مع الأيــام..الفساد السياسي والإداري أولاً ..!

> محمد سعيد سالم:

>
محمد سعيد سالم
محمد سعيد سالم
أتمنى من كل قلبي، ألا تظل عواطفنا متأججة، بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية والمحلية، وقد صب غالبيتها في صالح المؤتمر الشعبي العام.

قد يرى كثيرون أن هذه النتائج يحيط بها الكثير من الشكوك، وقد تجلّى هذا الأمر في موقف المعارضة في اللقاء المشترك، الذي صاغ حساباته على خلاف ذلك، بعد محاولاته (الجبارة) غير المسبوقة لتغيير ملامح الواقع السياسي للدولة من خلال صندوق الانتخابات!!

إني أتمنى ألا يسمح أحد بإشعال نار خصومة (حاقدة)، قد تحوّل النجاح النسبي للعملية الديمقراطية (النوعية) التي أفرزتها الانتخابات، بفعل أداء المعارضة الجيد والتحدي «المؤثر» للحزب الحاكم، في صورة لم تعرفها اليمن من قبل، إلى خسارة قد تصيب الشعب اليمني بالندم، على أنه قَبَلَ أن يبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات، وليس من خلال الانقلابات والمؤامرات.

لا نريد لأحد أن يندم، أو يفقد القدرة على التفكير السليم، فهناك من له مصلحة في ذلك، حيث سيجتهد في مصادرة النجاح الذي تحقق، ولو كان نسبياً، وسيوظف المشاعر الملتهبة، للترويج لنفس الاصطفاف المريض، المعادي للتطور.

إن اليمن، بعد الانتخابات، انتقلت إلى محطة جديدة، على الأقل ، من وجهة نظر الحرية التي تنشدها الجماهير، ويرتضيها أنصار الديمقراطية في العالم. لكننا لا بد أن نكون على علم، أننا لا نريدها (حرية) تدفع الجماهير إلى (معصية) الله، ومقاومة إرادته على ثرى هذه المعمورة، كما أنها (حرية منقوصة) لأنها ما تزال (مُضغة)!!

في مثل ظروف بلادنا، المعقدة في تركيبها الإنساني والقبلي، لا يمكن أن تمر الديمقراطية مروراً راقصاً ومريحاً. قد يحتاج ترسيخها إلى ثمن باهظ، وليس بالضرورة ثمناً مدفوعاً من العنف والدماء، بل قد يكون من الوقت والصبر، ومكافحة الفساد السياسي والإداري، والتصدي للأفراد والجهات المتجردة من الإنسانية والأخلاق، والتي تحجرت مشاعرها، وتتعالى نقمتها على التطور، وعلى الكفاءات، والمشاريع الوطنية النزيهة في المجتمع والوطن، وهذه أعمال من مقومات (دولة الإيمان)!!

كثير من هؤلاء، يأتي إلينا في صورة ديمقراطيين، ودعاة حقوق إنسان، ومتعهدى حريات، وقضاة، وأنصار القضاء على الظلم.. وغير ذلك، ولكنهم قتلة الأحلام، والنافخون في كير الصراعات والفتن والنفاق والثأرات بكل صورها.

للديمقراطية والتطور أعداء، في مقدمة هؤلاء الفساد والمفسدون والمتنفذون الخارجون على القانون. وعندما وضع الأخ الرئيس مكافحة كل ذلك ضمن أولوياته للفترة القادمة، فذلك اعتراف بوجود هؤلاء (الأعداء) الذين ظلوا طوال السنوات الماضية من عمر دولة الوحدة، يطلقون (النار) على (الحمام والورد والأعشاب)، وعلى كل شيء جميل في حياة أهل اليمن ومسيرتهم الوطنية والسياسية والاقتصادية.

نتمنى على الأخ الرئيس أن يتمسك بإرادته الأخيرة، ليقود السفينة إلى هدفها النبيل:(بناء الدولة الحديثة في اليمن )، وأن يكافح المعايير الضيقة، الحزبية، والقبلية، والمذهبية، والمناطقية، والشخصية، التي حرمت اليمن من مؤهلات الكفاءة والمنافسة والتفوق وراء الحدود.. واستعادة معادلات ومعايير الأفضل في كل مجال ومحافظة.

ضرب الفساد ورموزه بداية مهمة وأساسية، ولأن ذلك غير محصور في أجهزة الدولة - فقط- ومؤسساتها المختلفة، أو ضمن مفاصل معينة في الحزب الحاكم، وإنما في باقي الأحزاب والهيئات الاجتماعية والأهلية، سيجد الرئيس (أنصاره إلى الله) في إقامة بيئة طاهرة ونقية، على أرض اليمن، إن شاء الله، ومن كل الأحزاب والمنظمات والهيئات والجهات، بما يعزز الاستقرار في بلادنا، ويخدم استقرار المنطقة، وجهود التنمية فيهما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى