مشاعر سكان القرى الجنوبية والقوة الدولية .. من الترحيب الى الريبة

> مروحين «الأيام» هيرفيه اسكين :

>
القوة الدولية الموقتة التابعة للامم المتحدة (يونيفيل)
القوة الدولية الموقتة التابعة للامم المتحدة (يونيفيل)
لا تفصل بين قرية مروحين اللبنانية المحتلة على الشريط الحدودي ومدينة بنت جبيل المدمرة سوى 15 كيلومترا، لكن على هذه المسافة القصيرة تتفاوت بين الامتنان والريبة والترقب مشاعر سكان القرى ازاء القوة الدولية الموقتة التابعة للامم المتحدة (يونيفيل).

ويجلس ابو محمد حسن في المكتب الوحيد في بلدية ومستوصف مروحين الذي نجا من القصف الاسرائيلي بين منتصف تموز/يوليو ومنتصف اب/اغسطس. اما باقي اجزاء المبنى المغطاة بغبار رمادي داكن، فلم يبق منها غير جدران مثقوبة ونوافذ مخلعة.

ويقول ابو محمد حسن عضو البلدية "نحن ممتنون للفرنسيين لانهم منعوا الاسرائيليين من الدخول الى القرية مجددا". فقد عبرت مروحين المحاذية للشريط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة ليكون بمثابة حدود مع اسرائيل، اول دورية فرنسية لدبابات لوكلير الخميس ووقفت قبالة دورية اسرائيلية كانت تستعد لاقامة حاجز في القرية كما كانت تفعل من قبل. ومنذ ذلك التاريخ توقفت الحواجز الاسرائيلية.

وليس مهما ان كانت الدبابات الفرنسية في قوة الامم المتحدة لا تملك السلطة للتقرير بشأن تحركات دبابات ميركافا الاسرائيلية في هذه المنطقة المحتلة. فابو محمد حسن على قناعة تامة بان "الفرنسيين منعوا الاسرائيليين من العودة الى القرية,لو لم يحدث ذلك لحدثت مجرزة هنا، كنا سنرشقهم بالحجارة".

ولكن سرعان ما يتوقف ابو محمد عن الحديث، اذ ترددت اصداء في القرية بان الاسرائيليين اقاموا حاجزا جديدا على الطريق. وتبين بعد التحقق ان ذلك لم يكن صحيحا.

وعلى بعد نحو عشرة كيلومترات الى الشرق، في قرية رميش المسيحية التي نجت من القنابل الاسرائيلية، يعرب شكيب جرجور احد اعيان القرية وصاحب محل بقالة، عن ترحيبه بقوة اليونيفيل,ويقول الرجل المعتدل، مثل معظم السكان هنا، انه "يامل ان تكون لدى قوة اليونيفيل الجديدة امكانيات اكبر من السابقة".

ويعتقد جرجور ان الاسرائيليين "سيرحلون من تلقاء انفسهم" من عشر مناطق لا يزالون يحتلونها في الجنوب. ويقول "اذا لم يتعرضوا للهجوم، لن يهاجموا"ولا يعتقد جرجور كذلك ان حزب الله سينفذ عمليات تستهدف قوة اليونيفيل.

وفي بنت جبيل، معقل حزب الله التي دمرها القصف الاسرائيلي والمعارك، قال حسن فضل الله النائب عن حزب الله لفرانس برس انه "ما دامت اليونيفيل ملتزمة بالمهام الموكلة اليها في القرار 1701، لا اعتقد ان هناك اي مشكلة، لكن اي محاولة لتحوير مهامها ستؤدي الى ايجاد مشكلات الجميع بغنى عنها".

وتطالب اسرائيل قوة اليونيفيل بنزع سلاح حزب الله حسب تفسيرها لقرار مجلس الامن الدولي والذي يختلف عن تفسير حزب الله والحكومة اللبنانية له.

واضاف النائب فضل الله ان "اسرائيل تواصل خرق القرار من دون ان تواجه باي ضغط دولي، ونحن نرى تلاعب اسرائيل بالخط الازرق خصوصا في قرية الغجر الحدودية وسرقة المياه من نهر الوزاني ولم تحرك اليونيفيل ساكنا. هذه مؤشرات سلبية بالنسبة لاهالي الجنوب للمرحلة المقبلة".

واضاف "نحن سنراقب بدقة مدى قيام الحكومة واليونيفيل بمسؤوليتهما لحماية الحدود من اي اعتداء اسرئيلي".

وفي وسط بنت جبيل التي لم يسلم اي من مبانيها من القصف والدمار، يقف شاب يحمل وشما من اسلاك شائكة على ساعده امام نصب هو عبارة عن مدفع اسرائيلي يشكل غنيمة من معارك سابقة تحيط به قذائف منحوتة في الصخر، وفوقه صورة كبيرة لحسن نصرالله الامين العام لحزب الله.

ويقول الشاب رافضا الكشف عن اسمه "اذا كانت اليونيفيل قادمة لاسكات صوت اللبنانيين، سنقاتلها,وستسيل دماء".

ويضيف "يزعجنا ان نرى اجانب هنا، وخصوصا عندما يكونون مسلحين".

وعلى مقربة من المكان، يقوم مساعد رئيس البلدية بوضع اختام على وثائق في الطابق الارضي لمبنى نخرته القذائف ولونت النيران جدرانه بالاسود. ويقول وهو يواصل عمله "اذا كانت اليونيفيل قادرة على طرد الاسرائيليين، لن تكون هناك مشكلة،ولكن عليها ان لا تقف في صفهم".

وعلى طريق قوافل القوة الدولية التي تواصل عبورها بالقرب من بنت جبيل، ينتظر اطفال لتحية الجنود,اما الكبار فيراقبون بصمت. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى