القوميون خسروا الانتخابات في البوسنة لكن خطاب الفائزين اكثر تشددا

> سراييفو «الأيام» تانيا سوبوتيتش :

>
الانتخابات في البوسنة
الانتخابات في البوسنة
خسر القوميون المسلمون والصرب والكرواتيون الذين خاضوا الحرب بين عامي 1992 و1995 الانتخابات في البوسنة، لكن الرابحين انتخبوا لتبنيهم خطابا اكثر تشددا، الامر الذي ينبىء بمفاوضات صعبة بين البوسنة والاتحاد الاوروبي.

واظهرت النتائج النهائية للرئاسة المشتركة ان المسلمين انتخبوا الاحد الوسطي حارث سيلادجيتش (1،62 في المئة) فيما انتخب الصرب الاشتراكي الديموقراطي نيبويسا رادمانوفيتش (8،54 في المئة) والكرواتيين اشتراكيا ديموقراطيا اخر هو زيليكو كومزيتش (8،40 في المئة).

واذا كان الاخير يعكس صورة الاعتدال، فان سيلادجيتش ورادمانوفيتش يتبنيان مواقف متناقضة بحيث اقلق خطابهما المحللين الذين قارنوه بخطاب ما قبل الحرب الاهلية بين 1992 و1995.

وقال المحلل السياسي سلوبودان فاسكوفيتش ان "وجه التناقض يكمن في ان خطاب الاحزاب المعتدلة اكثر تشددا من القوميين انفسهم".

والخلاف يدور حول اتفاق دايتون (الولايات المتحدة) للسلام الذي وضع حدا للحرب وكرس انقسام البوسنة الى كيانين، جمهورية الصرب والفدرالية الكرواتية المسلمة اللتين تجمعهما مؤسسات مركزية ضعيفة.

ويطالب سيلادجيتش وحزبه بالغاء الكيانين بحدة تفوق مطالبة الاحزاب المسلمة الاخرى، علما انه كان رئيسا للوزراء خلال الحرب ووقع اتفاق دايتون.

ورد رادمانوفيتش واتحاد الاشتراكيين الديموقراطيين المستقلين الذي يتزعمه بالتلويح باجراء استفتاء حول استقلال جمهورية الصرب.

وعلق رادمانوفيتش "اخشى ان نواجه مشكلات في حال طالب شخص مثل سيلادجيتش" باعادة النظر في الدستور.

لكن هذا التغيير يأمله الاتحاد الاوروبي انطلاقا من رغبته في تعزيز الادارة المركزية في البلاد التي تعاني تهميشا في الوقت الراهن.

وتخوض البوسنة مفاوضات مع الاتحاد حول اتفاق استقرار وشراكة، يشكل المرحلة الاولى من طريق طويل نحو الانضمام، لكن التأخير في اجراء اصلاحات تشترطها بروكسل يهدد بارجاء توقيع الاتفاق الذي كان متوقعا في نهاية العام.

واعتبر فاسكوفيتش انه "بالنظر الى نتائج الانتخابات" فان العملية "معطلة في قسم كبير منها".

وخلال انتخابات الاحد، اختار الناخبون ايضا البرلمان المركزي والجمعيات في جمهورية الصرب والفدرالية الكرواتية المسلمة,واظهرت النتائج الجزئية لاربعين في المئة من الاصوات الانقسامات نفسها.

وحقق اتحاد الاشتراكيين الديموقراطيين المستقلين بزعامة رادمانوفيتش فوزا كبيرا على بقية الاحزاب من صرب البوسنة حاصدا اكثر من اربعين في المئة من الاصوات.

وفي الفدرالية الكراوتية المسلمة، فاز القوميون المسلمون في حزب العمل الديموقراطي ب22 في المئة من مقاعد الجمعية المحلية، لكن هذه النسبة لم توفر لهم غالبية كافية مع فوز حزب سيلادجيتش والحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة كومزيتش واحزاب كرواتية قومية اخرى.

وعلقت المحللة السياسية تانيا توبيتش ان "هذه الانتخابات اظهرت الانقسام العميق في البوسنة".

وارتدت هذه العملية الانتخابية اهمية بالغة لان النواب الجدد سيديرون البلاد بمفردهم للمرة الاولى منذ نهاية النزاع.

واعتبارا من حزيران/يونيو 2006 سيلغى منصب الممثل الاعلى للمجتمع الدولي الذي يتمتع بسلطات تتيح له التدخل في الشؤون الداخلية. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى