الجيش اللبناني ينتشر في الشريط الحدودي ويعد بالتصدي للخروقات الاسرائيلية

> اللبونة «الأيام» جهاد سقلاوي :

>
جنود لبنانيون في احدى المدرعات أثناء انتشارهم في الشريط الحدودي
جنود لبنانيون في احدى المدرعات أثناء انتشارهم في الشريط الحدودي
انتشر الجيش اللبناني أمس الإثنين على الحدود مع اسرائيل لاول مرة منذ قرابة اربعين سنة مع الانسحاب الاسرائيلي شبه الكامل من المنطقة الحدودية بعد احتلالها لحوالي شهرين ونصف.

وخلال حفل رفع العلم اللبناني على تلة اللبونة الاستراتيجية القريبة من مقر القوة الدولية للامم المتحدة (يونيفيل) في الناقورة، في اقصى الجنوب اللبناني، والتي تشرف على الاراضي الاسرائيلية جنوبا والساحل اللبناني شمالا، دعا قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان قواته الى "التصدي للاعتداءات والخروقات الاسرائيلية".

وقال العماد سليمان "ادعوكم الى التصدي للاعتداءات والخروقات الاسرائيلية بما يتوفر حاليا من امكانات، على قلتها، ريثما يتحقق ما وعدت به الحكومة من تعزيزات باسلحة واعتدة تتناسب وارادة القتال لديكم".

واضاف متوجها الى الجنود اللبنانيين "اسهروا على اعلاء كلمة القانون وردع كل من تسول له نفسه العبث بمسيرة الامن والاستقرار".

وقال "اننا نشكل جسور عودة المواطنين الى قراهم" التي نزحوا منها اثر الهجوم الاسرائيلي في 12 تموز/يوليو ولا يزال عدد كبير منهم غير قادرين على العودة بسبب الدمار الهائل الذي لحق بها.

واضاف العماد سليمان ان ان الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب بهدف "رفع المعاناة عن اهله (..) وبسط سلطة الدولة (..) والاضطلاع بواجباته الدفاعية والامنية والانمائية بمؤازرة من قوة الامم المتحدة".

وهذه المرة الاولى التي ينتشر فيها الجيش اللبناني منذ قرابة اربعة عقود في المناطق الحدودية التي كانت مسرحا للخروقات والاجتياحات الاسرائيلية المتكررة والمواجهات بين الجيش الاسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين.

واكد االعماد سليمان ان مهمة الجيش اللبناني تقوم على "مراقبة الحدود الجنوبية والمعابر البرية والبحرية لمنع الاعتداءات والتهريب والاسلحة الممنوعة".

وقال قائد الجيش اللبناني انه تم وضع خطة لنشر نحو 15 الف عسكري في الجنوب وانه طلب من "الحكومة اللبنانية تعزيز قدرات الجيش الدفاعية من عتاد وصواريخ على اختلافها وطوافات القتال والزوارق الحربية" حتى يتمكن من القيام بمهامه.

واكد ضابط في الجيش ان الجيش اللبناني سيكمل بعد الظهر انتشاره في المناطق الحدودية ما عدا منطقة الغجر، في القطاع الشرقي، والتي لم ينسحب منها الجنود الاسرائيليون بانتظار الاتفاق على "الوضع الامني" فيها مع القوة الدولية والجيش اللبناني، كما قالت اسرائيل.

ومع اللبونة، انتشر جنود لبنانيون خصوصا في مروحين في القطاع الغربي على طول الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة بعد الانسحاب الاسرائيلي سنة 2000 ليكون بمثابة حدود بين الجانبين.

وفي القطاع الاوسط، انتشر الجيش خصوصا في العديسة ومارون الراس وكذلك في كفركلا حيث توجد بوابة فاطمة الحدودية، وحيث انتشر نحو مائة جندي وعشر مدرعات.

وفي القطاع الشرقي انتشر الجنود اللبنانيون صباح الاثنين في العباسية والمجيدية والوزاني القريبة من الغجر. وفي القطاع نفسه انتشرت وحدة من الجيش تساندها وحدة اسبانية من القوة الدولية، جنوب الخيام، احد معاقل حزب الله التي شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله خلال الحرب التي استمرت 34 يوما.

ومع انسحابه أمس الأول الأحد ابقى الجيش الاسرائيلي 12 عنصرا في الجانب اللبناني من قرية الغجر، كما اكد ضابط لبناني لفرانس برس.

واعرب قائد قوة يونيفيل الان بيليغريني أمس الأول الأحد عن امله في انسحاب الاسرائيليين من الغجر في غضون اسبوع.

الجيش اللبناني ينتشر في الشريط الحدودي
الجيش اللبناني ينتشر في الشريط الحدودي
وقال الجيش الاسرائيلي انه يريد التوصل الى اتفاق لضمان الامن في هذه المنطقة الصغيرة التي كان ينتشر فيها مقاتلو حزب الله قبل 12 تموز/يوليو عندما شنت اسرائيل هجوما واسعا على لبنان لاستعادة جنديين خطفهما الحزب.

وشجب وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ مواصلة احتلال اسرائيل لهذه المنطقة والذي قال انه يعني "افتعال المشاكل في الجنوب".

وقال الوزير صلوخ "ان اسرائيل لم تنسحب تماما من جميع الاراضي اللبنانية وهي كعادتها تريد ان تترك قنبلة موقوتة".

واضاف ان "الحكومة اللبنانية لم تتسلم حتى الآن اي تطمين من منظمة الامم المتحدة وتنتظر تقريرا مفصلا عن الانسحاب الاسرائيلي".

واعتبر الوزير اللبناني انه "في حال لم تنسحب اسرائيل من الغجر، فهذا يعني انها تريد افتعال المشاكل في جنوب لبنان، وكما كنا نطالبها بالانسحاب الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، فنحن نطالبها الآن بأن تنسحب من الغجر لانها قرية لبنانية ويجب ان يرفرف عليها العلم اللبناني".

وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان الامم المتحدة "تتعامل مع موضوع الغجر بجدية واعتقد انه طالما نحن مصممون، فانها ستحقق هذا الهدف".

وتنقسم الغجر الى قسمين، لبناني في الشمال وسوري في الجنوب احتلته اسرائيل سنة 1967 مع احتلالها هضبة الجولان السورية. ولا يوجد سكان في القسم اللبناني من الغجر وهو عبارة عن شريط بعمق 700 الى 900 متر وبعرض 300 الى 800 متر.

وتقع القرية على تلة تشرف على نهر الوزاني الذي ينبع من لبنان وتؤكد الحكومة اللبنانية ان اسرائيل تقوم بتحويل مياهه. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى