مرحباً قيادات (رأي)

> محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
احتضن مطار عدن الدولي مساء الأربعاء الماضي قيادات في حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) من صنعاء وعدد من المحافظات وشخصيات اجتماعية استقبالاً لرئيس الحزب وأمينه العام وعدد من قيادات الحزب في الخارج لدى قدومهم من منافيهم القسرية التي دامت 12 عاماً وشهرين و7 أيام كما قال أحد القياديين القادمين باسماً.

للمطارات سننها، فكما تتبلل صالاتها بكثير من دموع الفراق حين نودع الأحبة فإنها أيضاً تحتضن دفء اللقاء، فما بالنا ونحن في مطار تلك المدينة الباسمة رغم مرارات الزمن التي يملؤها الحب والوفاء من أقصاها إلى أقصاها.

نظر البعض إلى عودة قيادات (رأي) بأنها تندرج في إطار صفقة سياسية مع الحزب الحاكم، لكن الجفري وبن فريد أكدا لوسائل الإعلام وفي لقاءاتهما بأعضاء الحزب أن لا شيء من ذلك (فحزب رأي لم يكن يوماً صائداً للصفقات، فما يتخذه من مواقف تمليها حسابات الواقع ومصالح الوطن وأهله، ولم يكن يوماً مدافعاً عن مصالح أعضائه الشخصية، على أنه كحزب سياسي يحمل رؤاه الخاصة يملك حق سلوك السبل لتحقيق هذه الرؤى في الواقع منفرداً أو في إطار تحالف سياسي مع حزب أو أكثر).

لا ينكر عاقل على حزب سياسي- أي حزب- إقامة تحالف مع الأحزاب الأخرى، ونستطيع الجزم بأن تحالف أحزاب اللقاء المشترك - مثلاً- قد فعل في حياتنا السياسية وأعطى للعملية الديمقراطية طعماً ولوناً ورائحة وسيسجل تاريخ اليمن المعاصر للرئيس علي عبدالله صالح والمهندس فيصل عثمان بن شملان السبق في كونهما أول شخصيتين تخوضان الانتخابات الرئاسية في إطار من المنافسة الحقيقية، كما سيسجل ذلك لكل القوى السياسية التي وقفت خلف كل منهما متحالفة أو منفردة، ولا ننكر أن هناك قدراً كبيراً من الاحترام يستحقه الرئيس على تذليل سبل هذا التنافس.

صحيح أن واقعنا مليء بالعيوب والاختلالات من كثافة أعداد العاطلين إلى تدني الخدمات ومزاجية الأسعار، ويصل الخلل درجة عدم الشعور بتساوي المواطنة، وكلها تنتظر المعالجات الحقيقية بحيث يسود القانون بالمطلق، فهي لا تصلح بالنوايا الحسنة، وحين أعلنت قيادة (رأي) وقوفها دعماً للمرشح علي عبدالله صالح في الانتخابات الرئاسية فإن ذلك (لا يعني التخلي عن مطالبتنا بتحقيق الإصلاحات اللازمة أو الانتقاص من حقوق باقي المرشحين).

عودة القيادات الرابطية تشكل دفعة قوية لنشاط أعرق الأحزاب السياسية على الإطلاق وسيسهم ذلك في الحراك السياسي الذي تشهده بلادنا هذه الأيام وستشهده الفترة القادمة، فهذا الحراك هو وحده الكفيل بتحويل تباين الرؤى من حوار الخنادق والفوهات إلى حوار العقول والأفواه، ونفخر أن الناخب أصبح صاحب الكلمة الفصل.

نأمل أن تشهد مطارات بلادنا أفواجاً أخرى من فرقاء الحياة السياسية، ولا بأس في أن نأمل، فقد وضعنا أقدامنا على الطريق وأخذ الناخب مكانته في أذهان القوى السياسية في إطار الممارسة الديمقراطية التي تكفل لنا التساوي في بقية الأشياء كما تساوي بين أصواتنا كناخبين، وتحفظ لنا التنوع المشروع طبيعياً وقانونياً وتخلق من هذا التنوع لوحة جميلة تجعل الوطن يفيد من كل طاقات أبنائه ويفيد كل مواطن فيه، دون انتقاص بسبب اللون أو الفكر أو جهة الانتماء. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى