة في السلطة في ان نتعاون بأي طريقة من داخل السلطة أو من خارجها وهو أمر لا يفرق معنا لإنجاز مشروع الإصلاحات ولن نقول مشروعنا نحن بل الشيء الذي نتفق عليه في مشروع الاصلاحات من أي مكان من أي موقع ومن لا موقع فنحن سنخدم بلادنا، ولا نطرح شرطا على أحد فإن رؤي أننا سنفيد فجيد وإن رؤي اننا لن نفيد فلا داعي.

< قلت في إجابتك انك سترتب أماكن لك ولأسرتك ولمن أتى معك فماذا بالنسبة لأملاكك؟

- أولا موضوع ممتلكاتي عندي خير كثير في اليمن وكله مستثمر في صنعاء وتهامة وقليل في عدن ولم تكن موضوع نقاش على الاطلاق حتى هذه اللحظة لا سابقا ولا لاحقا إلا مرة من الرئيس بعد ما خرج نائب الرئيس من منزلي سنة 2000م أرسل لي الرئيس تعال خذ بيتك أو وكّل من يستلمه فأرسلت رسالة مع من بلغني الرسالة قلت له بلغ فخامة الرئيس شكري ولا تشكل لي ممتلكاتي أولوية أنا عندي بيوت كثيرة في صنعاء وأراض في صنعاء وفي غيرها ونحن قد أمناه حاكما على اليمن بأكملها وهو وكيلي على ممتلكاتي كلها، وبالتالي ليس عندنا وقت الآن لنناقش مع السلطة ونتابع حقي وممتلكاتي وبيتي وسيارتي ليس عندنا وقت ولم أعد من أجل هذا ولم أطرقه ولن أطرقه، وكيلي الرئيس فماذا بعد ذلك.

< في الفترة الماضية حزب الرابطة قل نشاطه وأيضا صحيفته لم تكن بالمستوى المطلوب فهل ستوجهون جهودكم لإعادة تفعيل قدرات الحزب الحزبية والسياسية وكذلك الصحيفة الناطقة بلسانه؟

- لا شك أن هذا هدف مهم جدا سنعمل على تحقيقه والاسباب التي خفضت من نشاطنا وأضعفت نشاطنا هي ذاتية ولا نتهم أحدا بأنه السبب فيها غير أنفسنا وغير ظروفنا نحن، لم يوقفنا أحد عن العمل ولم يطلب أحد أن نوقف صحيفتنا على الاطلاق، الظروف كلها الذاتية والموضوعية بسببنا نحن وليس من خارجنا لذلك نحن نبذل جهدنا لأن تكون الأولويات ان نعقد مؤتمرنا التاسع وأن نعيد النظر في كثير من القضايا الإدارية للحزب ومن ضمنها الصحيفة، والقصور فينا نحن وليس من غيرنا وسنحاول ان نتجاوزه بإذن الله وسنبني ايضا علاقة مع «الأيام» و«رأي» بين الصحيفتين بما يخدم البلد مع الاحتفاظ لـ «الأيام» باستقلاليتها والاحتفاظ لنا بحزبيتنا، نحترم استقلاليتها ونعرف أن «الأيام» قامت وتقوم وستقوم بدور كبير جدا في بلادنا، بعض الناس وليسوا منا قد ينتقدون «الأيام» كونهم يريدون ان تنشر ما يعجبهم فقط، هذا مستحيل لن تنشر الذي يعجبهم ولا الذي يعجبنا نحن رغم صداقتنا ومعرفتنا وأنت تعلم يا أستاذ هشام أننا نقول لك دائما بأننا لا نعتب عليك في شيء حتى لو كان ضدنا ومنذ كنا في الخارج، فأنت في جريدة مستقلة ونحن نقدر هذا.. وشكرا جزيلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى