سكان جنوب لبنان يطالبون الدولة بمساعدتهم مع انسحاب إسرائيل

> مارون الرأس «الأيام» يارة بيومي :

>
امرأة لبنانية تقوم باعداد وجبة الافطار في منزلها الذي دمر بشكل جزئي في قرية مارون الرأس
امرأة لبنانية تقوم باعداد وجبة الافطار في منزلها الذي دمر بشكل جزئي في قرية مارون الرأس
لم تنجح أنباء انسحاب القوات الإسرائيلية من قرية في جنوب لبنان في الساعات الأولى من الصباح في رسم البهجة على وجه محمد فارس وهو يقف على سطح منزله المدمر,وعندما سئل إن كان سعيدا لأن القوات الإسرائيلية انسحبت من قريته أجاب "بم أسعد.."

وأضاف "نحن نجلس على الأنقاض. نحتاج مساعدة مالية قبل حلول الشتاء في غضون شهرين."

وتبدو قرية مارون الراس مهجورة تقريبا. ولم يعد سوى قلة من السكان إلى قريتهم ليروا ما تبقى من منازلهم التي تحول معظمها إلى كومة من الأنقاض.

وحصل لبنان على تعهدات بتقديم مساعدة قيمتها مليارات الدولارات أغلبها من دول الخليج العربية لكن فارس وكثيرين غيره في القرية يقولون إن الحكومة لم تقدم لهم تعويضات بعد لإعادة بناء منازلهم.

وقال فارس وهو يتنهد بيأس ويشير لحجرة صغيرة يحتمي بها هو وعائلته المؤلفة من 20 فردا "لا يمكنهم خداعنا ببطانية وكيلوجرام من الأرز والعدس."

وكانت إسرائيل تنسحب بالتدريج من جنوب لبنان بعد حرب استمرت 34 يوما مع مقاتلي حزب الله قتل خلالها نحو 1200 شخص في لبنان معظمهم مدنيون و157 إسرائيليا معظمهم جنود,وسحبت إسرائيل باقي قواتها أمس الأحد باستثناء جنودها المتمركزين في قرية حدودية صغيرة.

وبدأ يوم 14 أغسطس آب سريان هدنة تم التوصل إليها بموجب قرار من الأمم المتحدة أنهى الحرب التي بدأت بعد أن أسر مقاتلو حزب الله جنديين إسرائيليين في هجوم عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز.

وقالت فاطمة نايف (43 عاما) وهي أم لعشرة ابناء "لم نر شيئا من الحكومة,احتاج ملابس لأولادي,أحرقتها كلها بعد أن عدت واكتشفت أن الإسرائيليين استخدموها أثناء إقامتهم في منزلنا."

ومع بدء سريان الهدنة بدأ سكان جنوب لبنان يعودون بالتدريج إلى منازلهم في القرى الحدودية التي شهدت بعضا من أسوأ المعارك.

وقال يوسف فارس (68 عاما) وهو أب لثمانية ابناء "لم تعد لدي مشاعر. أرحلوا )الجنود الإسرائيليون( أم بقوا لا فرق عندي."

وأضاف بينما كان يضع الطوب ليسد فتحة قطرها متر أحدثها صاروخ اسرائيلي في جدار مرأبه "ما حدث قد حدث لكن يجب أن تساعدنا الحكومة. لو أعطوني عشرة آلاف دولار لمزقتها أمام أعينهم."

ويتمتع حزب الله بشعبية هائلة بين اللبنانيين في الجنوب حتى بين الذين يشكون من عدم تقديم الحكومة المساعدة لهم.

وتعهدت الجماعة بأن تقدم لسكان 15 ألف منزل دمرت في الحرب مبلغا يكفي لاستئجار شقة وفرشها لمدة عام. لكن في بعض المناطق يقول السكان إنهم لم يتلقوا بعد مساعدات من الحكومة أو من حزب الله.

وفي مروحين وهي من بين آخر المواقع التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية أمس الأحد كان منزل محمد محمد المدمر الحافل بالانقاض تتناثر فيه الوجبات الخفيفة وعلب العصائر وزجاجات المياه التي تركها الإسرائيليون.

وقال "كانوا يعيشون في منزلنا. لكننا عدنا الآن إلى بيتنا وأرضنا. إسرائيل هي العدو. حزب الله هو الذي دافع عن الجنوب وهو حامينا."

ولا تزال فاطمة نايف وشقيقتها أديبة اللتان تقولان إن 16 من أقاربهما لاقوا حتفهم في الحرب من المؤيدين لحزب الله.

وقالت أديبة "المهم هو أننا فزنا ورؤوسنا مرفوعة,لولا حزب الله لما تمكننا من العودة إلى منازلنا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى