المحافظ في وسط المحنة

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
يشعر الناس في عدن بالامتنان والارتياح الكبيرين للأعمال التي يقوم بها الأستاذ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن في المحافظة على الحد اللائق من المستوى المتوفر لدى المحافظة من إمكانيات في مختلف المجالات.. وكذلك الانتقال بالمحافظة إلى أطوار جديدة من التقدم الحقيقي الذي يمس الشكل والمضمون لهذه المحافظة التي تنتظر على يديه المزيد من الحركة المؤدية إلى التطور الذي يدوم وليس مجرد التجميل المؤقت أو المناسباتي.. فهو لا يريد لعدن أن تبقى مدينة تعيش على المناسبات ومن أجل المناسبات فحسب.. ولا أن تعيش على فوائض موائد اللئام.. أبداً لقد لمست من خلال الاهتمام الشخصي الذي يبديه ويشارك فيه الأستاذ أحمد محمد الكحلاني بنفسه أن هذا رجل غير مظهري ولا هو استعراضي وإنما رجل يضع نفسه مع سائر الناس في وسط العمل أو الفرح إذا كانت المناسبة فرحاً وعملاً وكذلك هو أول من يضع نفسه في وسط المحنة إذا مرت بعدن لا سمح الله محنة من المحن، وبأسرع ما يمكنه الوقت والظروف يعمل على إزالة آثارها والتخفيف على من يصاب بأثرها.

وقد لقيت مأساة حريق الخساف، ولا تزال آثارها تلقى اهتماماً استثنائياً من المحافظ شخصياً ومن قيادة المحافظة عامة وأهم هذا الاهتمام في رأيي هو جعل هذه المأساة التي وقعت في الخساف عبارة عن صافرة إنذار حتى لا ننسى.. ونقطة تحول حتى نعيد النظر في جدوى عمل الدفاع المدني ومتطلباته وإعادة النظر في هيكلته وجداوله وإمكانياته وفاعليته وقت الحاجة إليه عندما تدعو الحاجة إليه إذا دعت والإنسان لا يمكن أن يطمئن على نفسه وأهله إلا عندما يثق بأن هناك اهتماماً حقيقياً وراقياً بأعمال السلامة وهذا أضعف الإيمان.. وكلكم تعلمون كيف تبذل الدول من أموال وجهود في بناء مساكن ومرافق حياة آمنة مقاومة للزلازل والأعاصير وقرى تصمد في وجه السيول والأمطار.. نحن مش قصدنا هنا نكثر بالكلام اللي ما منوش فايدة ونطالب بأبراج وناطحات سحاب مضادة للزلازل.. نحن فقط نريد أن نقول إن الناس عندما تبني العمارات والفنادق وسائر المباني فإنها لا تهمل شروط السلامة وتجهز هذه المباني بمخارج خاصة احتياطية في حالة الطورئ يمكن أن يجد فيها الناس مخرجاً للسلامة.. ولاشك أن الأخوة في الدفاع المدني يعرفون أن مباني الستينات في محافظة عدن - مش كلها بعضها- وبالذات الكبيرة منها وتلك التي كان يسكنها البريطانيون مجهزة بمخارج السلامة تحسباً للحرائق، وما زال الكثير من هذه المباني موجوداً في شارع الملكة أروى والشارع الرئيسي بالمعلا.. كذلك كان هناك نظام «الإنذاز العاجل» في كثير من مباني المكاتب الحكومية ومكاتب الشركات.. وكلكم - على الأقل الكبار في السن منكم- تذكرون الزجاج الصغير المربع في مستشفى الملكة إليزابيث الثانية بخور مكسر والذي مكتوب عنده هذه العبارة:«فضلاً اكسر هذا الزجاج إذا شب حريق» وطبعاً بدون ما أتفلسف عليكم كثير تعرفون أن كسر هذا الزجاج يؤدي فوراً إلى إشعار أجهزة المطافي والشرطة بوجود حريق وبمكان هذا الحريق.

وكذلك هناك تجهيزات أخرى كثيرة متيسرة مثل توصيلات المياه.. توفر المحلول الخاص بإخماد النار والسلالم والخ.. وأهم من كل هذا أن ما يسمى عندنا الآن بالدفاع المدني وأذكر ان له زمان اسم آخر بالإنجليزي هو «فاير بريجيد» كان قديماً ينظم الدورات الخاصة بمكافحة الحريق وسائر الكوارث المحتملة وكان يقوم بما يمكن أن نطلق عليه اليوم بروفات (كانت تسمى بالإنجليزي «درلّ») وذلك عندما يكلف جماعاته والمتعاونين معهم على دق النواقيس والأجراس والصفارات والصياح في الناس بأن هناك: حريق.. حريق وبهذه البروفة كان يرتب ويعلم الناس كيف يتعرفون في حالة وقوع حريق وينبههم إلى أماكن المعدات الخاصة بالمكافحة ويمرنهم على أصول توجيه الناس وإسعافهم وطرق مشاركتهم.. أقول هذا راجياً أن يقوم رجال الدفاع المدني اليوم ببعض الاقتباسات من الماضي حتى تقلل من مداهمات أخطار الحرائق وغيرها من الكوارث والمحن.. واثقاً بأنهم تحت قيادة رجل مثل الأستاذ أحمد الكحلاني محافظ محافظة عدن سيجتازون الامتحان بنجاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى