البيت الابيض يحاول احتواء الضجة التي أثارها كتاب بوب وودورد الجديد عن العراق

> واشنطن «الأيام» لاسيلو ترانكوفيتس:

>
بوب وودورد
بوب وودورد
أطلق البيت الابيض حملة لمحاصرة الاضرار ضد كتاب جديد من تأليف بوب وودورد الصحفي الشهير الذي أسهم في الكشف عن فضيحة ووترجيت في سبعينات القرن الماضي حتى قبل أن يظهر الكتاب الذي يقع في 576 صفحة علي أرفف المكتبات .

وعندما نشرت مقتطفات من "حالة انكار" الاسبوع الماضي عبر شبكة تليفزيون سي.بي.إس سارع البيت الابيض بإدانة الكتاب بوصفه "غزل البنات" (نوع من الحلوي شبيهة بالقطن المندوف) الذي يذوب بمجرد ملامسته ثم أطلق البيت الابيض حملة قوية لتفنيد ما ورد في الكتاب.

وفي مطلع الاسبوع الحالي أذاع البيت الابيض وعينه على انتخابات الكونجرس التي تجري في السابع من نوفمبر وثيقة تحت عنوان خمسة خرافات أساسية في كتاب بوب وودورد تحدى فيها المؤلف الذي كشف كيف أن الرئيس الامريكي جورج بوش تعمد تضليل الرأي العام الامريكي بشأن الحرب في العراق.

ويناقض الكتاب رؤية بوش المتفائلة بشأن الحرب من خلال سلسلة من التقارير الاستخبارية الخطيرة وقسم كبير منها سري والتي حصل عليها وودورد عن طريق مصادره داخل وخارج الحكومة.

ففي شهر مايو على سبيل المثال أعلن بوش أن " الحرية اكتسبت موطئ قدم قوي في الشرق الاوسط "من خلال العراق وان "قوى الارهاب بدأت مسيرة التراجع الطويلة." لكن في نفس الوقت حذر كبير القادة العسكريين الامريكيين وهو رئيس الاركان- البيت الابيض من أن عام 2007 سيشهد استمرار وربما تزايد "مستوى العنف وحتى العام التالي له" وذلك بحسب كتاب وودورد.

وقال وودورد إن وثيقة 24 مايو أوردت أن أكثر من 100 شخص يموتون كل يوم في هجمات ضد المدنيين والقوات التي تقودها الولايات المتحدة والقوات العراقية.

وكتب وودورد في مقتطفات نشرت أمس الأول الاحد في صحيفة واشنطن بوست التي يكتب لها منذ ما يربو علي 30 عاما " إن ثمة هوة واسعة بين ما يعرفه البيت الابيض والبنتاجون عن الوضع في العراق وما يقولانه علانية." وكتاب وودورد واحد من بين مجموعة كبيرة من الكتب الجديدة عن العراق والتي ظهرت في الاسواق مؤخرا قبيل انتخابات نوفمبر حيث من المتوقع أن يخسر الجمهوريون الذين ينتمي اليهم بوش مقاعد وربما سيطرتهم على مجلسي الكونجرس في ظل حالة عدم رضا متزايدة عن الحرب في العراق.

لكن كتاب وودورد يحمل أهمية خاصة بالنسبة للرأي العام الامريكي .

فالمؤلف الحاصل على جائزة بوليتزر واحد من رموز الصحافة الامريكية وهو الصحفي الذي ساعد في الاطاحة بالرئيس ريتشارد نيكسون الذي استقال عام 1974 لتحاشي توجيه الاتهام له بالتقصير في أداء عمله على خلفية تغطيته على وقائع فضيحة ووترجيت .

وواصل وودورد تغطية الاحداث السياسية في واشنطن وتأليف الكتب التي أثار بعضها جدلا شديدا. ففي كتابيه السابقين عن البيت الابيض تمكن من الولوج في دهاليز الادارة وكتب تحليلات رأت بعض الجهات أنها تبرر بعض قرارات الرئيس المثيرة للجدل عن الارهاب والحرب.

لكن في "حالة انكار" قدم وودورد نظرة بالغة التشاؤم عن اخطر قرار لبوش وهو غزو واحتلال العراق. واثار وودورد على نحو خاص علامات استفهام كبرى بشأن سلوك وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في الحرب.

فقد نقل عن الجنرال جون ابي زيد الذي حذر في أغسطس من مخاطر اندلاع حرب اهلية في العراق من قبل مصدرين قوله في عام 2005 أن رامسفيلد " لم تعد له اية مصداقية" في تحقيق نصر استراتيجي في العراق حسبما كتب وودورد .

وأن كلا من لورا بوش وكبير موظفي البيت الابيض اندرو كارد حاولا إقناع الرئيس بإقالة رامسفيلد بحسب وودورد.

ونفي البيت الابيض السبت أن لورا بوش دفعت باتجاه اقالة رامسفيلد. كما نفى كارد قيادته لحملة من هذا النوع قائلا إن التغييرات في الحكومة تتم في" سياق أوسع ". د.ب.ا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى